موتى وجرحى وانهيارات في بضع ساعات فيضانات الربيع تغرق العاصمة وفاة شخصين في انهيار جدار مستشفى بني مسوس مرة أخرى خلفت الأمطار الغزيرة التي تهاطلت ليلة أول أمس على العاصمة و ما جاورها ضحايا في الأرواح و الممتلكات، حيث لقي شخص حتفه و أصيب آخران في انهيار جدار مستشفى بني مسوس الى جانب إجلاء عدة أشخاص كانوا عالقين سواء في الطرقات أو داخل مركباتهم وذلك بعد أيام قلائل فقط من وفاة امرأتين سقط عليهما منزلهما الهش الذي يأويهمما بعد انجراف تربة حبل جاييس بفعل السيول التي أحدثنها الأمطار في بلدية بولوغين. سيتذكر العاصميون طويلا تاريخ 21 ماي 2013، ففي الوقت الذي كانوا فيه يحاولون قلب صفحة ذكرى زلزال بومرداس المصادف لنفس التاريخ، داهمتهم الأمطار الطوفانية والتي لم تتوقف طيلة أمسية أول أمس، فوقعت الكارثة كالعادة، والضحايا هم سكان القصدير والبيوت الهشة حيث خلفت الحادثة طوارئ بين سكان العاصمة، يعدما تحولت أحياءها إلى وديان عميقة، مما خلق حالة رعب شديدة بين المواطنين، الذين وقعوا فريسة الأمطار والطرق غير المعبدة والبالوعات التي سدت بكثرة المياه.. الأمطار تسربت إلى غرف المرضى ببني مسوس وحسب المكلف بالإعلام في مديرية الحماية المدنية لولاية العاصمة، بختي صفيان، والذي كشف في اتصاله ب(أخبار اليوم)، عن حصيلة ثقيلة لبضع ساعات من تساقط الأمطار على مستوى العاصمة، فأزيد من 90 تدخلا، أكثر من 80 بالمائة منها عبارة عن تدخل من أجل فيضانات وتراكم للمياه على مستوى الطرقات والبيوت خاصة تلك المتواجدة على حفاة الوديان.. وأخطر حادث كان في بني مسوس حيت انهار الجدار الخارجي للمستشفى على الساعة 8 و30 دقيقة صباحا بشكل مفاجئ حيث كان بعض المارة متوقفين خلفه، مما أدى إلى وقوع عدة ضحيا منهم شخص عمره 28 توفي مباشرة وشخصين آخرين جرحا تم نقلها إلى المستشفى، فيما ظلت مركبتان عالقتان تحت الجدار وتدخلت الحماية لاستخراجهما بصعوبة كبيرة.. والأمر لم يتوقف عند جدار المستشفى والجانب الخارجي، بل وصل إلى غاية دخل غرف المرضى، والذين لم يسلموا هم أيضا من سيول الأمطار، بعد وجدوا أنفسهم محاصرين بمياه الأمطار، والتي تسربت بشكل كبير عبر شقوق الغرف.. وحسب نفس المتحدث فإن معظم حالات الفيضانات وقعت في الأحياء القصديرية الواقعة في مناطق خطرة والمصنفة حسب الحماية المدنية في القائمة السوداء، فلقد ارتفع مستوى وادي الحميز بشكل كبير مما أدى إلى تسرب مياه الوادي إلى داخل الأكواخ المتواجدة على حافته، وأيضا واد فران في بني مسوس هو الآخر فاض بشكل كبير مما خلق حالة ذعر بين سكان المنطقة، وكذلك حي بوسماحة ببوزريعة، حيث تم إجلاء امرأة من كوخها بعد أن غمرتها مياه الأمطار.. وفي الصباح الباكر ليوم أمس تم إنقاذ شخصين كانا عالقين في سيارتهما بمنطقة بئر توتة حيث بقيا عالقين في بركة كبيرة من المياه إلى غاية وصول عناصر الحماية على الخامسة صباحا. سيناريو 2001 يعود في أحياء باب الوادي من برج البحري إلى باب الوادي كانت الكارثة، سيول الأمطار امتدت إلى كل الشوارع والطرقات، فبعد أن كان العاصميون يستعدون إلى استقبال فصل الصيف، فاجأتهم الأمطار الطوفانية بشكل مباغت، فقلبت التقلبات المناخية كل الموازين، فرغم تحذيرات الأرصاد الجوية من خلال تنبؤها بهذه الأمطار، إلا أن المواطنين لم يتوقعوا هذا الكم الهائل من الأمطار. وكانت باب الوادي كالعادة، الأولى في مشهد الفيضان، فلو استمرت الأمطار بالتهاطل لمدة أطول لكانت الكارثة ولتجددت مشاهد فيضانات 2001، فلقد تحولت باب الوادي إلى واد عميق أغرق معه العديد من المركبات، ووجد العديد من المواطنين أنفسهم عالقين في الطرقات بعد أن جرفتهم السيول إلى أزقة ضيقة استحال معها الخروج من مركباتهم.. والأسوأ أن تهاطل الأمطار، وافق خروج العمال من مكاتبهم والتلاميذ أيضا، وهذا ما صعب الأمور، بشكل كبير.. وباب الوادي لم تكن لوحدها التي غرقت في سيول الربيع، بل العديد من المناطق مستها نفس المظاهر ونفس حالة الهلع والخوف من