العربي ولد خليفة يتحدث عن الأطر العامة للديمقراطية الافتراضية يحمل الإصدار الجديد للدكتور محمد العربي ولد خليفة، رئيس المجلس الشعبي الوطني، والذي يحمل عنوان “ثورة التحرير والتحولات على الساحة الجهوية والدولية”، مقاربة للوجه الجديد للكولونيالية. الكتاب يتضمن توصيفا وتحليلا لبعض القضايا الثقافية والسياسية التي تشغل الرأي العام والنخب العالمة والسياسية. يحاول الكاتب من خلال التوضيحات التي قدمها في هذا الإصدار أن يطرح عدة تساؤلات منها على الخصوص الكيفية التي يتم من خلالها قراءة الوجه الجديد للكولونالية، باعتبار أن الاستعمار يتلون ويتخذ أشكالا وأطر جديدة تختلف عن الاشكال التقليدية التي كانت شائعة على المستعمر في العصر القديم. في هذا الكتاب يدرس المؤلف القضايا التي تشغل الرأي العام والنخب في نهاية العقد الأول من القرن ال 21، مستخدما في ذلك المناهج المتطورة برؤية تجمع بين التوصيف والتحليل، في محاولة للإشارة إلى أن نهاية العقد الأول من هذا القرن شهدت مجموعة من الظواهر، ما يجعلنا نقدم فرضيات وسيناريوهات في منابر الرأي العام، متسائلا إن كانت هذه التحولات اجتماعية أو ثقافية أم هي بحث عن بدائل محلية عن أوضاع انتهت صلاحياتها، ولم يعد الخطاب القديم قادرا على الدفاع عن ضعف حصيلتها. يتجه الكاتب ولد خليفة إلى وصف عملية التحول في المنطقة العربية بالحركات الاحتجاجية التي تقترب من مدلول الثورة والربيع العربي أو الغضب السلمي، وأحيانا بالانتفاضة، وأحيانا أخرى بالنهوض أو الاستفاقة. وتأخذ ظواهر التحول والاعتراض في الغرب الأوربي وبدرجة أقل في الولاياتالمتحدة أسماء وحركية مشابهة، مردودها الديمقراطية التي تعتبر الواجهة الصريحة لهذا المنطق الافتراضي من داخل النظام باختلافات فرعية في تطبيقاته في شمال العالم وجنوب أوروبا بوجه خاص،حيث شهدت إسبانيا أطول وأضخم مظاهرات احتجاجية على ليبرالية متشددة يقودها حزب إشتراكي، وفي اليونان تعلن الدولة بيع بلادها في المزاد العلني، وفي البرتغال يحتضر الاقتصاد في غرفة الإنعاش منذ عدة سنوات. يؤكد المؤلف أن ثقة الشعوب شمالا وجنوبا تزعزعت في النظام الليبرالي الجديد، كما تم تطبيقه، وكما يصفه بنيامين باربه بالسوق العالمية بلا حواجز ولا حدود، على نمط ماك دونالد وبيغ ماك، وإيهام شعوب البلدان النامية المهمشة أن طوفان العولمة والشمولية لا يؤثر على القيم والثقافات المحلية. وقد وجد منظرو الليبرالية وقادتها في شمال العالم حصان طروادة في الديمقراطية وحقوق الإنسان كما هي في بلدانهم لفرض مزيد من الوصاية والإخضاع بما تملكه من وسائل التضييق والعقاب، بعد كل ما اقترفوه من مذابح وحشية تواصلت عشرات السنين لاحتلال وإذلال شعوب الجنوب لعدة قرون.