تسببت الأمطار التي شهدتها مختلف ولاية الوطن منذ أول أمس في وفاة شخصين بالعاصمة بسبب انهيار منزل، في حين غمرت السيول العديد من المنازل بعديد الولايات، الأمر الذي أخرج المواطنين إلى الشارع للاحتجاج على هذا الوضع الذي لم تسع السلطات المحلية لتغييره، رغم الملايير التي تنفق من أجله كل سنة. اهتز سكان 24 شارع نورالدين رباح ببولوغين، بالعاصمة، على وقع وفاة شابتين نتيجة انهيار منزل فوق رؤوسهم، الأمر الذي أحدث هلعا وسط السكان الذين استيقظوا في الساعات الأولى من صباح أمس على السيول التي أدت إلى انفجار أنبوب قناة صرف المياه القذرة، والذي تسبب بدوره في انهيار جدار منزل عائلة صحراوي، ما أدى إلى وفاة فتاتين الأولى صاحبة 24 سنة والثانية 37 سنة، فضلا عن إصابة الأخ بجروح بليغة استدعت نقله على وجه السرعة إلى مستشفى مصطفى باشا الجامعي، فيما لا يزال الأب تحت تأثير الصدمة. وتعود وقائع الحادثة حسب ما رواه شهود عيان إلى الساعة الثالثة صباحا عندما زادت الأمطار غزارة، وأدت إلى انفجار أنبوب لقناة الصرف الذي يربط بين الزغارة وحي نورالدين رباح إلى انهيار الجدار الخلفي على الفتاتين اللتين تبلغان من العمر 24 و37 سنة، في حين أصيب الأخوان بجروح بليغة استدعت نقلهما على وجه السرعة إلى المستشفى، حيث غادر الأخ الأكبر المستشفى، في حين ظل الأخ رضا صاحب 22 عاما تحت المراقبة نتيجة إصابته على مستوى العمود الفقري. وأكد هؤلاء أن الحادثة لا تعد الأولى من نوعها على اعتبار أن الحي سبق وإن شهد عدة حوادث مماثلة ومنذ سنة 1984، غير أنه في السنوات الأخيرة زاد حجم الخطر نتيجة الانزلاقات المتكررة للتربة، والتي زادت بدورها من حجم انهيار المنازل، خاصة عند تساقط الأمطار. وأكد هؤلاء على التصعيد في حال استمر تجاهل الجهات المعنية، خاصة وأنه سبق وأن وجهوا بعد حادثة وفاة طفلة بحي الجاييس نداءهم من أجل إيجاد الحل لهم، إلا أنهم لم يتلقوا أي استجابة لحد الآن، وظل سكان الحيين يصارعون الموت في سكنات من المرتقب أن تحصد أرواح ضحايا آخرين. وقال هؤلاء إنه فور وقوع حادثة سقوط منزل عائلة صحراوي تم استدعاء مصالح الحماية المدنية التي حضرت إلى المكان بعد 30 دقيقة من وقوع الحادثة من أجل انتشال الضحيتين من تحت الأوحال التي أغرقت كامل الغرفة، وإنقاذ الأخوين اللذين وجد أحدهما بمحاذاة الجدار، في حين وجد الآخر في الخارج، وبمساعدة سكان الحي الذين عملوا على تسهيل الطريق للمرور وإنقاذ العائلة، وهو الأمر الذي استدعى تواجد مصالح الدرك الوطني من أجل الوقوف على حادثة الردم وتهدئة الأوضاع والغضب الشعبي الذي انتاب السكان نتيجة تجاهل السلطات. من جهتها أكدت مصالح الحماية المدنية على لسان المكلف بالإعلام، سفيان بختي، في تصريح له، أن مصالحهم تنقلت في حدود الساعة الثانية و48 دقيقية صباحا إلى مكان الحادث وقامت بالنزول إلى سكن الضحية الذي يقع في أسفل الحي