نظم، عشية أمس أول، مخبر الدراسات التراثية لولاية قسنطينة، ملتقى حول موضوع التعدد اللغوي وأثره في تعليم اللغات، بجامعة منتوري قسنطينة 1، بمشاركة مجموعة من الأساتذة والباحثين من مختلف جامعات الوطن، لمناقشة إشكاليات وتساؤلات عديدة حول التعدد اللغوي. وأوضحت رئيسة اللجنة المنظمة للملتقى أن موضوع التعدد اللغوي لقي اهتماما ملحوظا من طرف مجموعة باحثين، وأن حصيلة التساؤلات العديدة والمستمرة حوله تهدف الى جملة من النقاط الأساسية، أبرزها تحقيق مسالك التفكير لمنظومة تربوية تنسجم مع وقائع التعدد اللغوي، داعية إلى ضرورة تصميم منهاج قادر على استيعاب التعدد اللغوي ومقتضياته، وجعل التعدد اللغوي أداة إيجابية في تحقيق الرهانات المستقبلية، وكذا تصميم تعليم اللغات وتعلمها وفق مقاربة تعليمية التعدد اللغوي. ويرى عدد من الأساتذة والباحثين المختصين في مجال اللغات أن هناك خليطا لغويا يجمع عدة لغات بما فيها الدراجة واللغة الفرنسية والانجليزية والعربية، التي عرفت تقهقرا كبيرا في أوساط التلاميذ وفي قاعات التدريس، بعد طغيان الدراجة عليها وتهافت الشبان على اللغات الأجنبية الأخرى. وتحدث مشري، أستاذ بكلية الأدب العربي، في مداخلة له، أن المردودية العلمية في تراجع مستمر بسبب التعددية اللغوية التي أثرت بالسلب على مستوى التعليم، وأن التعدد اللغوي لم يجسد بمعناه الحقيقي في مجتمع أصبح يشهد نوعا من الخلط اللغوي و المزج بين اللغات المتداولة التي آلت إلى الزوال منذ سنوات، باعتبار أن جامعة قسنطينة كانت تملك أربع كليات للغات و هي الألمانية والإسبانية إضافة إلى الفرنسية والانجليزية اللتان لم يبق غيرهما، وكذا إدخال مصطلحات أجنبية على اللغة العربية، ما ساهم في ضياعها. ومن بين التوصيات التي خرج به .. التركيز على تدريس اللغة العربية حصريا في الأطوار الأولى، ثم الانتقال تدريجيا إلى تعليم اللغات الأخرى، من أجل التحكم أكثر في الازدواجية اللغوية.