عاش الجزائريون ليلة أول أمس، عبر عدد من ولايات الوطن سيما العاصمة والبليدة حالة من الهلع، جراء كميات الأمطار الكبيرة التي تهاطلت، خاصة بعد تعدى منسوب المياه في بعض الأحياء الأرصفة جراء انسداد البالوعات وانهيار العديد من المباني الهشة ناهيك عن تسجيل عودة نشاط بعض الأودية النائمة لعقود طويلة، مما جعل سكان العاصمة على الأخص يرتعبون من تكرار سيناريو باب الوادي المخيف و الذي ذهب ضحيته ملايين الأرواح البشرية. شهدت العاصمة سيناريو متواصل لمشاكل تهاطل الأمطار، والتي أصبحت تعري الكثير من المظاهر وفي مقدمتها عدم الاهتمام بتصفية البالوعات قبل موسم الأمطار، ووضعية العديد من الطرقات التي وبالرغم من عدم قدم صيانتها، أو تجديدها، حيث لا تتعدى شهورا إلا أن تآكل الزفت بها يبدو واضحا، ناهيك عن الانهيارات المتكررة للكثير من المباني خلال الأيام السابقة، وهو ما شكل حالة من الرعب خاصة لدى العائلات المتعرضة بنايتهم للضرر، فيما عرفت حركة المرور حالة من الاختناق بسبب الازدحام. كما سجلت بعض الوديان بسبب التطورات الأخيرة لسوء الأحوال الجوية الى عودة نشاط بعض الاودية النائمة لعقود طويلة المقدر عددها باكثر من 9 وديان تعبر العاصمة كوادي خرايسية وواد بني مسوس وواد اوشايح الذين كانوا من قبل عامين نشاطهم ضعيف ان لم نقل منعدم حيث مؤخرا عاد اليهم النشاط واعادوا لرسم مجرهم مجددا و هو الامر الذي يثير اليوم تخوف العديد من المواطنين الذين يسكنون على حوافه، مما جعل سكان العاصمة على الأخص يرتعبون من تكرار سيناريو باب الوادي المخيف و الذي ذهب ضحيته ملايين الأرواح البشرية. . تشرد أكثر من 40 عائلة و 119 مسكن تغمرهم المياه بالبليدة أدت الأمطار المتساقطة خلال ال 24 ساعة الأخيرة الى إصابة 03 أشخاص بجروح خطيرة بسبب إنجراف التربة بمنطقة " المقرونات " ببلدية حمام ملوان ، كما تسبّبت في تشرد أكثر من 40 عائلة و 119 مسكن في حين غرقت شوارع البليدة بمياه الأمطار لانسداد البالوعات ما خلف شللا تاما في حركة المرور. و عزلت مياه الأمطار التي زادت في ارتفاع منسوب وادي الحراش حمام ملوان عن المناطق المجاورة حيث أصيب 3 أشخاص بجروح اثر انهيار صخري بمنطقة المقرونات الصعبة ، كما جرفت مياهه الجسر المنجز بشكل ظرفي ، و أبدى سكان حمام ملوان غضبهم من وعود تسوية مشكل إعادة دراسة مخطط مشروع توسعة الطريق من جديد ، بعد تسجيل خلل في الدراسة الأولى موضحين أن الأمطار أصبحت تجرف الجسر الرابط بين مدينتهم و المناطق الأخرى، ما يضطرّ بهم مع كل تساقط للأمطار في سلك الطريق الاجتنابي الجبلي للالتحاق بالمؤسسات التربوية بالنسبة للتلاميذ وأماكن العمل. الحماية المدنية تسجل 79 تدخل خلال 24 ساعة وحسب معطيات مصالح الحماية المدنية على لسان الملازم الأول سفيان بختي في اتصال هاتفي "بالجزائرالجديدة" فقد سجلت مصالحه خلال 24 ساعة الأخيرة 79 تدخل الواد عبر مختلف إنحاء الوطن، والجزائر العاصمة خصوصا، كاشفا عن تسجيل وفاة شخص جراء سقوط جدار بمستشفى بني مسوس ، فيما جرح آخر وتم نقله إلى نفس المستشفى اثر انهيار مسكنين من الصفيح في المكان المسمى "ساحل". كما تم تسجيل انهيار سقف منزل وتسرب لمياه الأمطار إلى عدة منازل ومباني عمومية في بلدية حسين داي، زرالدة، تسالة المرجة، بئر مراد رايس، سيدي محمد، بئر توتة، حيدرة، بئر خادم، باب الوادى، درارية، شراقة وبراقي، في ولاية الجزائر، وأشارت الحصيلة المقدمة كذلك إلى عدة طرق مقطوعة وفيضان وادي بحي "قويدري (بوزريعة ). وكان العقيد مصطفى لهبيري قد أكد في تصريح سابق لوكالة الأنباء الجزائرية، أن الأمطار الغزيرة أدت إلى غلق العديد من الطرقات وأكثرها تضررا تقع في كل من بني مسوس وبرج البحري وباب الوادي، مرجعا سبب ذلك إلى عدم تنظيف البالوعات على مستوى العديد من الأحياء.