انتقدت أوساط بنكية مصرية اتفاقا بين مصر وإيران لإعادة الحياة لبنك مشترك، في الوقت الذي تقبع فيه الجمهورية الإسلامية تحت وطأة العقوبات المالية والاقتصادية الواسعة، فيما يعرف الاقتصاد المصري كوارث تشير إلى انهياره. عرفت العلاقات المصرية الإيرانية تبادل الكثير من زيارات العمل بين البلدين خلال الأشهر الأخيرة، وقع فيها البلدان عددا من الاتفاقيات أبرزها إحياء “بنك إيران مصر” الذي يعود تأسيسه إلى عهد الشاه أحمد رضا بهلوي والرئيس أنور السادات، تمسك فيها الطرف الإيراني بأن يكون إحياء هذا البنك على رأس الاتفاقيات، الأمر الذي أثار حفيظة خبراء الاقتصاد المصري الذين لا يرون أي فائدة ترجى من إعادة بعث هذا البنك خاصة في الوقت الراهن الذي يعرف فيه اقتصادا البلدين الأمرين وتدهورا كبيرا قد يهدد استقرار مصر وطهران على السواء، كما يرى البعض الآخر أن إعادة الحياة للبنك المشترك المصري الإيراني تعد أهم خطوة تراهن من خلالها طهران للالتفاف على العقوبات الدولية. وكشفت مصادر بنكية مصرية عن قلق في صفوف رجال الأعمال وشخصيات مالية بارزة في مصر بسبب ما أسموه اختراقا إيرانيا للاقتصاد الوطني عبر فتح الأبواب أمام المال الإيراني في السوق المصرية، حيث وقع البلدان بحسب ذات المصادر على اتفاقيات لم يتم الإعلان عنها للعموم، إذ زار القاهرة خلال الأشهر الثلاث الأخيرة كل من الرئيس محمود أحمدي نجاد بمناسبة القمة الإسلامية، وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي الذي دامت زيارته ثلاثة أيام ومؤخرا دفع صالحي إلى القاهرة بمساعده المكلف بشمال أفريقيا والشرق الأوسط حسين أمير عبد اللهيان ما يعكس اهتماما إيرانيا بالغا بمصر. يذكر أن شخصيات مصرية بارزة بينها شيخ الأزهر وقيادات من المجلس العسكري قد عارضت الانفتاح المبالغ فيه على إيران، وحذّرت من أن العروض التي قدمتها طهران تسيرها أجندات خفية بينها محاولة الوقيعة بين مصر ودول الخليج والولايات المتحدة، فضلا عن فتح الباب أمام الشبكات الإيرانية التي تعمل على الترويج للتشيع بغاية إيجاد مجموعات تكون جاهزة لتنفيذ أجنداتها. على صعيد تطورات الشارع أوقعت اشتباكات طائفية في منطقة الخصوص المصرية خمسة قتلى على الأقل حسب مصادر أمنية بينهم أربعة أقباط وأصيب 6 آخرون في أعمال عنف واسعة جرت ليلة الجمعة السبت شمال القاهرة استخدمت فيها أسلحة نارية، بعدما اعترض رجل مسلم خمسيني على رسم أطفال مسلمين للصليب المعقوف (رمز النازيين) على جدار احد المعاهد الدينية بالمنطقة، كما شهد ميدان التحرير مظاهرات “يوم الغضب” التي دعت إليها حركة شباب 6 أبريل بمناسبة الذكرى الخامسة لإنشائها، والتي اتخذت لها إجراءات أمنية مكثفة خاصة على مستوى محيط البرلمان، الداخلية ودار القضاء.