الجبهة الشعبية تتبنى مبادرة ائتلاف وطني يُنهي الفترة الانتقاليّة تشهد مواقع التواصل الاجتماعي و المنتديات العربية على اختلافها حملة ضخمة في كل من مصر وتونس، تسعى من خلال حملة إعلامية واسعة لكسب الملايين من تواقيعات الرافضين لسلطتي البلدين، تحضيرا للخروج في وقفة احتجاجية للإطاحة بنظام الإخوان يوم الثلاثين من الشهر الجاري. ولأن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دورا فعّالا في ثورة الياسمين التونسية وبعدها ثورة الخامس والعشرين يناير في مصر،كما عزّزت دور الناشطين الشباب وقرّبت أفكارهم من المواطن البسيط، ولأنها كذلك ارتأت ”الفجر” جس نبض الحركة السياسية التونسية ومدى تفاعلها مع هذا الحراك الذي يقوده شباب المواقع التواصلية حتى وإن اختلفت الآراء بين مؤيد ، محايد وغير مطلع على الموضوع. حزب التحرير التونسي: ”الجماهير العربية خُذلت وتبحث عن خيارات مشتركة” ردّ رضا بلحاج الناطق الرسمي لحزب التحريري التونسي على الحملة الفيسبوكية التي يقودها شباب تونس بالتوازي مع شباب مصر تحضيرا للوقفة الاحتجاجية المزمع عقدها في الثلاثين من الشهر الجاري بأنها تعبير عن مطالب الشعب في مواجهة إرادات الغرب التي تريد التموقع على سيادة البلاد، باقتراحها الإسلام المخفف كآداة من أدوات الهيمنة وكذا اعتماد العلمانية السافرة بحثا كما يدعي الغرب عن التوازن المنشود الذي يخدم بالدرجة الأولى مصالحه قبل مصالح تونس. وأضاف بلحاج أن هذه اللعبة لا إرادة للشعب فيها لأن السلطة في كل من تونس ومصر رهينة الغرب بشكل واضح، خاصة في ظل النظام المتهالك والضعيف الذي يعيش على أنقاض سياسات غربية تسيره عن بعد وتتحكم في اختباراته، مشيرا في ذات السياق الى أن هذه الحملة هي محاولة للإفلات من سيطرة الأنظمة الحاكمة التي فشلت في تحقيق مكاسب الثورة وطموحات من خاضوا غمارها طلبا للتجديد، خاصة وأن النظامين الحاكمين في تونس ومصر لم يضعا أرضية لا للصحوة الإسلامية ولا للمصالح الشعبية ووجدان أفراد المجتمعين، واقترح المتحدث أن يتم اللجوء الى خيار ثالث وهو التيار الإسلامي الصحيح الذي يتبنى الإسلام الحق وهو الشعار الذي يعتمده حزب تحرير تونس الذي ينتمي إليه. غير أن الناطق الإعلامي للحزب عاد وشدّد على أنه لا أحد قادر على قيادة الشعب في تونس، لأن الجماهير خذلت من طرف المرشحين الذين جاؤوا عقب الثورة كما أحبطتهم برامجهم التي لم تقدم أي جديد للتحديات التي تغنت بها الثورة ووعودها بتقديم الكثير المرافق للتغيير، في ظل اعتمادها على أفكار قديمة ومستهلكة، وأضاف بلحاج الى أن النفس الثوري في مرحلته الأولى استنفذ، والفرص اليوم متاحة أمام المفاهيم القيادية الجديدة وهذه تتطلب وقتا لتنضج وتطفو الى ساحة التغيير المتوخى. الحزب الجمهوري: ”نحن مع مصالح الشعب وندعم خيار الأغلبية” من جهته مولدي فاهم قيادي بالمكتب السياسي للحزب الجمهوري قال أن التيار الجمهوري يؤمن بالشرعية الوحيدة التي يقدمها الصندوق ولا علاقة لمناضليه بخيارات أخرى، أما هذه الحملة المناهضة للإخوان والمنتظر الوقوف عندها في الثلاثين من الشهر الجاري جاءت نتيجة خيبة أمل المواطنين في حاكمهم، وأضاف أنه من حقنا المطالبة بتدشين الأسلوب الديمقراطي السلمي في البلدان العربية والإسلامية، كما من حق الشباب التونسي المطالبة بإبعاد الحاكم والبحث عن بدائل أخرى تستجيب لتطلعاته، وكذا من أجل تحيق مبدأ التداول عن الحكم، كما أنه من واجب الحاكم التخلي عن السلطة في حال فشله وتخييبه آمال الشعب سواء تعلق الامر بالنهضة في تونس، الإخوان في مصر أو اردوغان في تركيا. وقال فاهم: ”أعتقد أن بداية تراجع شعبية هذه الحكومات جاء جراء تراجعها عن وعودها واتفاقياتها في ظل التغيرات الاقتصادية، الاجتماعية وغيرها من المعايير التي تتحكم في التغيير الهادف، كما أن الحكام في تونس، مصر وتركيا لم يتشبثوا بتحقيق مطالب الأغلبية الشعبية ما دفع الى الانزلاق نحو العنف والإرهاب، وما يحص اليوم في هذه البلدان أكبر دليل على فشل الأنظمة الحاكمة”، وأضاف قيادي الحزب الجمهوري أن ما يسعى إليه شباب الفيسبوك هو خطوة سلمية مدنية تعبر عن آرائها وعن مطالبها، ومن حقها تقييم الأطراف الحاكمة حتى تساعد جهات حزبية