باتت أسرار وتعاملات ملايين الجزائريين أصحاب الحسابات على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، وكذا "السكايب" وحتى متعاملي محرك البحث "غوغل"، وعدد من مواقع التواصل الشهيرة الأخرى تحت رقابة واشنطن عن طريق برنامجها التجسسي "بريسم"، المندرج في إطار خطة تجسس لمراقبة الاتصالات العالمية تحت ذريعة حرص إدارة أوباما لمواجهة ما تصفه بالأخطار الإرهابية الكامنة في بلدان المغرب العربي ومنطقة الساحل خاصة . وأقر جيمس كلابر مدير المخابرات القومية الأميركية، بأن المخابرات تقوم بجمع المعلومات من خلال برنامج حكومي للمراقبة عبر الوصول إلى خوادم شركات الانترنت، مؤكدا استهداف عمليات التجسس السرية عبر الأنترنت لأشخاص غير أميركيين، بعدما أبرز أن هذه العمليات تجري وفق قانون التجسس الذي أقره الكونغرس. وفي السياق ذاته كشفت كل من جريدتي "ذي غارديان" البريطانية، و"واشنطن بوست" الأمريكية من خلال وثائق ملموسة تجسس مخابرات واشنطن على ملايين الهواتف وحسابات البريد الالكتروني للأشخاص عبر اختراق برامج تابعة لشركات "ياهو" و"الفايسبوك"، وكل من "البالتوك" و"سكايب"، وكذا "اليوتيوب"، بمعية كبرى مؤسسات الاتصال على غرار "آبل" و"ميكروسوفت" من خلال رصد الملفات والصور والأحاديث المتبادلة والمرسلة عبر الإنترنت لملايين البشر عبر العالم، خاصة منهم الجزائريين، بحكم تصنيف بلادنا ضمن قائمة المناطق التي عرفت وتعرف مشاكل أمنية، إلى جانب دول المغرب العربي بصفة عامة، هذا وأوضح بيان صادر عن الإدارة الأمريكية تمكن هذا البرنامج من الحصول على معلومات هامة للغاية تفيد الأمن القومي للبلاد، في ظل المعطيات التي تتسرب بشكل مذهل، في ظل قوة التجسس ونسبة الناس الذين تعرضوا لهذا البرنامج تحت ذريعة محاربة الإرهاب، وبهذه العملية التجسسية الواسعة النطاق، تكون ملايين المعلومات والمعطيات الخاصة بمؤسسات حساسة جزائرية ومواطنين عاديين ومسؤولين في يد الاستخبارات الأمريكية، التي تركز على بلادنا بحكم التمركز الرهيب لنشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي على أراضيها إبان العشرية السوداء، ومجاورتها لأغلب دول الساحل التي تشهد أزمات داخلية وحروبا ضارية على غرار مالي وليبيا.