مؤسسات أجنبية للحفاظ على الشكل الهندسي التاريخي لبنايات العاصمة أحياء تتحول إلى ورشة بناء والمشروع لم يتقدم إلا ب40 بالمائة تحولت العديد من بلديات العاصمة، في إطار مشروع الجزائر البيضاء، إلى ورشة كبيرة لقيت استحسان المواطن الذي ينتظر انتهاء البرنامج على أحر من الجمر، من أجل رؤية الوجهة الجديدة للعاصمة البيضاء التي تسعى لها البلديات من خلال اعتمادها الرسم الزخرفي القديم والألوان القديمة، على غرار الأبيض في العمارات والرمادي في النوافذ، وعدم السماح بوجود أي ألوان أخرى في واجهة البنايات، وحتى المحلات أوكلت لها مؤسسات مقاولة أجنبية مختصة من أجل تزيينها بفسيفساء من الزخارف تعود من خلالها إلى تاريخ الجزائر. تسير وتيرة أشغال مشروع الجزائر البيضاء بالعديد من بلديات العاصمة ببطء، الأمر الذي انعكس سلبا على راحة المواطنين ونشاط التجار الذين سجلوا تراجع مبيعاتهم بسبب عزوف المواطنين عن التسوق في ظروف يصعب فيها التنقل، حيث أصبح التنقل وسط العاصمة هاجسا يؤرق الكثيرين، لما يواجهه زوارها من مشكل تعطل حركة السير وقلة الحظائر لركن سياراتهم، ما جعل العديد من السكان الأصليين لوسط العاصمة يسألون مرارا وتكرارا عن موعد إنهاء الأشغال. الأشكال الهندسية للعمارات أولى اهتمام المقاولات الأجنبية كانت أول انطلاقة لمشروع الجزائر البيضاء بحي زيغود يوسف، ببلدية الجزائر الوسطى، في سنة 2008، عندما شرعت السلطات في إعادة واجهة العمارات، وحتى الطرقات والأرصفة خضعت للعملية في إطار المخطط الاستراتيجي لتجميل وعصرنة العاصمة، والتي قامت على إثره في جوان الماضي بإعادة تهيئة الساحة باعتماد تقنيات خاصة يتم من خلالها رسم ملامح التاريخ الجزائري لا محوه، كما هو الحال بالعديد من المناطق، وهو ما تعمل بلدية الجزائر الوسطى - حسب رئيسها عبد الحكيم بطاش - على تجسيده فيما يخص تهيئة واجهة العمارات التي تعود إلى 60 سنة خلت، ما ألزمهم بالتنسيق مع المصالح الولائية اعتماد مؤسسات مقاولة أجنبية، على غرار إسبانية بدأت في الأشغال الأسبوع الماضي بالعديد من عمارات المنطقة، على غرار شارع ”شاراس” سابقا الذي يحوي بنايات ممثلة في شكل فيلات، وهو ما يلزم عليهم الحفاظ على شكلها الحقيقي من خلال إعادة تهيئتها لا بنائها من جديد. وهو الأمر ذاته بالنسبة لشارع ديدوش الذي يحوي تمثال امرأة ما يلزم على المؤسسات المقاولة الحفاظ عليه بشكل يوضح خلاله معالم الجزائر، وهو ما تعمل عليه المؤسسات المقاولة التي تعد السبب المباشر في تأخر المشروع وعدم تسجيل تقدم ملحوظ رغم مرور 4 سنوات على الشروع فيه، غير أن المصالح الولائية سلطت الضوء على هذا المشكل واستعانت بمؤسسات أجنبية لتدارك التأخير بالعديد من البلديات على غرار المدنية، باب الوادي، سيدي امحمد التي حاولت المؤسسات السالفة الذكر أن تحافظ على تاريخها من خلال إعادة التهيئة، وهي نفس العملية التي عرفها شارع العربي بن مهيدي ببلدية الجزائر الوسطى، التي برمجت للتهيئة من أجل إعطاء الوجه