تابع جمهور مدينة تيزي وزو عرض فيلمين بقاعة السينماتيك عن بلدة سيوة المصرية ذات الأصل الأمازيغي وذلك في إطار فعاليات مهرجان الفيلم الأمازيغي في طبعته 13. وقد تناول الفيلم الوثائقي الأول الموسوم "أمازيغ مصر" لمخرجه الصحفي داود حسن الحاضر مع الوفد المصري الضيف نبذة تاريخية عن هذه المنطقة الجغرافية التي تنسب إداريا لمحافظة مرسى مطروح (900 كلم غرب القاهرة). كما تعرض لتفاصيل عن مظاهر الحياة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية والدينية والعمارة والصناعات التقليدية و كذا الفولكلور الشعبي المحلي التي تميز يوميات مواطن سيوة فضلا عن ما تزخر به هذه الرقعة الصحراوية من شهود و كنوز أثرية فرعونية ورومانية عريقة وعادات أمازيغية تنتسب لأمازيغ شمال إفريقيا ويعود تاريخها في الواقع لأكثرمن 3000 سنة خلت. أما العرض الفني الموالي المبرمج للوفد السينمائي المصري ضيف المهرجان والحامل لعنوان سيوة "رجال و أرض وتاريخ" الذي أخرجه سنة 1987 هاشم النحاس الذي تغيب عن مهرجان تيزي وزو بسبب المرض فقد ركز بدوره على طبيعة و مهام التنظيم الاجتماعي القبلي التقليدي البسيط لسكان واحة سيوة المنتمين ل 11 قبيلة (25 ألف نسمة). وأبرز للعيان سبل عيشهم المعتمدة على أصلا على النشاطات الفلاحية المعاشية و رعي الإبل ولجوئهم القوي لاستعمال جريد وسعف النخيل في إنجازهم للكثير من التحف الفنية التقليدية وأيضا اعتمادهم الكبير من جهة أخرى على مادتي الحجارة والطين في بناء دورهم الفسيحة وذات الأزقة الضيقة المتناسقة مع الجمال الطبيعي الأخاذ لهذه الواحة. وبالمناسبة نوه نص الفيلم بالهدوء والطمأنينة التي يعيش وسطها أهالي بلدة سيوة نظرا لقيم التضامن والطيبة و التآزر والتكافل الاجتماعي التي ما تزال تسري في عروق سكانها حيث تقوم مجالس الحكماء المحلية بالتنسيق مع السلطات العمومية السياسية والأمنية بفض الكثير من النزاعات العقارية المرفوعة لديها دوريا بين ملاك الأراضي تخص إشكالات(معالم الملكيات والسقي الزراعي) علما أنها تعيش حركة سياحية استكشافية معتبرة لتراثها ومعالمها.