أكد رشيد بن مالك، مدير مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، أول أمس، خلال افتتاحه لفعاليات الملتقى الدولي حول منهاج تعليم اللغة العربية وتعلمها بفندق الأمير، على ضرورة مواكبة اللغة العربية للتطور الهائل الذي تعرفه تكنولوجيا الاتصال، وذلك من خلال مراجعة المنهاج الدراسي لتحسين أداء العملية التعليمية وتحديد نشاطاتها الاستراتيجية وبلورة الكفاءات التي تستهدفها بمعرفة كيفية تقويمها· نظم مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية، أول أمس، بفندق الأمير، ملتقى دولي حول منهاج تعليم اللغة العربية وتعلمها بالتركيز على موضوع الاختيارات النظرية وكيفية تطبيقها، بمشاركة العديد من الدول العربية منها والأجنبية، على غرار تونس والمغرب وليبيا وسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية وإيران وفرنسا وإسبانيا، إلى جانب مختلف الأساتذة والمحاضرين الذين قدموا من مختلف الجامعات الجزائرية· وقد تطرق المشاركون في هذا الملتقى الدولي، الذي اعتبره المنظمون امتدادا للملتقى الوطني الذي نظمه المركز يومي 24 و25 نوفمبر 2007 حول الكتاب المدرسي في المنظومة التربوية الجزائرية، إلى العديد من المحاور التي تتعلق بمنهاج اللغة العربية مثل غايات تعليم اللغة العربية وتعلمها في ضوء التوجهات السياسية والثقافية واللغوية في ضوء تجدد مختلف المقاربات والاختيارات، ومكونات مادة اللغة العربية في تفرعها أو تكاملها أو انسجامها مع بقية عناصر المنهاج، وكيفية تقديم الأنشطة اللغوية في ضوء المقاربات المتبناة، والطرائق المعتمدة في تعليم اللغة العربية قي ضوء الأهداف المرسومة والإصلاحات والتطورات التربوية الحاصلة، ومدى التطابق بين متطلبات المنهاج واختياراته الخاصة والوسائل البيداغوجية المقترحة، إلى جانب الوسائل التعليمية المبتكرة في تعليم العربية، وكذا اختيارات التقييم المطروحة في ظل المقاربات المتبعة وكيفية تطبيقها في القسم، مع معالجة موضوع مواصفات تكوين معلم اللغة العربية وقضايا مواكبة تجسيد المنهاج ومدى استيعاب المعلم لروح المنهاج وتمثله لمفاهيمه الأساسية ومدى قدرته على تطبيقه في عمله التربوي مع دور المفتش ومراكز التكوين بالتعريف بمحتوى المنهاج ووظيفته· وقد شارك في هذا الملتقى العديد من المختصين من أساتذة وباحثين على غرار عبد الرحمن الحاج صالح، رئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والشريف مريبعي والطاهر لوصيف وكمال خالدي من جامعة بوزريعة، إلى جانب العديد من الباحثين والباحثات من مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية وغيرهم من المشاركين· للإشارة، فإن المنظمين سعوا من خلال تنظيم هذا الملتقى، الذي اختتم أمس، إلى الإسهام في الجهود الرامية إلى تطوير تعليم اللغة العربية وتجويده في الجزائر وفي سائر البلدان العربية، مع الاهتمام بالتجارب العربية والأجنبية للاستفادة منها ومن النتائج الحاصلة في تطوير منهاج اللغة العربية وتعلمها بمختلف عناصره·