من المعلوم شرعًا أنّ الفطر في السفر في شهر رمضان مباح، نصّ عليه الكتاب في قوله تعالى في سورة البقرة: {فمَن كان منكم مريضًا أو على سفر فعدّة من أيّام أُخَر} البقرة .184 فقد ذكر الشافعي وعلماء الأندلس أنّ الفطر أفضل من الصوم في السّفر في رمضان، وقد صحّ أنّه آخر الأمرين له صلّى الله عليه وسلّم، قال ابن شهاب: وكانوا يأخذون بالأحدث، فالأحدث ما فعله صلّى الله عليه وسلّم. كما صحّ أنّه صلّى الله عليه وسلّم آثر الفطر في سفر الغزو على الصوم في قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّكم مصبحو عدوّكم والفطر أقوى لكم فأفطروا'' أخرجه مسلم، وذلك للمشقّة الّتي تصيب الغازي غالبًا. كما صحّ عنه صلّى الله عليه وسلّم أنّ النّاس شقّ عليهم الصيام وهم مسافرون معه صلّى الله عليه وسلّم: ''فلمّا بلغ ذلك النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، دعا بقدح فشرب فأفطر النّاس'' أخرجه مالك ومسلم وأبوداود. كما نطق القرآن الكريم فقال: {وما جَعَل عليكم في الدِّين من حَرَج} الحج .78 فهذه الأخبار تدل على أنّ الصوم في السفر غير واجب، ويبقى الأمر بين الاستحباب والإباحة، وكان آخر الأمرين ما فعله صلّى الله عليه وسلّم هو الفطر.. والله أعلم.