توفيق بن بريك ل"الفجر": "تونس تلتهب والغنوشي لا يؤمن إلا بالإرهاب" باجي السبسي: "دخلنا في دوامة.. وربي يستر" أشعل اغتيال القيادي البارز شكري بلعيد الشارع التونسي الذي خرج في مظاهرات عارمة عبر كافة التراب التونسي تنديدا بما وصفوه ”إرهاب الداخلية” وتصفية رموز المعارضة، لمواقفها المعادية لسياسة الحزب الحاكم، مطالبين الغنوشي بالرحيل بعد تحميله مسؤولية تردي الأوضاع في بلاد ما بعد الثورة، وسط محاولات منه لتبرئة حزبه من دم شكري بلعيد، الذي أعاد تونس إلى نقطة الصفر بعد سنتين من الثورة. شكري بلعيد من مواليد 26 نوفمبر 1964، ويعمل محامياً وكان في السابق عضوا بالهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة والإصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي. وهو الأمين العام للتيار الوطني الديمقراطي. وقد دخل مؤخراً في تحالف سياسي مع القوى اليسارية والقومية وبعض المستقلين في جبهة سياسية موحدة استعداداً للانتخابات العامة منتصف العام الجاري. اغتيل، صباح أمس، شكري بلعيد، الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، بعد أن أطلق مجهولون النار عليه أثناء خروجه من منزله إلى العمل، حيث أكد شقيق بلعيد نبأ مقتله لوكالة ”فرانس برس”، قائلاً ”تم اغتيال شقيقي، إنني يائس ومنهار”. وأوضح عبد المجيد بلعيد لإذاعة موزاييك أن شقيقه أصيب برصاصتين لدى خروجه من منزله. وفي أول رد فعل، قال رئيس الوزراء التونسي حمادي الجبالي إن اغتيال بلعيد بالرصاص هو اغتيال سياسي واغتيال للثورة التونسية، مشيراً إلى أن هوية القاتل مازالت مجهولة حتى الآن . وتبعا للتطورات الحاصلة، قرر الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إلغاء زيارته إلى القاهرة، لحضور القمة الإسلامية الثانية عشرة، المقرر عقدها بعد ظهر الأمس. وكانت وسائل إعلام تونسية أفادت بأن بلعيد تلقى 4 رصاصات في الرقبة والرأس والكتف والقلب، بينما كان أمام منزله في تونس العاصمة. ولم يتضح على الفور من أطلق الرصاص على بلعيد، الذي يعتبر من كبار المعارضين في تونس التي تشهد حالة من التجاذبات السياسية الشديدة بعد عامين على الإطاحة برئيسها السابق زين العابدين بن علي. وفي آخر ظهور تلفزيوني له حذّر بلعيد مما اعتبره تحالفاً بين حركة النهضة الحاكمة وشريكها في الائتلاف الحاكم حزب المؤتمر مع سلفيين بتشكيلهم ”رابطات حماية الثورة”، من أجل استهداف الشخصيات المعارضة في البلاد. وفي أبرز التعليقات عن حادثة الاغتيال، وصفت نجيبة الحمروني نقيب الصحفيين التونسيين الاغتيال بأنه عنف سياسي قائلة ”نحن نخشى على حرية الصحافة أكثر من خوفنا على أنفسنا، فالعديد من الأطراف لم تتقبل النقد وأزعجها ما تنقله الصورة عبر وسائل الإعلام، مؤكدة أن الدافع وراء الاغتيال هو سبب سياسي وليس شخصي. وكانت مصادر إعلامية قد تناولت في نهاية ديسمبر الماضي موضوع الاغتيالات التي قررت النهضة تنفيذها من خلال اجتماع مغلق، أعطى فيه الغنوشي الضوء الأخضر لتصفية أربع معارضين هم الباجي السبسي، حامة حمامي، طاهر بن حسين، وعمور شابو. من جهة أخرى، وجهت بسمة بلعيد أرملة المعارض التونسي المغتال شكري بلعيد أصابع الاتهام إلى حزب النهضة الحاكم وزعيمه الروحي راشد الغنوشي في اغتيال زوجها شكري بلعيد. وقالت السيدة بلعيد إن ”الغنوشي هو الذي دعا إلى العنف وتستر عليه” كما حمى ”رابطة حماية الثورة” التي ينسب إليها العديد من أعمال العنف التي تقع في هذا البلد. وتظاهر الآلاف من التونسيين بعد الحادث بالقرب من وزارة الداخلية احتجاجا على مقتل المعارض البارز شكري بلعيد، مرددين هتافات ”الداخلية