فتحت شركة مايكروسوفت، خلال الأشهر الأخيرة، الباب على مصراعيه لوكالة الاستخبارات الأمريكية للتجسس على بيانات الملايين من زبائنها عبر مختلف قارات العالم، بمن فيهم الجزائريون، بتمكنيها من التشفير الذاتي للمستخدمين عبر ” هوتمايل”، خدمة الدردشة ”أوت لوك”، التخزين” سكاي درايف”، ومكالمات ”سكايب” بالصوت والصورة، والأخطر من ذلك، السماح لها بالولوج إلى ما يعرف بالإيميلات الفرعية، أو الأسماء المستعارة للبريد الإلكتروني، في خيانة هي الأكبر في تاريخ عملاق الأنترنيت. فجرت وثائق سرية للغاية كشفت عنها صحيفة الغارديان البريطانية، أمس، فضيحة من العيار الثقيل، بطلتها شركة مايكروسوفت التي سمحت لوكالة الاستخبارات الأمريكية بالتجسس على مراسلات زبائنها عبر عدد من خدماتها مثل البريد الإلكتروني ”هوتمايل”، وخدمة الدردشة ”آوت لوك” وخدمة التخزين السحابي ”سكاي درايف”، وفكّ التشفير الذاتي للشركة، للتجسس على مكالمات سكايب بالصوت والفيديو، ما يجعل أسرار كل الدول وبما فيها الخاصة بمسؤولين جزائريين، تحت رحمة البنتاغون. وكشفت الوثائق أن مايكروسفت تواطأت مع ”سي أي إيه”، لتجاوز التشفير، والخصوصية التي ظلت تروج لها في اشهاراتها، للتجسس على دردشات 400 مليون زبون على خدمة ”آوت لوك”، لتستفيد وكالة الاستخبارات الأمريكية من امتيازات أكبر تتجاوز التجسس الفعلي على البريد الإلكتروني قبل عملية التشفير، على خدمات البريد الإلكتروني ”آوت لوك” و”هوتميل”. وحسب ذات الوثائق السرية، سهلت شركة مايكروسوفت لمكتب التحقيقات الفدرالي هذه السنة، التجسس على أكثر من 250 مليون مستخدم عبر البرنامج السري ”بريسم” لخدمة التخزين السحابي لمايكروسوفت ”سكاي درايف”، والأخطر كما تضيف إحدى المراسلات المسربة، أن ”مايكروسوفت تعاونت مع وحدة اعتراض البيانات التابعة لمكتب التحقيقات الفدرالي، على حل المشاكل المترتبة عن ميزة توفرها خدمة البريد الإلكتروني ”آوت لوك” والتي تتيح للمستخدمين إنشاء ما يعرف بالإيميلات الفرعية، أو ”الأسماء المستعارة للبريد الإلكتروني التي كانت تؤثر على مهامنا”. وفي ما يتعلق بخدمة سكايب، أفادت ذات الوثائق، أن شركة مايكروسوفت بعد 9 أشهر من شراء خدمة سكايب، منحت لوكالة الاستخبارات الأمريكية تقنية جديدة تسمح لها بجمع 3 أضعاف عدد المكالمات، التي كانت تجمعها عبر برنامج ”بريسم السري”، كما ساعدتها في تجاوز إشكالية المراسلات المشفرة على بوابة آوت لوك، حيث كشفت مراسلة داخلية بتاريخ 26 ديسمبر 2012، أن ”شركة مايكروسوفت، بالتنسيق مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، طورت قدرة مراقبة الإرساليات المشفرة، وأنه قد تم اختبار هذه القدرة بنجاح، وتم اعتمادها رسميا منذ 12 ديسمبر 2012”، وبعد شهرين فقط من تاريخ تطوير هذه الحلول، أي في فيفري 2013، أطلقت مايكروسوفت رسميا موقع آوت لوك.