اللائق لقلب العاصمة ضمن برنامج الجزائر البيضاء للولاية، خاصة أن هذا الشارع يعتبر أحد الشوارع الرئيسة التي يقصدها عدد هائل من المواطنين والسياح يوميا. وهو المشروع الذي ينتظره المواطن بفارغ الصبر، خاصة بالطريق الرابط بين البريد المركزي وساحة الأمير عبد القادر، الذي عرف إعادة تجديد شبكات الغاز والمياه وتغيير واجهات المحلات، لإرجاع الوجه اللائق للجزائر الوسطى ومنحها بريقها الذي غاب عنها منذ سنوات. مشروع الجزائر البيضاء يصل إلى 40 بالمائة بسيدي امحمد من جهتها اعتمدت بلدية سيدي امحمد، في إطار برنامج الجزائر البيضاء، على مؤسسات شبانية في عملية تهيئة وتنظيف المساحات الخضراء والاستراحة بإقليم البلدية، أين كانت البداية من شارع حسيبة بن بوعلي بالضبط في سنة 2008، حيث ستتواصل الأشغال إلى غاية شارع بلوزداد. غير أن بطء الوتيرة التي تتراوح حاليا بين 35 إلى 40 بالمائة جعل المشروع يتأخر نوعا ما، غير أنه مع إعادة تهيئة شارع بلوزداد ستصل إلى 70 بالمائة، وهو ما يمكنهم - حسب المسؤول الأول على رأس البلدية - القول أن العملية تشرف على الانتهاء. أما فيما يخص المناصب الحالية الشاغرة فإن مخطط الإعداد وهو مخطط الموارد البشرية الذي تم اعتماده في سنة 2013 يعتمد على أولوية الأولويات، حيث هم بصدد انتظار قرار الموافقة من أجل توظيف حوالي 40 شابا في إطار هذا البرنامج. أما فيما يتعلق بالمؤسسات المقاولة فإن الإشراف عليها يتم من المصالح الولائية، والتي من الواجب أن تحرص على المحافظة على الشكل الهندسي للعمارات التي تقوم بتهيئتها وتبييضها لا تغييرها، وذلك حفاظا على الشكل الهندسي القديم الذي يعود للحقبة الاستعمارية. بلدية الحراش تضع شروطا لبعث المشروع ”المعطل” من جانبه أكد رئيس بلدية الحراش، أمبارك عليك، سعي مصالحه لتفعيل مشروع الجزائر البيضاء في أقرب وقت ممكن، حيث تم تحديد 6 مواقع بالبلدية سيكلف بها 6 مجموعات عمالية تتألف من رئيس المجموعة و7 عمال تحت إمرته لتنفيذ المشاريع المسنة إليهم، ويتم اختيار قوائم هذه المجموعات حاليا من خلال دراسة معمقة لملفات المترشحين بالاشتراك بين البلدية ومديرية النشاط الاجتماعي ”لاداس” التابعة لوزارة التضامن، ويشترط توفر بعض الشروط لدى المترشحين لنيل المناصب، على غرار إنشاء سجل تجاري لرئيس كل مجموعة وبطاقة حرفي يتم الحصول عليها بمديرية الصناعة والحرف بالعاصمة. وقد حددت الأحياء التي ستشملها ورشات عمل مشروع الجزائر البيضاء بإقليم بلدية الحراش، على غرار أحياء الدهاليز الثلاث، والمنظر الجميل، بومعطي، ولاراديوس. ومن المرجح توقيع العقود مع رؤساء المجموعات التي سيتم اختيارها بعد تسلم كامل الملفات. ومن بين الشروط والأولويات المتبعة في اختيار المستفيدين من هذا المشروع الذي من شأنه القضاء على نسبة من البطالة لدى الشباب، والذي يعتمد على نظام التنقيط في اختيار العمال، أن يقدم المتزوج عن الأعزب، والحائز على شهادات تعليمية على من يحوز على شهادات أقل منه، والساكن بالحي