أخرى لتقديم برامجها وتتيح لها الفرصة من أجل تقيد البدائل السياسية الهادفة خاصة ما تعلق منها بمشاريع التنمية، الشغل والكرامة الإنسانية. وأشار المتحدث الى أن النهضة الحاكمة التزمت مع 11 حزبا ومع مكونات الساحة السياسية التونسية شهر سبتمبر من سنة 2012 بإجراء الانتخابات بعد سنة من وصولها الى السلطة، لكنها اليوم تجاوزت السنة الثانية ولا حديث عن أي استحقاق ولا تزال كل خيوط الحكم بين يديها، وتسيطر على كل مفاصل السلطة والإدارات بشكل عام، وأضاف فاهم أن الحزب الجمهوري سيشارك بطبيعة الحال في هذه الحملة خاصة إذا ما كانت هذه الخطوة تقف الى جانب مطالب الشعب التي لا يمكن للحزب أن يحيد عنها. حزب نداء تونس: ”المشاركة في هذه الحملة الفيسبوكية رهن التطورات المستقبلية” وصف فوزي اللومي من حزب نداء تونس أن هذه الحملة لا تعرف الصدى الذي تلاقيه الحملة الموازية في مصر أين يسعى شباب القاهرة للحصول على 2 مليون توقيع الى غاية ال30 من الشهر الجاري، واستعدادا للدفاع عن الدولة المدنية والدستور الذي يحمي هذه الدولة، وقال اللومي أن مساعي الشباب التونسي لم تتعد بعض الناشطين ممن رفعوا التحدي وربطوا اتصالاتهم بالأشقاء المصريين، مشيرا الى أن الحملة في الأصل مصرية ولا ترقى لأن تكون تونسية – مصرية بشكل متوازي، لأن التيار الإسلامي في مصر يختلف عن التيار الإسلامي في تونس حسبه، وأضاف أن المساعي ليست نفسها ولا الساحة السياسية ذاتها لأن لكل بلاد خصوصية، ولكل شعب مطالبه وأهدافه وكذا توجهاته بالنظر الى طبيعة التيار الحاكم، وعليه لم يعلن نداء تونس تأييده التام لهذه الخطوة لأن المتحدث لم يشأ أن يصطلح عليها ”حملة”، حيث قال فوزي اللومي أن خيار المشاركة يجب أن يدرس على مستوى المكتب التنفيذي للحزب، كما أنه متروك للتطورات اللاحقة، خاصة في ظل غياب مؤشرات واضحة لإثبات هذا القرار الموازي للحملة المصرية كما أضاف قيادي حزب نداء تونس في حديثه مع ”الفجر”. وعلى عكس التصريحات السابقة كان أحمد منصور رئيس الحزب الدستوري الجديد يسبح عكس التيار وقال أنه غير مطلع على هذه المبادرة ولا يملك أي معلومات بخصوص هذه الحملة الفيسبوكية. أما على صعيد التطورات السياسية في تونس قرّر الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي تمديد حالة الطوارئ في البلاد شهرا آخر ابتداء من نهار أمس، وذكر بيان صادر عن رئاسة الجمهورية مساء الاثنين أن المرزوقي اتخذ هذا القرار بخصوص حالة الطوارئ بعد التشاور مع رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي والجهات الأمنية ذات العلاقة، حيث تعيش تونس منذ أكثر من عامين في ظل حالة طوارئ بعد اندلاع أحداث الثورة التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي في 14 جانفي عام 2011، حيث لا يزال الجيش منتشرا أمام الكثير من المنشآت العمومية والأماكن الحساسة في المدن التونسية، الأمر الذي ترفضه أحزاب المعارضة التي تطالب بإنهاء حالة الطوارئ وإراحة الجيش للحد من استنزاف جهوده والحفاظ على جاهزيته وتركيز مهامه على حماية الحدود من مخاطر الإرهاب، خاصة بع الأحداث الأخيرة التي عرفها جبل الشعانبي أين تقوم وحدات من الجيش التونسي منذ ال 29 أفريل الماضي بعمليات تمشيط وتطويق واسعة للمنطقة الواقعة على الحدود مع الجزائر والممتدة على مساحة 100 كيلومتر مربع. من جهته أعلن النّاطق الرّسمي باسم الجبهة الشّعبيّة حمّة الهمامي أنّ الجبهة تقود مبادرة وطنيّة لتكوين ائتلاف وطني واسع مفتوح لكل أفراد الشّعب التّونسي ولكلّ الأطراف السّياسيّة والمدنيّة الّتي تشترك مع مكوّنات الجبهة الشّعبيّة في النّضال ضدّ العُنف والإرهاب، وتعملُ من أجل إنهاء الفترة الانتقاليّة في القريب العاجل، وكشف حمّة الهمّامي في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، في ختام أشغال الدّورة الأولى للنّدوة الوطنيّة للجبهة أن الفترة الانتقالية الحالية استوفت كل مبرراتها ناهيك عن توفر كل الشروط لإنهائها، وعليه يجب الإسراع في ضمان توافق حول الدّستُور والهيئات التّعديليّة والقانُون الانتخابي، مشيرا الى أن الجبهة مصرة على مواصلة نضالها من أجل الضّغط على تحديد موعد واضح ونهائي للانتخابات القادمة.