نحو تعديل رزنامة اللقاحات الوطنية قبل نهاية العام تتجه وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات إلى إقرار مخطط وطني جديد يشمل تحيين الرزنامة الوطنية للقاحات الموجهة للأطفال، قبل نهاية العام الجاري، وهذا تماشيا مع توصيات المنظمة العالمية للصحة. حسب مدير الوقاية بالوزارة الصحة، إسماعيل مصباح، فإن الوزارة تدرس المخطط تحت إشراف خبراء في طب الأطفال والأمراض المعدية. وأضاف المتحدث ذاته ،على هامش اليوم الدراسي حول الأمراض المعدية ولقاحات الأطفال الذي احتضنه أمس الأول فندق الشيراتون بالعاصمة، أن الرزنامة الجديدة تنتظر أن تضاف إليها لقاحات وتركيبات لم تكن موجودة من قبل تفرضها ظروف وآفاق تحسين الصحة العمومية، وفي مقدمتها استخدام لقاح المضاد لالتهاب المكورة السحائية، والذي لم يدرج بعد ضمن رزنامة اللقاحات الوطنية بالجزائر، رغم توصيات المنظمة العالمية للصحة التي أكدت في عدة تقارير بوجوب إقراره. كما تشمل العملية استدراك بعض اللقاحات الموجهة للوقاية عن البالغين، وسيتم في الإطار ذاته استدراك بعض الاختلالات التي تسجل من حين لآخر في البرامج الوطنية للقاحات. خلال اللقاء الذي نظمته كل من الجمعية الجزائرية لطب الأطفال والجمعية الجزائرية للميكروبيجيا، أكد خبراء الصحة على أهمية اللقاحات المضادة التي تعطى للأطفال في سن مبكرة من أجل تجنب شلل الأطفال، والجهود المبذولة في هذا الإطار من أجل القضاء على هذا المرض الفتاك الذي نجحت الجزائر في القضاء عليه بشكل نهائي منذ 1996. 105 حالات سعال ديكي في السنة الماضية كشفت مداخلات المختصين خلال الملتقى أنه رغم التحسن الذي عرفته الجزائر والجهود المبذولة في اتجاه تحسين ظروف لقاح الأطفال ومواجهة أخطار الأمراض الناجمة عنها، إلا أن قلة وسائل التشخيص عادة تخلق مشكلا في مواجهة بعض الأمراض التي كانت في السابق تنعت بأمراض القرن الماضي، مثل السعال الديكي، حيث سجلت الجزائر في السنة الماضية 105 حالات عند الأطفال. وقد سجلت المداخلات المقدمة على هامش اللقاء، أن التشخيص المخبري للسعال الديكي كشف أن هذا الداء مازال يشكل مشكلا من مشاكل الصحة العمومية في الجزائر رغم البرنامج الوطني للقاحات، حيث يصيب المواليد الجدد والرضع بشكل كبير، وعادة ما يتم نقل العدوى من طرف البالغين والمراهقين. وأكد بحث صحي وطني في هذا الإطار أنه خلال شهر فيفري 2006 وأكتوبر2012 تم تسجيل 139 حالة عند الأطفال مقابل 59 حالة عند البالغين. وفي سياق متصل أيضا تم الكشف أن الحمى التهاب السحايا، تسجل بطريقة منتظمة عند 30 في المائة عند الرضع، و45 بالمائة فقط منهم استفادوا من اللقاح الخاص بهذا المرض منذ إطلاقه. وبين 2005 و 2012 تم تسجيل 456 حالة لجرثومة التهاب السحايا. التغطية باللقاحات في الجزائر تتراوح بين 42 و86 في المائة في سياق مماثل، تم تسجيل 51 حالة لالتهاب المكورة السحائية، متوسط عمر المصابين بهذا الداء 12 سنة، و 86 في المائة من الحالات المسجلة تقل أعمارهم عن السنتين. مدة تطور أعراض هذا المرض تتراوح بين 4 و 7 أيام، وقد تم تسجيل نسبة 49 في المائة من الأطفال المصابين قد أعطيت لهم مضادات حيوية هي في غالب الأحيان “أموكسلين” في أكثر من نصف الحالات. ومن بين الأعراض التي تم تسجيلها هي الحمى بنسبة 100 في المائة والقيء بنسبة 39 في المائة، وقد يصل الطفل إلى الدخول في الإنعاش بنسبة 8 في المائة. كما كشفت الأرقام أن 14 في المائة من الأطفال المصابين بمرض التهاب المكورة السحائية يموتون. وقد تم تسجيل نسبة 32 بالمائة من الحالات التي يتم إنقاذها جراء التلقيح المبكر ضد هذا المرض. وحسب الأرقام المقدمة خلال اللقاء والمستقاة من مختلف الدراسات و التحقيقات الصحية عبر مستشفيات الوطن، فإن نسب التغطية باللقاحات في الجزائر تتراوح بين 42 في المائة و86 في المائة لمختلف الإمراض المعدية التي تصيب خاصة الأطفال، مثل التهاب السحايا والحصبة الألمانية والسل وغيرها، وهي نسب تقارب تلك المسجلة في تونس ب 80 في المائة وب82 في المائة في المغرب، ما يعني أن الواقع الصحي يتشابه بين هذه البلدان. وخلال اللقاء حذرت رئيسة الجمعية الجزائرية لطب الأطفال، رشيدة بوخاري، من خطر بعض الأمراض الجرثومية التي تصيب الأطفال حديثي الولادة، مثل السعال الديكي الذي يتم اللقاح ضده ابتداء من الشهر الثالث، داعية إلى إدراجه في قائمة الرزنامة الوطنية للقاحات قبل هذا السن للوقاية منه. كما حذرت من خطر مرض المكورات الرئوية (بنوموكوك) والذي لازال يحصد أرواح عدد كبير من الأطفال قبل بلوغهم السنتين، وهذا في إطار استكمال الجهود التي تبذلها الجزائر في المجال. كما ثمنت النتائج التي توصلت إليها الجزائر في مجال الحد من وفيات الأطفال، والتي بلغت خلال السنوات الأخيرة 23 حالة لكل 1000 ولادة حية. “المينانجيت” احتلت المرتبة الأولى بنسبة 67 في المائة في سياق متصل، قال رئيس مصلحة مخبر الميكروبيولوجيا بالمؤسسة الاستشفائية الجامعية مصطفى باشا، محمد تازير، إن الوقت قد حان لإعداد دراسات مسبقة حول أي مرض معدي قبل إدراجه ضمن الرزنامة الوطنية للقاحات، كما حذر من خطورة الإفراط في وصف المضادات الحيوية للأطفال لأنها تقضي على المدى الطويل على مقاومة جسم الصغير لبعض الأمراض الجرثومية والمعدية، خاصة أن الأرقام المقدمة خلال اللقاء كشفت أنه خلال أربع سنوات (2009 / 2012) عدد الحالات التي يتم التصريح بها قد ارتفع وأغلبها تشمل الشرائح العمرية التي تتراوح بين سن الصفر وأربع سنوات بنسبة فاقت 43 في المائة، وقد احتلت حمى التهاب السحايا “المينانجيت” المرتبة الأولى بنسبة 67 في المائة متبوعة بالتهاب الكبد الفيروسي ب13 في المائة.