أكد الدولي السابق أنور بوجقجي لاعب وداد تلمسان الحالي، أنه لم يسبق له تماما وأن أفطر في مواجهة كروية خلال شهر الصيام، الذي لا يؤثر عليه، كما تحدث اللاعب الأسبق لشباب بلوزداد وشبيبة القبائل في هذا الحوار الذي خصنا به عن يومياته وحياته الخاصة في هذا الشهر الفضيل. كيف هي الأحوال مع شهر رمضان؟ شهر رمضان هو شهر العبادة، وأنا بدوري أقضي معظم وقتي في تلاوة القرآن، لاسيما ما بين صلاتي العصر والمغرب..أنهض في حدود الساعة العاشرة صباحا، وأتنقل مباشرة إلى السوق، أين أقتني بعض مستلزمات المنزل من خضر وفواكه وبعض الأشياء، ومن بعدها أعود إلى المنزل أنام قليلا في القيلولة، بينما في السهرة فلا أرغب تماما في التفريط في صلاة التراويح التي أواظب عليها قبل أن أتنقل إلى المقهى لألتقي أصدقائي وأتبادل معهم أطراف الحديث. هل أنت من الأشخاص الذين يشترون أشياء كثيرة دون الحاجة إليها؟ إطلاقا، لست منهم..أحاول في كل مرة أن أشتري ما أحتاجه في اليوم فقط، لدي مشكل واحد مع "الخبز"..فأنا أشتهيه كثيرا في شهر الصيام، فكلما أمر على مخبزة تجذبني تلك الرائحة التي لا يمكن أن أشمها وأتركها تمر علي مرور الكرام، وفي كل مرة أجد نفسي في حرج بما أنني أشتري "الخبز" زيادة عن حاجة العائلة. العديد من اللاعبين يشتكون من التدريبات في شهر رمضان فكيف ترى الأمر؟ أفضل دوما التدرب في السهرة، فالتدريبات في وقت الصيام تؤثر كثيرا على اللاعب، نحن مثلا في وداد تلمسان تنقلنا الموسم الماضي لإجراء تربص تحضيري بتونس منتصف شهر رمضان، لكننا لم نستطع مسايرة الوتيرة ولم نفعل شيئا، فحجم التدريبات كان منخفضا إلى أبعد الحدود، شخصيا لا أرى أن التدريبات مفيدة للاعب حين يكون صائما. نعود قليلا إلى الوراء..لقاءات البطولة قبل أربع أو خمس مواسم من الآن كانت تلعب على الساعة الواحدة زوالا، أنت كلاعب كيف كنت تخوض هذه المواجهات؟ آه، لقد ذكرتني بمرحلة صعبة جدا..حقيقة لست أنا فقط، فكل لاعبي البطولة الوطنية كانوا يعانون في هذا الشهر وينهون اللقاءات بشق الأنفس مهما كانت الحالة البدنية لأي واحد منهم..الحرارة شديدة وتفكير اللاعبين كله منصب على أمر واحد متى ستنتهي المواجهة؟ فحتى حين يأتي موعد الآذان وتجلس على مائدة الفطور لا تتمكن من أكل شيء وكل همك شرب الماء فقط، لقد لعبت العديد من المواجهات في رمضان، وعانيت كثيرا وبكل صراحة البرمجة في ذلك الوقت كانت سيئة للغاية. ألم يسبق لك وأن أثر عليك الصيام وتشاجرت مع أحد زملائك؟ لا، لا أتذكر يوما أنني تشاجرت مع أحد زملائي سواء في الفريق أو بعيدا عنه، وهذا ليس في رمضان فقط فأنا شخص هادئ وقليلا ما أتنرفز وأتشاجر. وهل أفطرت يوما بسبب مواجهة في كرة القدم خاصة في مغامراتك الإفريقية مع شبيبة القبائل؟ لقد تنقلت كثيرا مع الشبيبة إلى أدغال إفريقيا، أين لعبنا مواجهات عديدة في الكأس الإفريقية، لكن لم أفطر يوما رغم المعاناة الشديدة. وما رأيك في الجدل القائم حاليا بخصوص صوم أو إفطار الرياضيين المشاركين في أولمبياد لندن؟ أنا لست مفتيا، لكن صعب جدا على أي شخص أن يقدم على إفطار رمضان، فهذا الشهر هو شهر التوبة والغفران ولا بد من استغلاله أحسن استغلال، وأقول لك أنه ولحد الآن لم يتمكن الأطباء من إيجاد نظام غذائي جيد للرياضيين، فسواء صاموا أم أفطروا فأظن أن الأمر نفسه..أعرف بعض زملائي اللاعبين الذين يؤكدون لي أنهم يجدون راحتهم أكثر في شهر رمضان على عكس البعض الآخر، ممن يؤثر عليهم وتجدهم دوما يلازمون الفراش والنوم، غايتهم الوحيدة للقضاء على الوقت، وبالتالي فالأمور تختلف من رياضي لآخر. في الأخير ما هو طبقك المفضل في هذا الشهر الفضيل؟ الحريرة التي تعدها الوالدة - أطال الله عمرها - والتي دربت الزوجة على كيفية طبخها بأحسن طريقة.