، كما أبرز أنه "تم تجنيد 2000 عنصر من الحماية المدينة وزعوا عبر العديد من أحياء وبلديات العاصمة تحسبا لأي طارئ"، مشيرا إلى "إمكانية الاستعانة بوحدات إضافية من ولايات بومرادس وتيبازة والبليدة إن استلزم الأمر". من جهته أكد مدير الحماية المدنية بالبليدة العقيد غوالم عبد القادر، أن مصالحه تجندت بكافة وسائلها المادية و البشرية عبر كافة وحداتها العملية من أجل التدخل السريع داخل الولاية ووضع فرقة خاصة في حالة تأهب قصوى في حالة استدعائها للتدخل في ولايات مجاورة، وفي نقس السياق فقد سجلت الحماية المدنية 30 تدخلا خاص بالتقلبات الجوية تم امتصاص المياه من 119 مسكن و تنظيف و تحويل مجرى الوديان و القيام بعمليات توعية وتوجيه للمواطنين في كيفيات التصرف عند تسرب المياه داخل منازلهم، وقد تدخل أعوان الحماية المدنية منذ الساعة 17 ساعة من نهار أول أمس إلى غاية الساعة 05 صباحا من نهار امس مسجلين30 تدخل 09 منها لم يتعدى منسوب المياه بها 15 سم بكل من شفة،أولاد يعيش و البليدة، وحسب دات المتحدث تم تسجيل حادث مرورمن خلال انحراف سيارة ببوفاريك خلف جريح واحد، و تسجيل 20 تدخل من أجل امتصاص المياه في أماكن تراوح منسوب المياه ما بين 25 سم و 80 سم و ذلك بكل من حي 13 ماي (15 مسكن) بالبليدة، حي كاف الحمام ( 50 مسكن)بأولاد يعيش، حي خزرونة (30 مسكن فوضوي) بالقرب من واد بني عزة بلدية بني مراد، حي بوشبلي ببوفاريك ، مزرعة 105 (11 مسكن)بوادي العلايق بالإضافة إلى تنظيف و إعادة مجرى الوادي بالتنسيق مع مصالح البلدية بواسطة الجرافات، بكل من حي يورومي العفرون، حي العبازيز و طريق الجزائر ببوقرة،مدرسة ابتدائية بن شريف بالأربعاء و حي دويب بمفتاح بالإضافة إلى محطة توليد الكهرباء بحي البور بمفتاح التي ما يزال التدخل بها جاري في عملية امتصاص المياه بها منذ الساعة 03 و30 د صباحا ، العقيد اكد انه يطمئن كل المواطنين انه و مع حلول يوم الخميس يسجل تغير في الأحوال الجوية ما لا يترك للمواطن في حالة هلع و تخوف . جرحى وخسائر مادية بوهران أدت التقلبات الجوية التي عرفتها ولاية هران خلال ال24 ساعة الماضية وتميزت بتساقط أمطار غزيرة إلى تسجيل عدد من الجرحى وبعض الخسائر المادية ودون وقوع وفيات حسبما علم اليوم الأربعاء من مصالح الحماية المدنية. وقد تم تسجيل إنهيار سقف مسكن بحي "الدرب" العتيق مما تسبب في جرح شخص واحد تم تحويله إلى المركز الاستشفائي الجامعي لوهران. ووقعت أربعة حوادث مرورية تسببت فيها الوضعية الجوية السيئة ليلة الثلاثاء جرح خلالها خمسة أشخاص حسب ذات المصدر. ويتعلق الأمر بحادث تصادم أربع سيارات بالطريق الرابط بين بوتليليس ومسرغين مسببا جرح شخصين وكذا إنحراف سيارة على مستوى دوار السلاطنة ببوفاطيس مما أدى إلى إصابة شخص بجروح إلى جانب حادث إصطدام سيارة بشجرة على مستوى الطريق الوطني رقم 11 بقديل جرح خلاله شخصان وكذا إنقلاب سيارة بوادي تليلات دون إحداث خسائر بشرية. كما أحصت مصالح الحماية المدنية ما لا يقل عن 15 تسربا للمياه بالمساكن في بعض الأحياء العتيقة مثل "الدرب" و"سيدي الهواري" حسب ذات المصدر الذي أشار إلى تجنيد المصالح المذكورة كافة الوسائل البشرية والمادية اللازمة لتصريف المياه المتجمعة عبر الطرقات. بوناطيرو يطمئن المواطنين ويؤكد: الأمطار كانت منتظرة والجو سيعتدل الأسبوع المقبل أكد الخبير في علم الفلك والزلزال لوط بوناطيرو، في اتصال هاتفي "بالجزائرالجديدة"، أن التقلبات الجوية التي عرفتها عديد ولايات الوطن، أنها "طبيعية ومنظرة"، باعتبارها السنة الثانية لدورة الشمس مثلما كان العام الماضي. طمأن الخبير في علم الفلك و الزلازل لوط بوناطيرو المواطنين بان الاضطراب الجوي الذي تمر به عدة مناطق من الوطن عادي، طبيعي و منتظر حيث يعرف هذا الشهر قفزات حرارية واصفا هذه الأمطار ب "المودعة " إلى غاية نهاية الشهر الجاري ليعتدل الجو مع بداية جوان في صمايم صغرى ثم الصمايم الكبرى في شهر جويلية . وأرجع بوناطيرو، حالة الفيضانات التي شهدتها عدة بلديات من العاصمة على غرار باب الوادي و حسين داي و غيرها راجعة أساسا إلى الإهمال و عدم تنقية و تطهير البالوعات و المجاري المائية الأمر الذي تسبب في شبه فيضانات قائلا بان إطلاق مصطلح فيضان يكون على ارتفاع منسوب مياه يصل إلى 5 امتار فما فوق و هذا النوع من الحوادث لا تسجل أبدا في أوروبا و العديد من دول العالم نظرا لاهتمامهم بنظافة البالوعات .