إرهابية”، ومطالبين بإسقاط النظام. وهتف المتظاهرون أيضاً ”عار عار شكري مات بالنار ”، فيما طوقت قوات الأمن المكان. وهاجم آخرون مقرات حزب النهضة عقب أن خرج الآلاف منهم في عدة مدن تونسية للتنديد باغتياله. ومن جهته حذر راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة الإسلامية، الحزب الحاكم في تونس، من أن يجر ”قتل بلعيد نحو حمام دم”، نافيا ضلوع حزبه في اغتياله، وقال في تصريح لوسائل الإعلام أن الذين يتهمون النهضة باغتيال بلعيد ”يقولون اقتلوا أتباع النهضة أينما وجدتموههم، هؤلاء يريدون حمام دم ولكن سيفشلون”، مؤكدا أنه دعا أبناء النهضة إلى ألا يردوا الفعل. واستهدف متظاهرون مقرات لحركة النهضة الإسلامية الحاكمة في مدن الكاف (شمال) ومزونة (وسط غرب) وقفصة (جنوب غرب) فيما تظاهر الآلاف في عدة مدن تونسية تنديدا باغتيال المعارض اليساري البارز شكري بلعيد بالرصاص صباح أمس أمام منزله. وحسب تقارير إعلامية، فإن متظاهرين غاضبين اقتحموا مقر حركة النهضة في مزونة من ولاية سيدي بوزيد وأخرجوا محتوياته وأحرقوها، وأن آخرين أحرقوا مقري الحركة في قفصةوالكاف. وفي العاصمة تونس تظاهر حوالي 2500 شخص أمام مقر وزارة الداخلية مطلبين ب”إسقاط النظام” وب”الثورة من جديد”. وردد المتظاهرون شعارات معادية لحركة النهضة ولرئيسها راشد الغنوشي بينها ”يا غنوشي يا جبان يا قتال الأرواح” و”وكلاء الاستعمار، نهضاوي رجعي سمسار”. وكالات قال إن الاغتيال سيقصم ظهر النهضة، توفيق بن بريك ل”الفجر”: ”تونس تلتهب والغنوشي لا يؤمن إلا بالإرهاب” توقع الصحفي المعارض، توفيق بن بريك، أن تتواصل الاغتيالات ضد قادة المعارضة في تونس كون الحزب الحاكم حاليا في تونس لا يؤمن بالرأي الآخر وراشد الغنوشي لا يمشي إلا على سياسية الإرهاب للتخلص من خصومة وحكم البلاد بيد من نار وحديد. قال الصحفي التونسي المعارض، في تصريح للفجر أمس، إن تونس تلتهب وأن التوانسة خرجوا في مختلف المدن، الكاف، مازونة، قفصة... للتنديد باغتيال شكري بلعيد الذي دفع حياته ثمنا لمواقفه السياسية في بلد ثار قبل اليوم للتخلص من الديكتاتورية والعبودية، مؤكدا أن المواطنين ناقمين جدا على سياسية النهضة وأنهم يحرقون الآن مقراتها بمختلف المناطق. وحول المسؤول عن مقتل المعارض شكري بلعيد الذي أطل أمس الأول على قناة نسمة، واتهم صراحة حزب النهضة والسلفية بالتحالف لتنفيذ مخطط اغتيالات يستهدف قادة المعارضة في البلاد، قبل أن يلقى حتفه على يد مجهولين رميا بالرصاص، أن كل الساسة في تونس يتهمون راشد الغنوشي الذي حشد النهضوييين للتخلص من خصومه كونه لا يؤمن إلا بسياسة الإرهاب، محذرا من مزيد من الاغتيالات لتكميم الأفواه وقمع الحريات والعبث بتونس كيفما شاؤوا. أكد أن الاغتيالات السياسية في تونس ممنهجة باجي السبسي: ”دخلنا في دوامة.. وربي يستر” قال القائد باجي السبسي إن الاغتيالات في تونس ممنهجة ضد كل إنسان يقول كلمة حق، وأن تصفية شكري بلعيد هي ثاني اغتيال سياسي في تونس ما بعد بن علي، محذرا من تأزم الوضع أكثر، ”دخلنا لدوامة.. ربي يستر ربي يستر”. رفض رئيس حزب نداء تونس، باجي السبسي، على أمواج الإذاعة التونسية الخوض كثيرا في اغتيال الأمين العام لحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد، كونه كان تحت الصدمة و”لا يريد أن يصعب الأوضاع أكثر”، بعد أن أخذت الأمور أبعادا أخرى عقب تصفية أحد قادة المعارضة في البلاد ساعات بعد اتهاماته ضد الإخوان والسلفية، وحتى لا يتأزم الوضع أكثر ويصعب، مشددا على أنه يستحيل أن يكون الأمر صدفة والأكيد أن هناك من يقف وراءه. وقال السبسي إن هذه