خرج أمس تجار سوق الصفصاف بعنابة إلى الشارع، ليغلقوا الطرقات الفرعية المؤدية إلى وسط المدينة باستعمال المتاريس وإشعال النيران في العجلات المطاطية، تنديدا بتأخر الجهات المحلية في ربط محلاتهم بالكهرباء والماء. ورغم أنه قد مر على عملية إنجاز هذه المحلات نحو 3 أشهر، إلا أن ذلك لم يشفع في الإفراج عن احتياجات التجار. وعبر نحو 87 تاجرا عن امتعاضهم الشديد إزاء انهيار محلاتهم وخاناتهم التجارية بعد تساقط الأمطار الأخيرة، وهي القطرة التي أفاضت الكأس، وقد اعتبر الباعة أن مصالح بلدية عنابة قد انتهجت سياسة البريكولاج في بنائها لهذا السوق، والذي كانت ألسنة النيران قد أتلفت مختلف وحداته خلال السنة الماضية، وبعد رصد غلاف مالي معتبر لعملية إعادة إنجازه، تعرض هذا الأخير إلى انهيار بسبب الرياح القوية، الأمر الذي أجبر التجار على تحويل بضائعهم إلى الشارع، في انتظار تحرك مصالح البلدية لترميم السوق وربطها بالكهرباء وقنوات الصرف الصحي. وفي سياق متصل، هدد المحتجون بتصعيد وتيرة الغليان وتحويل احتجاجاتهم للوزير الأول عبد المالك سلال، الذي كان خلال زيارته الأخيرة قد تفقد هذا السوق وأوصى الجهات المعنية بوضعه في خانة الاهتمامات من خلال تهيئته وتعزيز مطالب الباعة الذي تم إدماجهم في إطار منظم. وتعهد سلال وقتها بالقضاء على الأسواق الفوضوية قبل شهر رمضان، وذلك بإدماج كل التجار في أسواق جديدة وعلى امستوى الوطني. وكانت مصالح بلدية عنابة قد أفرجت عن نشاط 10 أسواق جوارية جديدة، لكنها مازالت منشغلة بعملية تصفية بعض الأسماء غير المحسوبة على التجارة بعنابة، وذلك بعد إحصائها 1500 تاجر وبائع فوضوي يعملون بطريقة غير شرعية وبدون سجلات تجارية. وأمام انهيار خانات سوق الصفصاف، يبقى ملف الأسواق الفوضوية هاجسا يؤرق الحكومة، خاصة وأن المنطقة تعيش على وقع الاحتجاجات.