حل أمس ببلادنا وزير الخارجية الإيراني ''علي أكبر صالحي''، بدعوة من وزير الخارجية مراد مدلسي· وتأتي زيارة المسؤول الإيراني إلى الجزائر التي تعتبر الأولى له عقب حصوله على ثقة مجلس الشورى الإيراني، نهاية الشهر الماضي، في إطار الحراك السياسي التي تشهده المنطقة العربية من مظاهرات خاصة في تونس ومصر لإسقاط النظامين· وأفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، أن الزيارة تندرج في إطار ''الحركية الجديدة ''التي باتت تميز العلاقات الثنائية بين الجزائروإيران خلال السنوات الأخيرة، تنفيذ لتوجيهات الرئيس بوتفليقة ونظيره الإيراني محمود أحمد نجادي· وأضاف نفس المصدر أن الزيارة ''ستكون بمثابة فرصة لتقييم مدى تقدم تنفيذ التوصيات المتمخضة عن الدورة الأولى للجنة العليا المشتركة الجزائريةالإيرانية'' المنعقدة في طهران نوفمبر .2010 وذكر البيان أن هذه الدورة أسفرت عن العديد من النتائج الإيجابية من خلال تحديد محاور تعاون جديد وتعزيز الإطار القانوني للتعاون الثنائي بإبرام عشر اتفاقيات، بالإضافة الى مذكرات تفاهم في عدة ميادين·ومن المرجح أن يتناول وزير الخارجية الإيراني خلال زيارته إلى الجزائر، موضوع الأحداث التي تعرفها المنطقة العربية وخاصة مصر في ظل الصمت المطبق التي تشهده الجزائر اتجاه ما يحصل في مصر· فيما دخلت الدبلوماسية الإيرانية ووسائل الإعلام الرسمية في إيران بقوة على خط ما يجري في مصر، عبر بيانات تأييد لتحركات المحتجين، وصل بعضها إلى حد اعتبار ما يحصل بالقاهرة من آثار ''الصحوة التي أطلقتها الثورة الإسلامية''· وتحدث قائد بارز بالحرس الثوري عن انتقال الأحداث من مصر لدول أخرى· وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إن مظاهرات الشعب المصري ضد النظام الحاكم ''تحرك نحو تحقيق العدالة''·وكان الرئيس عبد العزيز بوتفليقه، قد أكد على أهمية دور إيران في المنطقة وضرورة الاستفادة من قدراتها في حل الأزمات الدولية والإقليمية· كما شدد لدى استقباله سفير إيران الجديد في الجزائر محمود محمدي وتسلمه أوراق اعتماده على أهمية تعزيز العلاقات بين البلدين في جميع المجالات وتبادل وجهات النظر فيما بينهما بشأن القضايا الدولية والإقليمية التي تهم الجانبين· وأشار بوتفليقه إلى المكانة والحضارة العريقة التي تمتاز بها إيران في العالم والتي تجسدت بوضوح بعد انتصار ثورتها الإسلامية، معربا في الوقت نفسه عن دعم بلاده الكامل لبرنامج إيران النووي السلمي· بدوره، أكد سفير إيران الجديد في الجزائر الأهمية التي يوليها الرئيس محمود احمدي نجاد لتعزيز العلاقات مع الجزائر في كافة المجالات وأشاد بمواقف الجزائر ودعمها لإيران في المحافل·ورد أحمد أبو الغيط وزير الخارجية المصري، على خامنئي، قائلاً إن حديث مرشد الثورة الإيرانية عن التطورات الداخلية في مصر يكشف عن ''مكنون ما يعتمل في صدر النظام الإيراني من أحقاد تجاه مصر ''، وقال أبو الغيط ''أن تمنيات المرشد بإقامة شرق أوسط إسلامي تقوده إيران إنما يكشف عما تسعى تلك الدولة لتحقيقه في المنطقة· وتعكس العلاقات الإيرانيةالجزائرية في الوقت الراهن تطابق وجهتي نظريهما بشأن قضايا رئيسية كالقضية الفلسطينية وما يحدث في العراق وعلاقات البلدين مؤهلة لأن تعرف المزيد من التنسيق والتقارب، خصوصا أن الرئيس بوتفليقة أكد أكثر من مرة على حق حكومات الجنوب في امتلاك التكنولوجيا النووية لأغراض سلمية·