رجل الأعمال جيلالي مهري عرضها في مزاد علني للبيع بأكثر من 6 ملاير أورو أعلن، القائمون على المعرض الفني المقام حاليا بالعاصمة الفرنسية باريس، عرض اللوحات التي يضمها العرض والتي تخص الفنان المستشرق إيتيان دينيه، للبيع فيما حددت قيمة اللوحة الواحدة بين 6 و9 ملايين أورو، وهي لوحات تم اقتنائها من عائلات بسيطة بمدينة بوسعادةبالجزائر، بأسعار زهيدة من تلك العائلات عن طريق رجل الأعمال الجزائري جيلالي مهري، الذي قام بعرضها للبيع باهضة للمهتمين بتراث هذا الفنان الذي عشق الجزائر وأرخ لتراثها في أغلب أعماله التي تزخر مدينة بوسعادة بها منذ أواخر القرن ال 19 وهي الفترة التي كان فيها الراحل مقيما هناك وأثر أن يمنح هذه الأعمال لعدد من العائلات كعربون محبة منه لهم. اللوحات التي يشملها المعرض الذي احتضن رواق ”ميزون كريستيس”، بباريس قدرت ب30 لوحة فنية تسلط الضوء في مجملها على التراث الفني الجزائري والحياة اليومية للجزائريين، في الفترة الممدة بين أواخر القرن ال19 وبداية القرن ال20 حيث كانت الجزائر مصدر إلهام للفنان، خاصة تلك التي رسمها بعد أن اعتنق الإسلام وأدى فريضة الحج وغير توقيعه على أعماله إلى الحاج نصر الدين دينات، بدل إيتيان دينيه. يحدث هذا في الوقت الذي تصرف وزارة الثقافة من خلال دائرة التراث ميزانية ضخمة للاحتفاء بشهر التراث في كل عام، في حين عجزت الدائرة على أن تجمع تراث عدد من الفنانين وعمالقة الفن العالميين الذين أرخوا للتراث الجزائري، تماما كما فعل دينيه، الذي تحوز الكثير من العائلات البسيطة الجزائرية على أعماله الأصلية اضطر البعض منهم إلى بيعها بمبالغ رمزية للمتاجرين بالفن، فيما قاموا بعد ذلك وأمام أنظار وزارة الثقافة ومصالحها ببيعها في مزادات عالمية والسؤال الذي يطرح نفسه كيف استطاعت هذه اللوحات أن تعبر الحدود الجزائرية ومن المسؤول عن تهريبها إن صح التعبير لأن وزارة الثقافة لا تتحمل وحدها مسؤولية هذه الفضيحة الثقافية التي أدت إلى نهب تراثنا الثقافي أمام مرأى المسؤولين على المشهد الثقافي الوطني، وإن كانت الوزارة وعلى رأسها وزير القطاع خليدة تومي تتحمل الجزء الأكبر من هذه الفضيحة إلا أن مصالح الجمارك التي سمحت بعبور هذه اللوحات خارج حدود الوطن هي التي تتحمل المسؤولية الكاملة في نهب وتهريب التراث الجزائري إلى الدول العربية والدول الأوروبية التي تبني مجدها التاريخي على حساب الجزائر. ومن بين اللوحات المعروضة للبيع نجد لوحة ”المسيرة” المستوحاة من الحياة السياسية الجزائرية المرسومة في 1971، والتي تمثل موكبا من الجزائريين يثورون على تجنيد السكان خلال الحرب الكبرى، لوحة ”المدرسة القرآنية” التي توحي بدخول ديني الإسلام رسمها في 1919، وتمثل أستاذ تعليم القران يلقي درسا على تلاميذه في زاوية ”الهامل” ببوسعادة. يذكر أنّ وزارة الثقافة قامت السنة الفارطة باستقبال عدد من الأعمال الفنية للفنان الراحل دينيه كهبات من قبل بعض رجال المال والأعمال، في الوقت الذي كان عليها أن تقوم بها بحصر هذه الأعمال وإثراء الخزينة التراثية الجزائرية بها، ومن بين المتبرعين بهذه اللوحات مدير البنك الوطني الباريسي”باريبا” الذي تبرع بلوحين لدينيه هما لوحة”العمياء” ولوحة”لحظة الاقتناص”، بالإضافة إلى قيام أحد الموثقين بمنحهم عدد من المقتنيات الخاصة بالفنان الراحل كان قد تحصل عليها من قبل بعض العائلات التي كانت تجمعها علاقة بدينيه سواء في مدينة بوسعادة أو مدينة الأغواط التي سبق للفنان أن عاش فترة من الزمن فيها.