السفر في رمضان السؤال : ما حكم الفطر أثناء السفر في رمضان؟ الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله من المعلوم شرعا أن الفطر في السفر في شهر رمضان مباح، نص عليه الكتاب في قوله تعالى من سورة البقرة: {فمن كان منكم مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر}( سورة البقرة/184)، فقد ذكر الشافعي وعلماء الأندلس أن الفطر أفضل من الصوم في السفر في رمضان. وقد صح أنه آخر الأمرين له صلى الله عليه وسلم قال ابن شهاب: وكانوا يأخذون بالأحدث فالأحدث من فعله صلى الله عليه وسلم. كما صح أنه صلى الله عليه وسلم آثر الفطر في سفر الغزو على الصوم في قوله صلى الله عليه وسلم: “إنكم مصبحو عدوّكم والفطر أقوى لكم فأفطروا”. ( أخرجه مسلم (2/789) [كتاب الصيام/ باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل]، رقم 1120/102)، وذلك للمشقة التي تصيب الغازي غالبا. كما صح عنه صلى الله عليه وسلم أن الناس شق عليهم الصيام وهم مسافرون معه صلى الله عليه وسلم “فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم، دعا بقدح فشرب فأفطر الناس”. ( أخرجه الإمام مالك في الموطأ (1/294) [كتاب الصيام/باب ما جاء في الصيام في السفر]، رقم 22. وأخرج نحوه أبو داود (2/316) [كتاب الصوم/باب الصائم يصب عليه الماء من العطش]، رقم 2404. وانظر صحيح مسلم [كتاب الصيام/باب جواز الصيام والفطر في شهر رمضان للمسافر]، رقم 90)، كما نطق القرآن الكريم فقال: {وما جعل عليكم في الدين من حرج (سورة الحج/78). وقد كان صلى الله عليه وسلم خُلُقُه القرآن. وروى أبو سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فمنا الصائم ومنا المفطر، من وجد قوة فصام فذلك حسن، ومن وجد ضعفا فأفطر فذلك حسن”. ( أخرجه الترمذي (3/92) [كتاب الصوم/باب ما جاء في الرخصة في السفر]، رقم 713). قال ابن حبيب وابن العربي: فأما عند القرب من العدو فلا ينبغي أن يكون في استحباب الفطر اختلاف. فهذه الأخبار تدل على أن الصوم في السفر غير واجب، ويبقى الأمر بين الاستحباب والإباحة، وقد سبق الأثر أن آخر الأمرين من فعله صلى الله عليه وسلم هو الفطر، والله أعلم.