ضت أمس، محكمة الجنايات الكويتية بالسجن خمس سنوات مع النفاذ بحق النائب السابق مسلم البراك الممثل للتيار القبلي والوطني وواحد من أبرز قادة المعارضة، بتهمة التطاول والمساس بذات أمير البلاد صباح الأحمد الصباح. القضاء الكويتي يتهم البراك بإهانة أمير البلاد على إثر كلمة ألقاها خلال تجمع عام للمعارضة في الخامس عشر أكتوبر من السنة الماضية بساحة الإرادة خلال ندوة بعنوان ”كفى عبثا” و”لن نسمح لك”، حيث أعلن قاضي محكمة البداية وائل العتيقي في جلسة الحكم أن المحكمة حكمت بحبس المتهم مسلم البراك خمس سنوات مع الشغل والنفاذ، وكانت المحكمة العليا الكويتية قد أيدت في السابق حكما بسجن المعارض عشر سنوات بتهمة إهانة الأمير، وتوقع بعض الحقوقيون ممن توقعوا صدور حكم لن يتجاوز عامين مع وقف النفاذ، لكن البعض ذهب إلى القول إن أي حكم سيصدر بحق البراك هو بسبب انسحاب فريق الدفاع في الجلسة السابقة، وعليه سارت القضية دون دفاع مما اضطر المعارض مسلم البراك للدفاع عن نفسه أمام القاضي حينذاك. ومن المقرر أن يقوم فريق الدفاع عن البراك باستئناف الحكم الصادر ضده أمس، إذ أكد عضو فريق الدفاع عن المتهم المحامي عبد الرحمن البراك أن الحكم بحبس النائب السابق مسلم البراك باطل، وذلك لمخالفته المادة 120 من قانون الإجراءات الجزائية ومخالفته أيضا للمادة 34 من الدستور الكويتي والتي تنص على أن المتهم بريء حتى تثبت إدانته في محاكمة قانونية تؤمن له فيها الضمانات الضرورية لممارسة حق الدفاع. يذكر أن البراك أوقف لمدة خمسة أيام شهر أكتوبر الماضي وأفرج عنه بكفالة قدرها 35500 دولار، لكنه منع من السفر وفرض عليه البقاء داخل الوطن. ويأتي الحكم على البراك في ظل تردي أوضاع الشارع الكويتي الذي يعرف حراكا كبيرا تخوض فيه المعارضة التي قاطعت الانتخابات الأخيرة، مواجهة محتدمة مع الحكومة للمطالبة بإلغاء تعديل أدخله الأمير على قانون الانتخابات، كما تطالب بحل البرلمان الحالي الموالي بشكل كامل للنظام والتعجيل بإجراء انتخابات جديدة تحتكم للقانون القديم، كما تندد المطالبة بالأوضاع المزرية التي يعيشها المواطن الكويتي وتطالب بإصلاحات سياسية جذرية خاصة تشكيل حكومة منتخبة مع الإبقاء على حكم الصباح. كما دعت الأطياف المعارضة في الكويت إلى الخروج في مسيرات حاشدة ابتداء من ليلة أمس، فيما استنفرت القوات الأمنية كل الوسائل بشكل مسبق تحسبا لأي طارئ ومواجهة غضب الشارع المنتظر.