الجزائر عاشت التجربة المصرية في التسعينيات مع الشيخ نحناح أكد رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، أن ما تعيشه مصر حاليا يشبه تجربة توقيف المسار الانتخابي في الجزائر، مع تسجيل فوارق، لكن الأكيد أن الانقلاب العسكري على الشرعية الثورية يشبه ما حدث للشيخ محفوظ نحناح في التسعينيات، لأن كليهما مصادرة للإرادة الشعبية. قال رئيس جبهة التغيير، عبد المجيد مناصرة، أمس على هامش افتتاح مجلس الشورى الوطني في دورته العادية، أن ما يحدث في مصر انقلاب عسكري على الشرعية الدستورية، في وقت كان يتوجب إيجاد حلول سياسية لحالة الانقسام التي تعيشها مصر، ولا يليق بالثورة المصرية، التي ستضيع مكتسباتها وسط هذه الاضطرابات، محذرا في ذات السياق من ثورة مضادة وعودة وجوه النظام السابق لأن العنف لا يولد إلا العنف. وفي رده على سؤال ”الفجر” حول طلب جماعة الإخوان لمساعدة الإسلاميين الجزائريين، قال مناصرة إن الإخوان المصريين محتاجون في هذا الظرف الخاص إلى نصرة كلمة الحق، وهذا حقهم علينا وعلى الإنسانية جمعاء، لإرساء ثقافة احترام الديمقراطية واختيارات الشعب، وألح على ضرورة حقن الدماء ونبذ العنف والتنديد به والحفاظ على الوحدة الوطنية، لأنها أولى من الكراسي والمناصب، والأخطر أن العنف يحول الضحية إلى إرهابي، والطاغية إلى حامي البلاد، مشددا على أنه يجب على الإسلاميين أن يتعلموا من أخطائهم ويتعاونوا مع الجميع ويلتزموا بالصبر. وعلى الصعيد الداخلي، أوضح مناصرة أن مبادرة الوفاق الوطني التي انخرطت فيها الحركة أمر هام لتكوين رأي عام في ظل حالة تأخر مرحلة التحول الديمقراطي في الجزائر، مؤكدا على أن الوفاق الوطني سيمنح الفرصة للسياسيين للتوافق على الرئيس القادم بما يضمن الاستقرار للبلاد بعيدا عن الحدود الإيديولوجية، مشيرا إلى أن المبادرة ستعرف نضجا أكبر وتتبلور الخريف المقبل كون الكثير من الأحزاب منشغلة بمشاكلها الداخلية. وفي الشأن الداخلي الإسلامي، كشف المتحدث عن اجتماع الأسبوع القادم للبحث في آليات الوحدة، لترتيب بيت الشيخ محفوظ نحناح، وأن الاتصالات مازالت متواصلة إلى حد الساعة والأمور تبشر بالخير، لكن في حال رفض البعض الالتحاق، في إشارة إلى حركة البناء الوطني، فسيتم الصلح دونهم، مشيرا إلى أن وحدة الصف وتكتل الإسلاميين أمر صعب في الجزائر. من جهته، قال رئيس مجلس الشورى، بشير طويل، في كلمته الافتتاحية، إن الظروف التي تعيشها البلاد، غير عادية، كون مؤسسات الدولة تعيش حالة شلل، ما عدا بعض نشاطات تصريف الأعمال، معلنا أن مجلس الشورى سيدرس ملفات ثقيلة تتعلق أساسا بالرئاسيات، بملف الوحدة الذي يسير بخطى واثقة مناقشة مبادرة الوفاق الوطني.