طالب عشرات اللاجئين الفلسطينيين في غزة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” بوقف قرار تقليص الخدمات والمساعدات التي تقدمها لهم والعمل على زيادتها بشكل عاجل. المظاهرة جائت بناء على اعتصام نظمته اللجنة الشعبية لأهالي معسكر جباليا أمام مقر وكالة “أونروا” الرئيسي في مدينة غزة نهار أمس، حيث طالب المحتجون الوكالة بإعادة النظر في قرار تقليص خدماتها للاجئين الذي طال الآلاف من الأسر الفقيرة في البلاد، وقد أعقبت هذه التظاهرة تظاهرات مماثلة جرت خلال الأيام الماضية شهدتها العديد من المناطق في قطاع غزة للاحتجاج على تقليص “أونروا “لخدماتها، التي فتحت المجال أمام معاناة آلاف اللاجئين الفلسطينيين في القطاع، والتي أخذت تزداد تفاقما بعد إغلاق وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا” لمقرات الشؤون وتوزيع المساعدات الخميس الماضي أمام المحتاجين على خلفية اقتحام غاضبين مقرها احتجاجا على تقليص خدماتها. وقال أبو فادي شقورة المسؤول في اللجان الشعبية ل”الفجر” إن أكثر من 21 ألف أسرة تتلقى مخصصات الشؤون الاجتماعية و170 ألف أسرة تتلقى الإغاثة الطارئة مهددة بالتوقف عن تلقي المعونات نتيجة لتقليص “أونروا “لخدماته، وأضاف أن حياة اللاجئين بعد إغلاق مقرات الأونروا أصبحت لا تطاق لا سيما في ظل انعدام أي دخل لهم يعوض المساعدات التي يتلقونها من وكالة الغوث. وعبر المتحدث عن خشيته من أن يكون هذا الإجراء بداية لتقليصات أخرى تطال التعليم والصحة، ما يضر بمصالح العديد من اللاجئين المعتمدين على هذه المساعدات. من جهته استنكر اللاجئ نواف النجار من سكان مخيم جباليا تقليص الأونروا لخدماتها، وقال: “إن قرار الوكالة بوقف دفع ال10 دولار التي نتلقاها على الفرد الواحد كل 3 شهور ليس صائبا في ظل الظروف الصعبة مما يزيد الحياة صعوبة، وتطالب أسرة النجار المكونة من 11 فردا (الأونروا) بزيادة ال10 دولارات بدلا من وقفها في ظل عدم وجود دخل لرب العائلة الذي يعاني مرض يعيقه عن العمل”. ويتساءل النجار لغيره من المتضررين عن مصيرهم بعد توقف الأونروا عن خدماتها، واكتفى المتحدث بتوجيه نداء للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى المجتمع الدولي بضرورة حل قضية اللاجئين وإرجاع حقوقهم المسلوبة. ونفس الشيء ذهبت إليه اللاجئة “أم محمد” في حديثها ل”الفجر” كاشفة أن المساعدات المقدمة من قبل الوكالة لا تكاد تسد رمق عائلتها مطالبة بزيادة المساعدات لا العكس. من جانبه قال المتحدث الإعلامي باسم وكالة الغوث في غزة، عدنان أبو حسنة، إن مكاتب توزيع الغذاء في القطاع ستعود للعمل في حال توفير البيئة الآمنة للعمل داخل المقرات، واصفا الاعتداء الذي حدث الخميس أمام مقر “أونروا” الرئيسي بالتجاوز الخطير لكل الخطوط الحمر، وأوضح أن قرار الوكالة نابع من نقص التمويل، مشيراً إلى وجود اتصالات لحل الأزمة. يشار إلى أن اللاجئين الفلسطينيين يتظاهرون منذ أكثر من أسبوعين أمام مقرات “الأونروا” في جميع المحافظات، بسبب تقليص وكالة الخدمات الموزعة على اللاجئين داخل قطاع غزة، خاصة وأن أكثر من 65٪ من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات التي تقدمها لهم الوكالة.