وتحت الوادي المحاذي، وقامت بانتشال الضحيتين من تحت الردم، في حين انتشل الأخ الأصغر الذي تعرض إلى إصابة على مستوى الظهر وتلقى الأخ والأب الإسعافات الأولية، وهي العملية التي تطلبت منهم تسخير كافة الإمكانات اللازمة بما فيها 7 شاحنات، 4 سيارات إسعاف وشاحنتين للإنارة العمومية وهو الحادث الذي جاء - حسبه - نتيجة انجراف التربة وهشاشة المنزل المشيد بالطوب. السيول تخرج سكان حي عين البرج بتيسمسيلت إلى الشارع وفي تيسمسيلت أقدم سكان حي عين البرج أمس على قطع جميع المسالك والطرقات المؤدية للحي وإضرام النيران جراء الخسائر المادية التي لحقت سكناتهم الهشة بسبب اجتياح كميات معتبرة من المياه الطوفانية لمنازلهم، ما دفع العديد من أبناء الحي الخروج للشارع تعبيرا عن سخطهم وغضبهم من الوضع الكارثي الذي أقحمتهم فيه السلطات المحلية، حيث قاموا بإضرام النار في العجلات المطاطية واستعمال الحجارة والمتاريس الترابية، ما تسبب في شلل كلي لحركة المرور، لعدة ساعات، احتجاجا منهم على ما لحقهم من ضرر، مطالبين الوالي بالوفاء بوعوده، والعمل على التدخل العاجل لدعمهم ماديا قصد ترميم سكناتهم الهشة. و تسببت الأمطار الطوفانية التي شهدتها ولاية تيسمسيلت في خسائر مادية، منها انهيار العديد من أجزاء المنازل المهترئة، كما أجبرت العديد من العائلات على المبيت في العراء كسكان حي السبع وحي عين البرج المذكور سالفا، وحوصرت العديد من المؤسسات الصحية والمؤسسات التربوية بالعاصمة أيضا، وعرقلت العديد من المسالك والطرقات عبر عاصمة الولاية، بالإضافة إلى إتلاف الكثير من المحاصيل الزراعية لاسيما في الدواوير والقرى الريفية بالولاية. اعتصام أمام مقر دائرة المحمدية بمعسكر وبمعسكر، تجمع صبيحة أمس عدد من سكان مختلف مداشر حي الإخوة بن شنين التابعة إقليميا لبلدية المحمدية بولاية معسكر، أمام مبنى مقر دائرة المحمدية، تحت تهاطل الأمطار الغزيرة، في مشهد امتعاض واستياء من ممثلي السلطات المحلية، المتهمة بالتقاعس في تفعيل وعودها التي قدمتها في أعقاب الفيضانات التي ضربت المنطقة أواخر شهر أفريل الماضي، والتي خلفت خسائر مادية بعد إجلاء عدد من الأسر من مساكنهم. وطالب المحتجون بوجوب تعميم إجراءات تنفيذ المخطط التنموي الاستعجالي، وتمكين جل المتضررين من الاستفادة من حصص الإعانات الريفية وأخرى تكميلية خاصة لدى سكان التجزئة الحديثة ودشرة الزناندة وموريال. وقد تمكن بعض ممثليهم من تقديم انشغالاتهم لرئيس الدائرة بالنيابة الذي تعهد بإيصالها للمسؤول الأول على الجهاز التنفيذي بالولاية. السيول تغمر 38 بيتا بالمدية سجلت مديرية الحماية المدنية لولاية المدية أول أمس، عبر مختلف بلديات ودوائر ولاية المدية 38 تسربا لمياه الأمطار بسب الأمطار الرعدية المتساقطة، ومنها 10 تسربات بعاصمة الولاية بكل من احياء رأس قلوش، الرمالي، الشلعلع، تاكبو، بزيوش، رأس بيضة والدخلة.