نفى الدكتور مهني عبد الحق، المختص في الأمراض العصبية، أن النوبة الإقفارية التي تعرض لها رئيس الجمهورية، أول أمس، مرتبطة بعمل ونشاط الدماغ، ولا علاقة لها بالقلب كما تداولت بعض الأطراف، وأضاف أن هذا الاضطراب في النشاط الدماغي ينتج عن انخفاض مؤقت في تدفق الدم للدماغ. أكد الدكتور مهني عبد الحق أن أعراض النوبة الإقفارية التي أصابت رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، تختلف حسب الجزء من الدماغ المصاب، فمن الممكن أن تعمل على فقدان الوظيفة التي كان يؤديها ذلك الجزء من الدماغ كما يحدث في السكتة الدماغية تماما، إلا أن هذه الأعراض تتراجع بعد دقائق قليلة وفي الغالب قبل مرور 24 ساعة من حدوث النوبة، ويشير إلى أن هذه الأعراض العصبية تنجم عن النوبات الإقفارية العابرة، وتشبه تلك الخاصة بالسكتة الدماغية، ولكنها تكون مؤقتة وتستمر في الغالب لعدة دقائق أو ساعات معدودة، ولا تحدث ضررا عصبيا دائما. أما عن الأعراض التي قد تبقى إذا لم تشفى الحالة قبل مرور يوم من حدوث النوبة، يقول الدكتور مهني إنها تتمثل أساسا في صعوبة في الكلام أو فقدان إمكانية النطق مجددا، إضافة إلى الشلل النصفي وفقدان التوازن والتحكم في الذات، منوها أن حالة الرئيس من الممكن أن تعرف تحسنا دون أي مشاكل صحية، وذلك إذا ما تأكدت نجاته من النوبة بسلامة قبل ال 24 ساعة الأولى من إصابته. ويشير محدثنا أنه يتم إثبات التشخيص غالبا عن طريق التأكد من السيرة المرضية، فإن هناك مجموعة فحوصات لابد من إجرائها لتشخيص الأسباب الكامنة وراء هذه النوبة، والتي تتمثل في الغالب في العوامل الوراثية وعامل التقدم في السن، إضافة إلى عرض الأمراض المزمنة على غرار السكري وضغط الدم. ويؤكد في سياق متصل، أن هذه النوبة تستمر في معظم الحالات لوقت قصير جدا لا يتجاوز 10 دقائق، أما في الحالات التي تستمر فيها الأعراض لمدة أطول من 10 دقائق، فإن الفحص الطبي المناسب بأدق أدوات التشخيص، يمكنه تحديد الأعراض وطرق التصدي له، كما يسمح بمراقبة تحسن هذه الأعراض أو تطورها، ويضيف أن علاج هذه الحالة يكون بعرض المريض على مختصين في أمراض القلب ومختصين في الأمراض العصبية وذلك لمحاولة علاجها وتجنب حصول السكتة الدماغية إن أمكن ذلك. وقالت الجمعية الأمريكية لعلاج السكتة الدماغية على موقعها الإلكتروني إن نوبة الاحتشاء العابرة تؤدي إلى عدم وصول الدم إلى المخ من خلال الأوعية الدموية بصفة مؤقتة، وغالبا ما تستمر هذه النوبة أقل من خمس دقائق، ولا تلحق عادة أي ضرر دائم بالمخ. وأضافت الجمعية أنه يتعين أن ينظر إلى هذه النوبات باعتبارها جرس إنذار لأن ثلث من يصابون بها يعانون من السكتة الدماغية في غضون عام.