باشرت النوادي الجزائرية للرابطتين المحترفتين الأولى والثانية تحضيراتها تحسبا لبداية الموسم الكروي الجديد، وكالعادة فإن أغلب الفرق المحلية فضلت برمجة معسكراتها خارج الوطن وبالضبط في مراكز تونس والمغرب التي أخذت حصة الأسد فيما يخص النوادي التي لجأت إلى مراكزها التي استقبلت أزيد من 10 فرق. وهو الأمر الذي لم تتعوده الكرة الجزائرية على خلاف السنوات الفارطة، حيث كانت أوروبا ”أوروبا الشرقية” وجهة أغلب فرقنا للقيام بتربصاتها الصيفية، لكن يبدو أن الأزمة الاقتصادية والمالية التي عصفت بالقارة العجوز خاصة في السنوات الأخيرة هي التي غيرت من وجهة النوادي المحلية في خوض تحضيراتها في بلدان شمال إفريقيا، ولو أن بعض الفرق الوطنية فضلت التحضير بالجزائر بسبب محدودية إمكانياتها المادية على غرار بعض الفرق التي تعودت على التحضير خارج الوطن، وهي الظاهرة التي بأت تقلق الكثير من متتبعي الكرة المستديرة في الجزائر، طالما أن هذه الأخيرة تملك البنى التحتية وكل الظروف التي تسمح للفرق المحلية بالتحضير داخل بلدها دون اللجوء إلى البلدان المجاورة وإهدار الأموال هباء دون أي فائدة، كيف لا والجزائر أنفقت مؤخرا أزيد من 320 مليار سنتيم من أجل إنجاز مركز لتحضير المنتخبات والفرق الوطنية الكائن بسيدي موسى والذي يتوفر على كافة الظروف والإمكانيات لكن دون أن تستفيد هذه الفرق من هذه التحفة والمعلم الرياضي الذي تم وضع الحجر الأساسي للشروع فيه عام 2003 حيث امتدت فترة الأشغال فيه أربع سنوات كاملة ”2007”. الحراش يحافظ على القاعدة وفرقنا رفضت أوروبا بسبب الأزمات الاقتصادية ويبقى اتحاد الحراش الفريق الوحيد بدون شك الذي حافظ على قاعدته في التحضير بالجزائر حيث يعمد في كل مرة النادي العاصمي إلى التحضير في مركز عين تموشنت الذي لا يقل عن الإمكانات التي تتوفر مثلا في مراكز عين دراهم أو حمام بورقيبة في تونس أو في فاس أو مراكش بالمغرب الشقيق. ويبدو أن مركز عين تموشنت كان فأل خير على نتائج اتحاد الحراش في الرابطة المحترفة الأولى حيث تعود دائما على لعب الأدوار الأولى وحقق نتائج كبيرة لم تكن في مخيلة أغلب المتتبعين، وهذا ما يتناقض مع نتائج بعض الفرق التي ضمنت تحضيرات في المستوى خارج الوطن لكنها فشلت في تحقيق طموحات جماهيرها وأنصارها. على صعيد آخر على غير العادة لم تكن أوروبا هذه المرة الوجهة المفضلة لفرقنا لإقامة معسكراتها التحضيرية بعدما كانت في وقت سابق بولونيا وفرنسا وإسبانيا قطبا هاما لاستقبال فرقنا في مختلف مراكزها، لكن يبدو أن الأزمات الاقتصادية التي تمر بها هذه الأخيرة والأوضاع المالية جعلت مسؤولي النوادي الجزائرية يفضلون تغيير وجهتهم إلى المغرب وتونس أو حتى البقاء في الجزائر والذي يضمن عدم إنفاق أموال باهظة عما هو موجود في بلدان القارة العجوز.. لماذا المنتخبات الوطنية تستفيد من مركز سيدي موسى دون الفرق المحلية؟ وكان من المفروض على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم أن تمنح حصتها للفرق المحلية للاستفادة من مركز سيدي موسى لمنع زحف النوادي الجزائرية نحو الخارج لبرمجة تربصاتها ومعسكراتها، والتي لن تكون الغاية فيها سوى إهدار الأموال التي كان يتعين أن تستغل في الجزائر مثلما هو معمول به على مستوى المنتخبات الوطنية التي استفادت كثيرا من مشروع سيدي موسى، وبالخصوص المنتخب الأول الذي وجد في المركز التقني للفاف المكان المناسب لتحضير كامل رهاناته سواء العالمية أو القارية والنتائج في الأخير أثبتت أن التحضير في الجزائر لا يقل أبدا عن التحضير في الخارج، ليبقى السؤال المطروح لماذا لا تستفيد الفرق الجزائرية من هذا المعلم في الوقت الذي أنفقت الجزائر الملايير لإنجازه.