اعتبر المدرب الفرنسي مارك نوبيلو أن فشله في بلوغ نصف نهائي كأس أمم إفريقيا لأقل من 20 سنة، والتأهل للمونديال كان القادم، يعتبر أكبر إخفاق له في مشواره التدريبي، مؤكدا أنه يتحمل المسؤولية كاملة ما دام أن الاتحادية الجزائرية وفرت له جميع الإمكانات اللازمة لتحقيق الهدف المسطر. ورفض المدرب نوبيلو الإجابة عن أي سؤال من طرف الصحافة التي غطت مؤتمره الصحفي أول أمس، وأوضح قائلا: “رجاء لا أريد أي أسئلة، وسألقي كلمة سأتحدث من خلالها عن كل شيء”، قبل أن يشرع في سرد الحقائق الخاصة بالمنتخب الوطني للشباب، أسباب الخروج المبكر من الكان، معتبرا أن هذا الإقصاء يعتبر أسوأ ذكرى له طوال مشواره التدريبي الذي دام 25 سنة قضاها في تدريب وتكوين اللاعبين الشباب. “كنا خارج الإطار أمام غانا وهذه هي كرة القدم” يرى المدرب الفرنسي أن المنتخب الوطني لم يقدم أداء يشفع له تخطي حاجز الدور الأول من الكان الجاري، مؤكدا أن الخضر قدموا أسوأ لقاء في الدورة أمام غانا، وصرح قائلا: “أمام غانا كنا خارج الإطار تماما، وقدمنا أسوأ أداء لنا في الدورة، وهذه هي كرة القدم، ففي بعض الأحيان لا تكون في الموعد، وهو ما كان عليه الحال أمام غانا، وتلقينا هدفا مبكرا أثر على معنوياتنا كثيرا”. “المدرب دائما يتحمل المسؤولية” وأوضح المدرب نوبيلو أنه لا يتهرب من مسؤوليته الكاملة بخصوص الإخفاق المسجل، معتبرا أن المدرب دائما ما يكون كبش الفداء في حال تسجيل أي إخفاق، وهو الأمر الذي يجعله السبب الأول والأخير حول الإقصاء. وقال “المدرب دائما هو السبب عند الهزائم، مهما كانت الظروف والذرائع، وبعد الإقصاء فلا يوجد من يتحمل المسؤولية سواي”. “ كنت أدرك صعوبة المهمة بسبب القرعة التي لم ترحمنا” وتحجج المدرب الفرنسي بقوة المجموعة التي أوقعت القرعة المنتخب الوطني إلى جانب منتخبين مرشحين بقوة للتنافس على لقب الدورة، وهما مصر وغانا، موضحا أنه كان يدرك تماما صعوبة المهمة فور تعرفه على منافسي الخضر في المجموعة، وأضاف قائلا:“الأمور كانت صعبة منذ البداية، لكنني جازفت وفضلت خوض الرهان، وكنت أعتقد أنني سأصل للدور الثاني بالاعتماد على عاملي الأرض والجمهور، لكن ذلك لم يكن كافيا لتجاوز عقبة المصريين والغانيين”. “الفاف وفرت لي كل شيء” وأكد المدرب الفرنسي مارك نوبيلو أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، ورئيسها محمد روراوة لا يتحملان مسؤولية الإخفاق المسجل، معتبرا أن الفاف قد وفرت له جميع الشروط اللازمة من أجل النجاح في مهمته، من خلال تسخير الأموال الكافية والشروط الإيجابية للعمل، لكن كل ذلك لم يكن ليمنع الإقصاء من الدور الأول من الكان بسبب تباعد المستوى بين غانا، مصر وبين الجزائر. “لقد تركت عملا مفيدا للجزائر” ويرى المدرب الفرنسي أن مهمته على رأس العارضة الفنية للمنتخب فيها بعض النقاط الإيجابية، معتبرا أنه قد نجح في ترك بصمته من خلال إعادة هيكلة المنتخب الوطني، ووضع تصنيف لجميع اللاعبين الجزائريين الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، حيث سيكون ذلك مرجعا مفيدا لكل مدرب يأتي من بعده. وأوضح المدرب في هذا الشأن قائلا: “لقد عملت بجد طيلة الفترة الفارطة من أجل الوقوف على إمكانات اللاعبين الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة، وتابعت أكثر من 1500 لاعب عبر شتى ولايات الجزائر، وقمت بإعداد بطاقة وطنية عن اللاعبين، ومستواهم، وهي المعطيات العلمية التي ستكون مرجعا لكل مدرب يأتي من بعدي”. “أتمنى حظا موفقا لأشبال حليلوزيتش في تصفيات المونديال” وختم المدرب مارك نوبيلو حديثه بتمني حظ موفق للعناصر الوطنية للأكابر المقبلة على لقاء البنين هذا الثلاثاء، حيث أعرب عن أمله الكبير في أن ينجح المنتخب الأول في تعويض الجزائريين خيبة فشل الشباب في بلوغ المونديال، من خلال التوفيق في مهمته والترشح إلى نهائيات كأس العالم 2014 المقبلة بالبرازيل.