اختارت إدارة مهرجان الفيلم الأمازيغي المنتظر تنظيمه من 23 إلى 28 مارس المقبل بتيزي وزو تسليط الضوء خلال الدورة الثالثة عشر على أمازيغ مصر من خلال الفيلم الوثائقي الذي وقعه الصحفي داود حسن من إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية في إطار المنافسة الرسمية للمهرجان في فئة الأفلام الوثائقية. روى الفيلم قصة الأمازيغ المصريين الذين نزحوا إلى مصر قبل نحو 3 آلاف عام من شمال أفريقيا، ولم يتبق منهم بعد هذه الفترة الطويلة من الزمن إلا نحو 24 ألف شخص يعيش معظمهم فى واحة سيوة. وحسب مخرج الفيلم فان سكان واحة سيوة من الأمازيغ يعتبرون حالة فريدة للغاية، فقد ساعدهم البعد المكانى عن القاهرة والعالم بحوالى 800 كيلو متر وصعوبة الوصول إليهم فى أن يحافظوا على تقاليدهم وعاداتهم، والأهم على لغتهم الأصلية الأمازيغية أو ما يطلق عليها اللهجة السيوية. وعن كيفية اكتشاف سكان سيوة أنهم أمازيغ قال:» إنه قبل أكثر من 20 عاما كان السفير الجزائرىبالقاهرة على رأس وفد شعبى جزائرى يزور سيوة، فتحدث بعض شيوخ القبائل هناك باللهجة السيوية عن الشعب الجزائرى بصورة إيجابية مثل أنه بلد المليون شهيد، فرد عليهم أعضاء الوفد الجزائرى بنفس اللهجة، فاستغرب شيوخ القبائل، ولكن الاستغراب زال بعدما علموا أنهم من الأمازيغ وأن اللهجة السيوية ما هى إلا اللغة الأمازيغية التى حافظ عليها سكان سيوة طيلة 3 آلاف عام توارثوها أبا عن جد.« ويوضح حسن أن الأمازيغ فى مصر ليسوا أقلية فهم جزء من النسيج الوطنى المصرى، يتحدثون اللغة العربية ويدينون بالإسلام، وليس بينهم وبين الدولة أى مشاكل كما يحدث فى بعض المناطق، مثل الجزائر نفسها، والتى تصل أحيانا لصراع مسلح. ويضيف بأن اهتمام الدولة بسيوة وسكانها منذ بداية القرن الماضى وأن الخدمات الأساسية فيها أفضل من بعض مناطق القاهرة. وعن تناوله لقصة الأمازيغ ، قال المخرج إنه قضى هناك أكثر من أسبوع عايش السكان فى حياتهم عن قرب واستمع لقصصهم وتعرف على تقاليدهم من خلال قصة فتاة مصرية من أصل أمازيغى ذهبت إلى سيوة للبحث عن جذورها، وأنه لم يستخدم أسلوب الراوى أو النص وترك لأبطال الفيلم الحديث وتوثيق القصة. جدير بالذكر أن هذا العمل ليس الأول لمخرجه وإنما سبقه عدد من الأفلام الوثائقية القصيرة والطويلة منها »تسونامى على ضفاف الخليج«، ناقش به أزمة العمال الأجانب فى دول الخليج العربى، و»أرواح بلا ثمن«، عن عمال المحاجر فى مصر، وهو مهتم بتوثيق التجارب التنموية المستقلة فى مصر والعالم العربى التى يمكن أن تسهم فى علاج المشاكل الاجتماعية والسياسية وتقرب بين شعوب المنطقة، وقد أخرج وأنتج عددا من الأفلام التى توثق هذه التجارب، مثل »كفر ميت الحارون«، و»تفهنا الأشراف«، »البسايسة الجديدة«، وشارك مؤخراً فى إنتاج وإخراج عدد كبير من الأفلام التى تؤرخ الثورة المصرية. وبخصوص المشاركة في مهرجان الفيلم الامازيغي، كانت المحافظة قد فتحت أبواب المشاركة في الطبعة ال,13 وذلك على مختلف الأشكال السينمائية، من أفلام روائية طويلة، أفلام روائية قصيرة وأفلام وثائقية، وقد حدد تاريخ 3 فيفري كآخر أجل لإيداع طلبات المشاركة. وتشترط محافظة المهرجان على الراغبين في المشاركة، إرسال أعمالهم في قرص مضغوط لتشاهده لجنة الانتقاء التابعة للمحافظة، مع إرسال صورة للفيلم وصورة للمخرج، وتشدد على ألا يكون للفيلم أي استغلال أو توزيع تجاري بالجزائر، وأن يحمل ترجمة كتابية باللغة العربية أو اللغة الفرنسية.