الاعتداءات والاغتيالات ممنهجة ضد كل من يقول كلمة حق وإن لم تقف الطبقة السياسية بكل أطيافها وقفة حازمة ستتطور الأمور أكثر. وأضاف ذات المتحدث أن هذا الاغتيال كان متوقعا لأن كل زعماء الحركات والساسة في البلاد مهددون بسبب مواقفهم السياسية، مشددا على أن ”تونس دخلت في دوامة ولا نملك إلا أن نقول ربي يستر. بالصوت والصورة ووسط التكبيرات سلفيو تونس يهدرون دم شكري بلعيد وقادة المعارضة في البلاد طالب أحد قادة التيار السلفي في مدينة جرجيسالتونسية في تسجيل مصور وسط تكبيرات مرافقيه برأس القيادي في الحزب الجمهوري نجيب الشابي، وزعيم حركة الوطنيين الديمقراطيين، شكري بلعيد، بتهمة الخروج على الإسلام، ليغتال بعدها شكري بلعيد رميا بالرصاص ثمنا لتصريحاته المعادية ضد النهضة والسلفية. دعا أحد القادة السلفيين في تونس، خلال مقطع فيديو، تم نشره مؤخراً، إلى قتل كل من القيادي في الحزب الجمهوري المعارض نجيب الشابي، وزعيم حركة الوطنيين الديمقراطيين المعارض، شكري بلعيد، لأنه لم يعد لهما مكان بين المسلمين و رسول الله (ص) كفرهما على حد تعبيره. و أهدر القيادي السلفي - الذي كان محاطا بجمع من الملتحين من بينهم فتى لا يتجاوز عمره 12 سنة، وهو يخطب بحماسة - دم قادة المعارضة في تونس من نجيب الشابي إلى شكري بلعيد وكل أشباههم ”نعم نريد رأس نجيب الشابي وأمثاله.. تعالوا إلى جرجيس إن كان فيكم دم وإن كانت فيكم رجولة وستعرفون ماذا سيفعل بكم أبناء جرجيس”. وحتى إن كانت أصابع الاتهام من ساسة تونس وعائلة الفقيد شكري بلعيد تتجه إلى حزب النهضة الحاكم، وحتى وإن كانت السلفية براء من دم شكري، فإن شريط الفيديو يؤكد على مدى خطورة الأوضاع في بلد ثار ضد الديكتاتورية، ليجد نفسه بين كماشتي ديكتاتورية أكبر لا تعترف إلا بالرأي الواحد وما دونها فناء، ”فكيف ينصب أناس أنفسهم باسم الدين ولاة أمور في إمارات إسلامية يقررون حياة الناس في دولة ما بعد الثورة التي بنت نفسها على أشلاء البوزيدي وأبناء تونس المقهورين فعلا”. فاطمة الزهراء حمادي محامي السلفية الجهادية في تونس أنور أولاد علي ل”الفجر”: ”على التونسيين التريث وعدم اتهام أي طرف” دعا أنور أولاد علي، محامي السلفية الجهادية والكاتب العام في جمعية تونس للمحامين الشبان، إلى التريث وعدم اتهام أي طرف في قضية اغتيال شكري بلعيد القيادي في حزب الجبهة الشعبية التونسي الذي ”أدان العمل” وقال إنه ”يهدف إلى ضرب استقرار تونس”. وقال المحامي أنور أولاد علي في اتصال ب”الفجر”، إن عملية الاغتيال كانت مدروسة وممنهجة وقد يكون تم التخطيط لتنفيذها منذ عدة شهور وليست بالبساطة التي تظهر عليها، مضيفا أنه للوصول إلى معرفة هوية الجاني يجب طرح السؤال ”من المستفيد من العملية؟”، كما طالب بترك التحقيقات تقوم بعملها لكشف الفاعل، حيث نوه بأن أي شخص تونسي عاقل ويخاف على المصلحة العليا للبلاد لا يقوم بفعل مماثل. وفي هذا الصدد، قال أنور أولاد علي إن ”كل اغتيال لا يصب في مصلحة تونس، بل الغرض منه إدخالها في دوامة من العنف خاصة وأن هذا الفعل يبرز أن الجاني يريد تغيير مسار الثورة، مؤكدا أن التونسيون بغض النظر عن انتماءاتهم الحزبية شاركوا في الثورة لإسقاط بن علي، كما دعى جميع الأطراف الفاعلة في البلاد إلى ضرورة التريث وعدم اتهام كل طرف للآخر، مبرزا حوادث اغتيال مماثلة شهدتها تونس منذ بداية الثورة عدة اغتيالات على غرار اغتيال شيخ يدعى فوزي المحمدي ينتمي إلى التيار السلفي قبل نحو شهر إثر تعرضه إلى طعنات على مستوى البطن والرقبة بعد صلاة العشاء أمام الجامع الكبير بولاية سوسة، مضيفا أنه لم يكتشف الجاني إلى حد الساعة.