احتشد آلاف السلفيين ، مساء اليوم الجمعة، بمسجد "عمرو بن العاص (شرق القاهرة) للمشاركة في مؤتمر دعت إليه الدعوة السلفية تحت شعار "خطر التشيع في مصر، وشارك في المؤتمر كبار شيوخ الدعوة السلفية في البلاد وبينهم ياسر البرهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، إلى جانب القياديين في الدعوة سيد العفاني ، والداعية محمود المصري ، وبحسب "الدعوة السلفية" يهدف المؤتمر إلى إبراز التأثير الكارثي للتقارب بين مصر وإيران، وما يمكن أن يسببه من خطورة على الدولة المصرية بنشر التشيع بها ، وقال ياسر برهامي ، في كلمته بالمؤتمر، إن الخلاف مع النظام الحاكم في البلاد حول التقارب مع إيران "أمرا عقائديا بحتا" وليس سياسيا، مضيفا أن "نختلف مع الحزب الحاكم وجماعة الإخوان ولا يعني ذلك التشكيك في شرعية الرئيس أو النظام ، وحذر من أن "خطر الشيعة أعظم من الكفار"، على حد تعبيره، مضيفا أن يتسللون إلى مصر بأسلوب "ناعم تمهيدا لغزو ثقافي لن يتوقف على السياحة فقط ولكنه سيشمل أيضا المسلسلات المدبلجة ودور النشر وغيرها من أدوات الغزو ، واعتبر أن السياحة الإيرانية القادمة إلى مصر "لن تحل المشكلة الإقتصادية"، منوها إلى أن هناك حلولا أخرى أكثر نجاعة لكنها تتطلب البدء في مصالحة حقيقية مع مختلف القوى السايسية "وأن نتعايش حتى مع اختلاف الملل ، من جانبه، طالب سيد العفاني، عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية، السلطة الحاكمة ممثلة في جماعة الإخوان المسلمين بغلق باب التقارب مع إيران "لأنه سيفتح طريق الفتنة أمام الأسرة المصرية"، بحسب قوله ، وأضاف العفاني، مخاطبا جماعة الإخوان المسلمين، "لو أن رجلا كفر الإمام حسن البنا (مؤسس جماعة الإخوان المسلمين) ما كنتم لتقبلوا بدخوله إلى مصر .. فما بالنا بمن يكفر الخلفاء الراشدين ويسب السيدة عائشة أم المؤمنين؟" على حد قوله.وفي وقت سابق اليوم حاول عشرات المحتجين اقتحام منزل "مجتبي أماني" رئيس بعثة رعاية المصالح الإيرانية في مصر، لكن قوات الأمن تصدت لهم ، ويطالب المحتجون بطرد أماني من القاهرة؛ احتجاجا على الموقف الإيراني الداعم لنظام بشار الأسد، ووقف ما وصفوه بالمد الشيعي في مصر ، وخلال الأسبوع الماضي بدأت مصر تستقبل أفواجًا سياحية إيرانية، وسط مخاوف من أن ينشر الإيرانيون مذهبهم الشيعي في البلاد ، وانحسرت العلاقات المصرية - الإيرانية خلال الأعوام الأربع والثلاثين الماضية، بين التوتر والفتور، على خلفية استضافة الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات لشاه إيران محمد رضا بهلوي عقب الثورة الإسلامية في إيران أوائل عام 1979، ثم دعم مصر للعراق في حربها ضد إيران (1980- 1988)، إضافة إلى اتهام القاهرة لطهران برعاية الإرهاب في الشرق الأوسط، ودعم الجماعات الإسلامية المسلحة في مصر خلال تسعينيات القرن الماضي.