الموت غرقا في طرقات العاصمة، التي فاضت بالمياه، بعد أن انسدت كل البالوعات بفعل تراكم الأوساخ وكذا عدم صلاحية أغلبها لامتصاص الكميات الهائلة من الأمطار.. ومما زاد الطينة بلة، هو انعدام التهيئة والتعبيد والتكوين لأرضيات العديد من المناطق بالعاصمة، التي في أغلبها تقع على هضاب، فالطبيعة الجغرافية للعاصمة جعلت منها هدفا سهلا للفيضانات وكان التهاون في تعبيد الطرقات وتهيئتها سببا آخر ضاعف من حجم الأضرار التي أغرقت العاصمة في حالة كارثية. القاطنون على ضفاف الأودية و البيوت الهشة يستغيثون والمشكل لم يتوقف على الطرقات التي غرقت في السيول، وإنما سكان البيوت الهشة والقصديرية، كانوا الضحايا الأكبر لحملة أمطار الربيع، فلقد جرفت السيول العديد من البيوت القصديرية خاصة التي تقع على حافة الوديان، كما أن العديد من البيوت امتلأت بمياه الأمطار، بحيث عاش العاصميون ليلة بيضاء وهم يبحثون عن مسلك يخرجون به هذه الأمطار التي تسربت إلى داخل بيوتهم وشكلت خطرا كبيرا عليهم، وحسب العديد من المواطنين الذين تحدثنا إليهم في مختلف المناطق من العاصمة التي تعد من بين النقاط السوداء، فإن المشكل الأكبر الذي واجههم هو انسداد البالوعات وأيضا عدم صلاحية قنوات الصرف التي أنجزت أغلبها بطريقة عشوائية بحيث تجمعت عندها المياه بحيث تسربت إلى داخل البيوت وهذا ما وقع على مستوى برج البحري، التي كانت من بين المناطق التي غرقت في حالة كارثية أمسية الثلاثاء، فلقد وجد العديد من السكان أنفسهم مجبرين على محاولة فتح البالوعات من اجل امتصاص المياه، وحسب أحد السكان فإن المنطقة لم تشهد عملية تعبيد وتهيئة منذ سنوات طويلة فالمشاريع في هذا الصدد مجمدة والمواطن كان الضحية الوحيد لمثل هذا التماطل والإهمال. وبرج الكيفان هي الأخرى عرفت نفس الحالة من الفيضانات، بعد أن تسربت السيول إلى داخل البيوت وحولت المنطقة إلى مستنقع كبيرة. وفي بوزريعة التي كانت أكثر المناطق تضررا بعد باب الوادي بالنظر إلى الطبيعة الجغرافية لتكوينها، وأيضا لضمها العديد من البيوت القصديرية والهشة فكانت الكارثة كالعادة والتي عاشها سكان بوزريعة طيلة فصل الشتاء الذي كان اسود على سكان البيوت الهشة، وكانت ليلة الأربعاء الأكثر ضرر على السكان، من خلال انهيار العديد من البيوت خاصة القصديرية منها كالكوخ الذي انهار في بوسماحة، كم تم إجلاء امرأة تبلغ من العمر 49 سنة بعد أن غمرت السيول كوخها ببوزريعة. وأيضا بولوغين هي الأخرى شهدت انهيارات عديدة للأكواخ وكذا انزلاق للتربة والحجارة، مما جعل السكان يعيشون في حالة خوف، خاصة منهم سكان حي جاييس الذي هو الآخر عرف العديد من المآسي خلال فصل الشتاء الماضي، من خلال وفاة طفلة بعد انهيار كوخهم وكانت آخرها منذ أسبوع حين توفيت امرأتين في الحي المجاور بالبلاطو. غياب عمليات التعبيد والتهيئة أغرق العاصمة والأسوأ أن التلاميذ غابوا عن مدارسهم رغم إنها فترة امتحانات، ولم يجدوا حتى ما يلبسونه، بعد أن جرفت السيول حاجياتهم، وما تبقى منها تبلل بشكل كبير فالأمراض تحاصرهم والأخطار تطبع يومياتهم في ظل صمت السلطات وتجاهلها لحالة سكان يعيشون مع الموت جنبا إلى جنب.. وباب جديد بالقصبة عاشت نفس الحالة، من خلال انزلاق التربة بشكل كبير، مما خلق حركة مرور صعبة خاصة في ظل التدهور الكبير الذي تعرفه هذه الطريق.. وفي ذات السياق فلقد قام المدير العام للحماية المدنية، ليلة الأربعاء بجولة ميدانية قادته إلى مختلف المناطق التي شهدت أضرار كبيرة فيما يخص الفيضانات، ومن بينها باب الوادي، حيث اطلع على عمل أعوان الحماية في مساعدة المواطنين وفك العزلة عن الطرقات، كما انتقل أيضا إلى فريفالن وواد اوشايح. وتبقى الحماية المندية في حالة استنفار وتأهب من أجل التدخل لمساعدة المواطنين بالعاصمة، وكذا فك العزلة عن الطرقات التي تحولت إلى وديتان بفعل انسداد البالوعات، وهذا ما جعل حركة المرور صعبة بالعاصمة، بعد أن أغلقت العديد من الطرقات بفعل الأمطار وأشغال الصيانة..