دعا الشيخ عمر راجح رئيس قبيلة بواحة سيوة المصرية ذو أصول أمازيغية إلى توسيع دائرة الشراكة بين مصر والجزائر في عهد ما بعد مبارك ونبذ الخلافات والعنف. كما رافع في المقابل لعلاقات مميزة في المستقبل ودعا إلى تناسي الأحقاد التي خلقتها المنافسات الرياضية التي أدخلت الشعبين في ظلمات بفعل تشجيعهم الكروي. وأضاف ضيف الجزائر، في تصريح خص به ”الفجر”، على هامش فعاليات الطبعة ال13 للفيلم الأمازيغي التي تحتضنها تيزي وزو بين 23 و28 مارس أن مشاركة وفد سيوة في المهرجان حلم راودهم منذ سنوات، يضاف إليه حفاوة الاستقبال من أهل تيزي وزو والقائمين على هذه التظاهرة، كاشفا أن سيوة التي مزجت بين الحضارة الفرعونية والرومانية عرفت حسب اعترافات الأجداد الأولين مرض الطاعون الذي قضى على الكثير من السكان، إلا بعض العرب الذين يأتون في وقت جمع التمور وجني الزيتون، إلى أن جاءت الفتوحات الإسلامية وتحولت سيوة إلى معبر الحجيج إلى أراضي الحجاز لأداء الركن الاعظم، ما جعل من المنطقة آنذاك محطة للزاد. وأضاف ضيف تيزي وزو أنه ومع امتداد النقم على سيوة من خلال زحف الجفاف من شمال إفريقيا، تأثرت بعض قبائل الشاوية ما تحتم على بعض قبائلها التوجه إلى غاية واحة سيوة حيث يرعى شبابها الذين تعرضوا لاعتداءات من طرف بعض العربان الذين يقصدون المنطقة لجني التمور وتفاديا للهجمات الشرسة التي تلاحق أمازيغ سيوة، تقرر تشييد جدار واق يدعى أدرار نشالنخ، وهي مباني من التراث الأمازيغي وأطلالها ما تزال ماثلة للعيان، بل وتتوفر على أزقة وشوارع وممرات كما تتوفر على باب عملاق يغلق على سكان سيوة ساعة الغروب ويفتح عند ساعة الشروق. وأضاف شيخ قبيلة سيوة أن الاسكندر الأكبر توج في هذه الواحة كما أنها تعد لليوم قبلة للسياح من كل أنحاء العالم، حتى اليهود منهم الذين يبقى تواجدهم غير مرغوب فيه بالمنطقة لاعتدائهم على مقدسات الشعوب، بما فيها فلسطين، ناهيك عن الخدمات الصحية التي توفرها اليوم الواحة لقاصديها من خلال العلاج بالرمال لمختلف الأمراض كالروماتيزم، كما تعد قبلة للاستكشاف لتواجد معبد أمون وكذا جبل الموتى وقاعة تتويج الاسكندر مع مقابر الرومان التي ما تزال مدفونة لليوم. وخلص المتحدث إلى أنه على أمازيع العالم أن يقتدوا بأمازيغ سيوة المصرية. وما زال القبلي عبر الوراثة هو السائد في الواحة إلى اليوم مع إلزامية تبني مبدإ العلم والثقافة والحكمة في من يتولى شؤون القبيلة باعتماد ما يسمى عندهم العاقل.