اقترحت الجزائر على الدول المصدرة للغاز انتهاج سياسة العقود طويلة المدى في الصناعة الغازية بسبب أهميتها البالغة، في حين قرأت جهات غربية محسوبة على معارضة اتحاد الدول المصدرة للغاز في نجاح القمة بأن فعالية قرارات المنتدى تبقى مرهونة بانقشاع التوتر الذي نشب بين روسيا وبعض الدول الخليجية المنتجة للغاز بسبب مواقف موسكو المؤيدة لنظام الأسد. ركّز أعضاء منتدى الدول المصدرة للغاز خلال اجتماعهم في موسكو على مناقشة متغيرات حاصلة في سوق الغاز أبرزها غزو هذا السوق بغاز الطين الصفحي الرخيص، وخصصت القمة الثانية للمنتدى لمناقشة وضعية السوق الغازية الدولية وآفاقها وترقية التشاور بين البلدان المنتجة بهدف تطوير الصناعة الغازية. ومن جهته قدّم الوفد الجزائري، الذي يقوده رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح نيابة عن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، اقتراحين حسب ما أكده مصدر مقرب من الاجتماع لوكالة الأنباء الجزائرية، كاشفا أنه ”تم تقديم تحليل معمق حول السوق الغازية الدولية خلال الاجتماع الوزاري لمنتدى البلدان المصدرة للغاز شكل محل نقاش مطول”. ويتعلق الاقتراح الأول بأهمية العقود الطويلة الأمد للغاز الطبيعي في ضمان تطور الصناعة الغازية، أما الاقتراح الثاني فيخص بعض الإجراءات المطبقة بشكل أحادي الطرف من قبل بعض البلدان المستهلكة مما ينعكس سلبا على استقرار السوق الغازية. وفيما يخص الاقتراح الذي قدمه الطرف الجزائري والمصادق عليه خلال القمة الأولى للمنتدى التي عقدت بالدوحة بقطر سنة 2011، أكد المصدر أن جوانب متعلقة بإنشاء المعهد المشترك للغاز ”يجري استكمالها”. ومن جهته قدّم الوفد الروسي اقتراحا آخر يتمثل في ضرورة تعزيز التنسيق على نطاق واسع لحماية مصالح البلدان المصدرة للغاز في كل المجالات، وتأمل روسيا في حث أعضاء المنتدى على دعم ربط سعر الغاز بأسعار النفط الأكثر ارتفاعا والإبقاء على أسعار الغاز عالية في مواجهة نمو إنتاج الغاز الصخري الأمريكي. وتهدف هذه القمة الثانية من نوعها بعد تلك التي عقدت في الدوحة سنة 2011 إلى تبادل الخبرات وترقية التعاون في مجال تطوير التكنولوجيات الدقيقة وتوسيع استعمالها وتنويع مصادر التموين من خلال التعاون بين المنتجين. في حين قلل مدير برنامج الغاز في معهد أوكسفورد لدراسات الطاقة، جوناثان ستيرن، من شأن المنتدى، وقال ”لم تفعل المنظمة شيئا يذكر على مدار العام الأخير”، مستندا إلى بحث أجراه المعهد أن من المستبعد أن يحذو المنتدى حذو منظمة أوبك إذ أن هناك اثنين فقط من أعضائه يسعيان لذلك. ومما يعيق العمل التعاوني التوتر الذي نشب بين روسيا وبعض الدول الخليجية المنتجة للغاز بسبب دفاع بوتين عن الرئيس السوري بشار الأسد، وعلاوة على ذلك هناك عدد من الدول الأعضاء في المنتدى من أكبر الدول المستهلكة للغاز مما يجعلها أقل رغبة في رفع الأسعار، حسب ما أوردته وكالة رويترز الإخبارية. ولم يدل الرئيس الروسي لمنتدى الدول المصدرة للغاز ليونيد بوخانوفسكي في مؤتمر صحفي بالكرملين، يوم الجمعة الفارط، بتصريحات واضحة بخصوص إمكانيات تنسيق الإنتاج ولكنه قال إن جميع الدول المنتجة مهتمة بالحفاظ على الربط بين أسعار الغاز والنفط. وقال بوخانوفسكي ”لدينا عدة محاور تدعم مصالح منتجي الغاز وعلى رأسها ربط أسعار الغاز بسلة المنتجات النفطية”، مضيفا ”العنصر الثاني والذي نعتقد أنه يساعد على استقرار أسواق الغاز ويقلل من مستوى التقلبات في أسواق الغاز هي العقود طويلة الأجل. هناك إجماع تام بين الدول المنتجة للغاز على هذين الشرطين المسبقين ونأمل في التأكيد عليهما مرة أخرى خلال القمة”.