خلّفت الأمطار الغزيرة التي تساقطت، ليلة أول أمس، قتيلين وجريحين بالعاصمة، كما تسببت في تشريد عشرات العائلات في تيسمسيلت والمدية، بعد أن غمرت المياه بيوتها، كما أغلقت حركة المرور في وجه السائقين عبر 01 طرق وطنية ب 6 ولايات. انتشال الجثتين من تحت الأنقاض بعد 4 ساعات من البحث قتيلان وجريحان في انهيار مسكن ببولوغين عاش سكان حي البلاطو ببولوغين في العاصمة، ليلة مأساوية، إثر انهيار أكوام من التربة على بيت قصديري، ما أدى إلى وفاة امرأة وشابة، في حين أصيب شخصان آخران بجروح، في وقت قضت أكثر من 45 عائلة ليلتها في الشارع تحت مياه الأمطار خوفا من أن تلقى حتفها ردما تحت الأنقاض. وحسب المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، سفيان بختي، فإن مصالحهم تلقت، فجر أمس، في حدود الساعة الثانية و58 دقيقة، اتصالا من الشرطة مفاده انهيار مسكن ببولوغين. ولدى وصول الأعوان إلى المكان، تم إخراج شابين 21 سنة و30 سنة أصيبا بجروح، أحدهما في وضعية حرجة، نقلا إلى مستشفى محمد لمين دباغين ''مايو'' سابقا بباب الوادي. وتواصلت عملية البحث التي سخّر لها 7 شاحنات و4 سيارات إسعاف، بمشاركة 55 عون من الحماية المدنية، وحضور مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، ليلة كاملة تم خلالها جلب شاحنات إضاءة، بعدما تعذرت الرؤيا، ليتم العثور على جثتي الضحيتين البالغتين من العمر 37 و24 سنة، في حدود الساعة السادسة و24 دقيقة صباحا، نقلتا إلى مصلحة حفظ الجثث بمستشفى ''مايو'' في باب الوادي وحسب ما علمت به ''الخبر''، فإن الضحايا من عائلة واحدة ينحدرون من ولاية المدية، يقطنون رفقة 45 عائلة في بنايات فوضوية شيدت منذ 15 سنة على سفح الجبل فوق تربة متحركة، ما أدى إلى وقوع الكارثة، علما أن الحي في وقت سابق شهد انهيار 4 بيوت قصديرية بعد انزلاق التربة. وفي حديثهم ل''الخبر''، أعرب السكان الذين قضوا ليلتهم في العراء خوفا من أن يلقوا نفس المصير، أنهم أعلموا السلطات المحلية بتواجد حيهم في حالة كارثية بسبب انعدام الإنارة وخطر انزلاق التربة، خلال اجتماعات لجنة المدينة التي كانت تعقدها البلدية لطرح انشغالاتهم، إلا أنه لا حياة لمن تنادي. كما تسببت الأمطار في غمر عدة بيوت قصديرية بالمياه، خاصة تلك المحاذية للأودية، على غرار قصبار دبروني بوادي أوشايح، وحي الرملي بالسمار وحي ديصولي بالحراش. ونفس الوضعية عاشها قاطنو بيوت القصدير المحاذية لوادي الحميز والرغاية، حيث أجبرت عدة عائلات على قضاء ليلتها في العراء. أكثر من 40 منزلا غمرتها المياه بتيسمسيلت كما خلّفت الأمطار الرعدية التي تساقطت، ليلة أول أمس، على مدينة تيسمسيلت أضرارا وخسائر متفاوتة في معظم الأحياء والطرقات والأرصفة، مع انسداد البالوعات ومجاري المياه، تحوّلت الكثير من النقاط والساحات إلى ''بحيرات''. وأفادت مصالح الحماية المدنية، أن 47 مسكنا غمرتها المياه التي وصل ارتفاعها في بعض الأحياء إلى 50 سنتيما. وأكثر هذه الأحياء تضررا، حي عين البرج وبعض الأحياء المجاورة له، حيث كان مصبا ومجمعا لمختلف مجاري المياه في المدينة. كما تكبّد بعض السكان خسائر في الممتلكات واللوازم كالأفرشة وغيرها. وحسب مصالح الحماية المدنية دائما، فإن معظم البالوعات انسدت وغمرت المياه الكثير من الطرق، على غرار طريق الوئام وعين البرج وغيرها، ما أثار استياء السكان من هشاشة البنية الخاصة بالتهيئة العمرانية في مدينتهم، التي لم تعد تقاوم أبسط التساقطات المطرية، والذين طالبوا الجهات المعنية بالتحرك وتصحيح كل الاختلالات والأخطاء قصد تفادي الكارثة مستقبلا . غرق عشرات العائلات في السيول ببلدية بالمدية من جهتها، عاشت عشرات العائلات، ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء، صراعا مع سيول الأمطار المتسربة إلى مضاجعها ببلدية سغوان، جنوبي المدية، جراء الأمطار الرعدية الطوفانية المصحوبة بحبات البرد التي هبت على المنطقة بداية من عصر أول أمس. واضطر سكان شارع هواري بومدين المحاذي لمقر البلدية، مثلا، إلى الاستنجاد بأفرشتهم وأغطيتهم لصد مياه السيول عن غرف نومهم، في غياب أي متدخل، والوضعية كانت أسوأ بالحي القصديري المحاذي لمجرى وادي سغوان، أين تعذّر علينا الولوج إليه جراء عمق الأوحال، بالمسلك الوحيد الذي يربطه بمحيطه العمراني، حيث علمنا من جيران ذات الحي بأن عائلاته تعذّر عليها مغادرة أكواخها منذ بداية تهاطل الأمطار على المنطقة، أول أمس. الأمطار تقطع 10 طرق وطنية ب6 ولايات من جهتها، أوضحت خلية الإعلام والاتصال لقيادة الدرك الوطني، أن سوء الأحوال الجوية تسبّبت في قطع 10 طرقات وطنية وولائية في 6 ولايات، فيما انهارت جسور وانزلقت التربة في مناطق عديدة. وأفادت نشرية لخلية الإعلام، تسلّمت ''الخبر'' نسخة منها، لآخر حصيلة، ليلة أول أمس، لتدخل عناصرها في الميدان مسّت 10 ولايات، عزلتها الأمطار وانقطعت عنها حركة المرور ب10 طرق وطنية وولائية، تربط ولايات الشرق والغرب والوسط. وفي ولاية النعامة حسب النشرية حدث انزلاق خطير على مستوى الطريق الوطني رقم 6 الرابط بولاية بشار، فيما سجل في ولاية سعيدة انهيار جسر بالطريق الوطني رقم .94 أما ولاية البليدة، فشهدت فضيان وادي الحراش في جزئه المار ببلدية حمام ملوان، وبالضبط بمنطقة كاف الحمام.