الذي سيشمله المشروع أحق ممن سواه من المناطق الأخرى، حيث كل شرط يتوفر في شخص يخوله الحصول على 5 نقاط، وعدم توفره فيه يحصل فقط على نقطة واحدة. ومن ثم سيتم اختيار العمال المناسبين للمشروع وإعانتهم ببعض العتاد من قبل مصالح البلدية، التي ستكون مكلفة في قسمها التقني بتحديد ومتابعة أشغال هذه المجموعات العمالية، رفقة مديرية الشؤون الاجتماعية.. مؤكدة، نائبة رئيس بلدية الحراش المكلفة بالنشاط الاجتماعي، أن غالبية الشباب يطمحون للحصول على هذه المناصب نظرا لامتيازاتها المتمثلة في التسجيل لدى مصالح التأمين والضمان الاجتماعي، وحيازة بطاقة الشفاء، إلى جانب الأجر القاعدي 18 ألف دج. وعن مجال عمل المنخرطين بمشروع الجزائر البيضاء، أوضحت ذات المتحدثة ل”الفجر”، أن واجبهم سينحصر في نزع الأعشاب الضارة، وتقليم الأشجار وطلائها وكذا تطهير المجاري بالشوارع والمساحات التي ستكلفهم بها المصالح التقنية للبلدية، والتي ستتابع عملهم من خلال فرقة خاصة تقوم بمعاينة وتصوير الفضاء الذي سيعملون عليه قبل بدء الأشغال وخلالها، وحتى بعد إتمام الإنجاز لتقديم التقرير لمديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن. القبة في انتظار خمسة مشاريع إضافية طالبت بلدية القبة، مؤخرا، مديرية النشاط الاجتماعي ”لاداس” بإضافة 5 مشاريع جديدة فيما يخص مشروع الجزائر البيضاء، لعدم تمكن الورشات الخمس المتوفر أصلا من تغطية إقليمها كاملا، ومن أجل تكثيف المجهود لابد من توظيف المزيد من المجموعات العاملة في إطار هذا المشروع، الذي يغطي إلى حد الساعة الأحياء التالية، جيلالي اليابس، محمد باغ، 1216 مسكن، وحي المجموعة الرابعة والعاشرة، وكذا لارماس، وكوبيماد الشمالية. وتتكون كل ورشة عاملة على هذا المشروع من 7 عمال، ثامنها رئيس المجموعة الذي يشترط فيه توفر الشروط المذكورة سابقا، مع تحمل أعباء الضرائب وتأمين العمال اجتماعيا منذ توليه قيادة المشروع وانطلاق الأشغال، بينما تقدم لهم المصالح المختصة - حسبما أكدته متابعة المشروع الطبيبة المسؤولة عن مصلحة النظافة والصحة ببلدية القبة، نسيمة بوردوز - العتاد اللازم في أداء مهامهم على غرار المعاول والفؤوس والنقالات والمكانس وغيرها. الحكومة مطالبة بتبني هؤلاء الشبان بعد انتهاء العقود ولم تنس محدثتنا مطالبة الجهات العليا بالدولة مد يد العون لهؤلاء العمال، خاصة أنه بعد انتهاء إعانتها لهم عبر عقد يدوم لسنة كاملة مجزأ على أربعة عقود، مدة كل واحد منها 3 أشهر قابلة للتجديد عبر عام تحديدا، كما سبق توضيحه، ليجد رئيس كل فوج أو مجموعة مسؤولة عن إنجاز مهامها المتعلقة بمشروع الجزائر البيضاء نفسه مجبرا على وقف نشاطه وإحالته على البطالة هو وكافة العمال تحت إمرته، حيث طالبت الدكتورة بوردوز الدولة بإيجاد حل لهذه المشكلة للقضاء على البطالة من خلال هذا المشروع بصفة نهائية وليست مؤقتة، وذلك من خلال إدماج هذه المجموعات العمالية مع شركات قارة قريبة من تخصصهم على غرار مؤسسة المياه ”سيال”، النظافة والتطهير ”ازروت”، وهيئات ديوان الترقية والتسيير العقاري بإقليمهم لمد يد العون لهم وتبني أعمالهم، وإلا فإن البطالة تتربص بهم ولا مفر منها عقب سحب الحكومة يدها من المشروع، لكونهم غير قادرين على تحمل كامل الأعباء بمفردهم دون هيئة أو مؤسسة رسمية تعينهم. مسؤولي عين طاية ”متهمون” بعرقلته اتهم شبان بلدية عين طاية المستفيدين رئيس بلديتهم السابق بعرقلة مشروعهم والوقوف في وجه مستقبلهم المهني، بسبب تجميد أجرهم الشهري ورفض مصالحه المختصة متابعة مهامهم باعتبارها همزة وصل بينهم ومديرية النشاط الاجتماعي التابعة لوزارة التضامن ”لاداس”. وفي ردها على هذا الانشغال بلدية عين طاية اوضحت ل”الفجر”، على لسان نائب الرئيس المكلف بالبيئة تيتوني أحمد، أن المجموعة الوحيدة التي كانت تنشط عبر إقليمها خلال العهدة السابقة واجهت بعض المشاكل مع المنتخبين آنذاك، ولكن تم تسوية الوضع خلال تولي المجلس البلدي الجديد زمام الأمور، حيث كان هؤلاء الشبان مقصرين في المهام التي كانت موكلة إليهم إضافة لكون الفترة تزامنت مع المرحلة الانتقالية بين العهدة السابقة والجديدة، ومع ذلك استكملت هذه الأخيرة عقدهم في شهره الأخير بمنحهم مشاريع، على غرار تهيئة جزئية للمقبرة وأشغال بحي 200 مسكن بسركوف لم ينهوها إلى غاية انتهاء عقدهم المتمثل في سنة، وحاليا تعمل البلدية على دراسة ملفات خاصة بأربع مجموعات ستغطي إقليمها لإعداد قائمة المستفيدين الجدد من هذا المشروع. خالدة بن تركي/سليمة حفص
60 عملية في إطار ”الجزائر البيضاء” ومنحة إدماج ذوي الشهادات 370 ورشة مفتوحة على مستوى 56 بلدية معنية بالبرنامج استحدثت مديرية النشاط الاجتماعي خلال هذه السنة في إطار مشروع الجزائر البيضاء 370 ورشة مفتوحة على مستوى 56 بلدية المعنية بالبرنامج، والورشات موجهة - حسب مدير مديرية النشاط الاجتماعي، تيغة عبد الرحمان - للشباب البطال، حيث يعمل بكل ورشة 7 شباب يترأسهم مكلف بالأشغال على مستوى الورشة، يكون ذو شهادة حتى يتمكن من التحكم في زمام الأمور على مستوى ورشته، والتي من المفروض أن تتم وفق شروط التأمين وعدم تقاضي راتب أقل من الأجر القاعدي، وهو ما يعطيه الحظ في الحصول على منحة إدماج ذوي الشهادات. وسجلت المصالح المختصة خلال السنة الجارية 60 عملية في إطار المشروع وحوالي 1600 منصب شغل في إطار الورشات التي تفتح من خلال برنامج الجزائر البيضاء، والتي قدر عددهاب370 ورشة منهم 650 في إطار ”تيبيمو ” الذي يسمح لهم بالتأهل لكي تصبح مؤسسات مؤهلة، مع العلم أن العديد منهم حاصل على شهادات جامعية، والذين يعملون كرؤساء للورشات مقابل البقية الذين لا يملكون أي شهادات. أما البلديات المعنية بمشروع الجزائر البيضاء فهي 56 بلدية بالعاصمة معنية بالبرنامج الذي خصص له خلال السنة 7 ملايير سنتيم، ووصلت نسبة الأشغال به بين 70 الى 80 بالمائة، وسيتقدم مع نهاية السنة الجارية. وعن البلدية التي لم ترغب في المشروع فلها كامل الحرية مادامت تملك الإمكانيات لذلك.