أكد فضيل مغارية، اللاعب السابق للمنتخب الوطني ونادي شبيبة القبائل، أن شهر رمضان الكريم يعتبر أفضل الشهور بالنسبة له على الإطلاق، بالنظر إلى أن الشهر الكريم يحمل معه الكثير من البركات والمنافع للناس وعلى الجميع استغلاله من أجل الإكثار في الطاعات بدل السهر في اللهو، وقضاء الوقت في الأمور التي لا نفع من ورائها. أوضح مغارية في حديثه مع الفجر، أن خوض لقاءات كرة القدم في شهر رمضان الكريم يعتبر من الأمور الشاقة على اللاعبين، بالنظر إلى الإرهاق المضاعف الذي يعاني منه اللاعب أثناء صومه، موضحا أنه يفضل الصوم خلال الشهر الكريم، إلا في حالات يستحيل فيها ذلك، حيث أكد أنه أفطر في مناسبتين من بينها كأس العالم بالمكسيك 1986، حيث كان من المستحيل الصوم بالنظر للحرارة المرتفعة، وطول عدد ساعات الصيام. أهلا بك مغارية، أولا صاح رمضانك، ونريد بمناسبة الشهر الكريم أن نتعرف على الوجه الآخر لك ومعرفة كيف يقضي مغارية يومياته خلال الشهر الكريم؟ أهلا بكم، أنا تحت تصرفكم. أولا، هل مغارية في باقي الشهور هو نفسه مغارية في شهر رمضان الكريم، أم أن الصوم يؤثر عليك وتصبح ممن يقال عنهم ”غلبو رمضان”؟ (يضحك)، لا أنا مغارية في رمضان أو في غيره، بل أنا أجد نفسي أحسن حالا خلال الشهر الكريم والذي اعتبره أفضل الشهور بالنسبة لي، حيث احرص دائما على الاستفادة من رمضان من خلال الطاعات، وفعل الخير ولست من الأشخاص الذين يقضون جل وقت الصيام في مضيعة الوقت. رمضان هذه السنة يتزامن مع فصل الصيف، فضلا عن زيادة ساعات الصيام، هل تفضل اللجوء للنوم خلال النهار من أجل تقليل صعوبة الصيام؟ أنا لا أحب النوم الكثير خلال رمضان الكريم، وانهض دائما في وقت مبكر من أجل العمل، حاليا أنا مشغول بأعمال تهيئة المنزل، كطلاء الجدران والبناء والترميم، وبالتالي فإن العمل يأخذ جل وقتي في النهار. إذن فأنت تقضي يومك في العمل، هل لنا أن نعرف كيف تقضي سهراتك الرمضانية؟ في السهرة أذهب للمسجد من أجل صلاة التراويح وبعدها أعود للمنزل من أجل الركون للراحة والنوم، حيث أنام مبكرا، قصد النهوض فجرا. وهل أنت من الأشخاص الذين يحافظون على أداء فريضة الصلاة في المسجد؟ نعم، أنا جار للمسجد، حيث لا يبعد عني المسجد سوى 100 متر وأحافظ على تأدية الصلوات في المسجد وحتى صلاة الفجر في المسجد أيضا. مغارية، لا شك وأن الصوم يرهق كثيرا لاعبي كرة القدم، هل أنت مع أو ضد الصوم بالنسبة للاعبي كرة القدم، أثناء لعب المباريات في الشهر الكريم؟ صحيح الصوم يرهق اللاعبين، حيث من الصعب جدا أن تلعب لقاء وأنت صائم، أنا أحب الصوم كثيرا، لكن في بعض الحالات يتوجب عليك الإفطار، لأن الجسم لا يمكنه تحمل مشقة الصوم، بالنسبة للمباريات في البطولة الوطنية، فاللاعب مطالب بالصوم، أما بالنسبة للاعبين المحترفين فمن استطاع الصوم فمن الأفضل ومن لم يستطع ولديه رخصة الافطار، يفطر ويقضهم بعد ذلك. بالنسبة لك، هل سبق وأن أفطرت خلال شهر رمضان الكريم؟ نعم، لقد أفطرت في مناسبتين، الأولى في سنة 1983، خلال بطولة دولية للآمال جرت بالصين، حيث كنا رفقة لالماس الذي أتمنى له بهذه المناسبة الشفاء العاجل، أما المناسبة الثانية فكانت كما يعلم الكثيرين خلال نهائيات كأس العالم بالمكسيك سنة 1986، حيث أفطرنا بالنظر إلى الحرارة المرتفعة وكذا طول عدد ساعات الصوم، حيث كان من الأجدر الإفطار وقمنا بقضاء الصوم فيما بعد. لقد خضت تجربة احترافية خارج الجزائر، وتحديدا بتونس، أين لعبت للنادي الإفريقي التونسي، الأمر الذي سمح لك بالتعرف على عادات التونسيين خلال شهر رمضان الكريم، كيف ترى رمضان في تونس وكيف تقارنه مقارنة بالصيام في الجزائر؟ ليس هناك اختلاف كبير بين الصوم بتونس أو الصوم بأرض الوطن، لكن أرى أن تونس كانت تملك أفضلية هي توفر الوسائل لراحة العائلات وقضاء سهرات رمضانية ممتعة، حيث تبرمج هناك سهرات لصالح العائلات، تقدم فيها المأكولات التقليدية وتقضي ليالي رمضانية ممتعة، أما في الجزائر فلا يوجد تنظيم محكم للشهر الكريم ويغيب الاهتمام بالعائلات، حيث من الصعب أن تخرج رفقة عائلتك في الجزائر بسبب غياب الأمن الكافي. إذن فأنت ترى أن رمضان في تونس، أفضل من قضائه بالجزائر؟ صراحة أفضل قضاء رمضان بالجزائر على قضائه بتونس، رغم كل ما توفره تونس، فبالجزائر هناك الأهل والأصدقاء وكل ما ترغب به ولذلك لا يوجد أفضل من الصوم بأرض الوطن. لقد لعبت لشبيبة القبائل وتعتبر من بين أفضل الأسماء التي حملت ألوان الفريق العريق، هل كنت تصوم أثناء لعب لقاءات البطولة الوطنية، حتى ولو تعلق الأمر بلقاء حاسم؟ في البطولة الوطنية لم أفطر إطلاقا، حيث أصوم جميع أيام شهر رمضان الكريم، حتى ولو تعلق الأمر بلقاء رسمي هام ومصيري، أنا أحب الصوم، حتى ولو تعلق الأمر بلقاء هام. ما هي أفضل ذكرى حدثت لك في شهر رمضان الكريم ولا تزال تحتفظ بها في ذاكرتك كأفضل ذكرى خلال مشوارك كلاعب؟ في موسم 1984/85 على ما أعتقد، حقق نادي أولمبي الشلف مشوار رائع في مرحلة الذهاب، حيث لم يتكبد أي هزيمة في البطولة ولم يستطع أي نادي إيقاف قوة الشلفاوة، إلى أن جاءت شبيبة القبائل، حيث لعبنا ضدهم بملعبهم وخلال شهر رمضان الكريم، وحينها تعرضت إلى إصابة على مستوى الرأس بعد ارتطامي باللاعب بويش، ما أدى إلى إغمائي ولم أستيقظ إلا في المستشفى، أين وجدت نفسي محاط بالأنصار والذين قالوا لي أن الشبيبة قد تمكنت من هزم الشلف على أرضها، ثم قام الأنصار بأخذي إلى تيزي وزو في موكب بهيج وتحت أهازيج الأنصار، لقد كانت ذكرى رائعة ومن المستحيل أن أنسى ما حدث وما قام به الأنصار اتجاهي.
”لا أحب النوم الكثير في رمضان وأفضل العمل والطاعة في الشهر الكريم” ”أفطرت في 83 و86 رفقة المنتخب، لأننا لم نتحمل المشقة”