نقلت القوات الفرنسية المئات من المخطوطات الخاصة بالتاريخ الإسلامي في تمبكتو، نحو متاحف باريس خاصة متحف التاريخ، لإثرائها بالثقافة الإسلامية، تحت صمت وتواطؤ من النظام المركزي في مالي الذي غض الطرف عن استنزاف تاريخ البلاد العريق. وتعمد القوات لطمس معالم تمبكتو، المدينة التاريخية، إحدى منارات الحضارة الإسلامية، من خلال القصف والتدمير المستمر أمام صمت رهيب ومريب للهيئات الدولية المهتمة بالتراث الإنساني، حيث تحتوي المدينة التاريخية على الكثير من المعاهد والمراكز الثقافية أهمها معهد أحمد بابا التمبكتي الذي يضم آلاف المخطوطات من نفائس الثقافة العربية و الإسلامية مثل القاموس المحيط وكتب للرحالة ابن بطوطة، كما يوجد في المدينة أكثر من عشر مكتبات تحوي كنوز معرفية وتاريخية لا تقدر بثمن، من مخطوطات ووثائق تاريخية لا يمكن تعويضها. ويحفظ معهد أحمد بابا للدراسات العليا والأبحاث الإسلامية لوحده ما بين 60 ألفا إلى 100 ألف مخطوطة، وتعد المدينة التاريخية مركزا للتعليم الإسلامي والحضاري في إفريقيا ويوجد فيها أكثر عدد من المخطوطات العربية التي تصل إلى 700 ألف مخطوطة مكتوبة باللغة العربية أو لغات محلية وهي لم تحظ باهتمام الماليين فيما عمل الاحتلال الفرنسي على تجهيل أهل مالي باللغة العربية وتركيز اهتمامه على إجادة اللغة الفرنسية، وذلك في إطار سياسة التجهيل للشعب المالي وإبعاده عن معرفة ما تتضمنه هذه المخطوطات التاريخية المهمة، والعمل المتواصل على إفقار الشعب المالي ونهب ثرواته وخيرات بلاده.