أكدت أمس الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة،دليلة بوجمعة،أن تغير لون البحر إلى الأخضر ووجود بقع صفراء ”ظاهرة طبيعة”،وفقا للتغيرات المناخية المفاجئة التي تعرفها مناطق الوسط،وأدت إلى نشأة عدة عوامل كيمياوية بما فيها ظهور نوعين من الأعشاب البحرية ”غير خطيرة”. وأردفت بوجمعة قائلة ل”الفجر” إن ”مختصي الوزارة بصدد دراسة نوعيتها،للتأكد من محدودية انعكاساتها التي تتجلى في تشكيلها راسب على سطح البحر يمنع من دخول الهواء”. واعتبرت مديرة المحافظة على التنوع البيولوجي والوسط الطبيعي والتغييرات المناخية،حميدي سميرة،سبب هذا التغير في اللون ظاهرة طبيعية محضة اقترنت بالحرارة الشديدة التي تشهدها العاصمة،والعديد من ولايات الوطن،والتي أدت بدورها إلى قلة الرياح التي جعلت الماء يعطي طبيعة مغايرة للون البحر. وأحدثت ظاهرة تغير لون البحر إلى الأخضر ووجود بقع صفراء ممتدة من تمنفوست حتى جنات ببومرداس إلى العاصمة وساحل تيبازة ضجة كبيرة،جعلت البواخر التي دخلت ميناء العاصمة تخطر بالوضع الذي وصفته ب”غير العادي”،بالنظر إلى عدم حدوث الظاهرة إلا نادرا. وأكد عدد من المختصين أنها ظاهرة طبيعية تحدث عند تغير الظروف المناخية فجأة أو عند وصول مواد مغذية لمياه البحر،فتصبح الظروف مناسبة للتكاثر غير العادي لهذه العوالق،حيث نادرا ما تكون هذه البقع سامة للإنسان والأسماك،وقد تسبب الشلل أو الإسهال،ولكن هذه المرة والحمد لله،العوالق المسؤولة عنها غير سامة،وهي من فصيلة ما يسمى بالفرنسية ”كوكوليتو فوريديه”،حسب المعاينة التي أجريت حول العوالق من طرف خبراء في مجال البحر وأكدوا خلالها عدم خطورة الوضع الذي سيعود إلى طبيعته مع عودة درجة الحرارة إلى طبيعتها الفصلية. وأكد عدد من المختصين أن الظاهرة عرفتها العديد من السواحل الجزائرية خلال سنة 2003،أي مباشرة بعد الزلزال الذي ضرب العاصمة وبومرداس،غير أنهم أكدوا أنه لا توجد أي علاقة بين الظاهريتين،على خلاف ما تداوله البعض في ولاية بومرداس الذين استيقظوا منذ يومين على وقع بقع صفراء أرجعها البعض إلى الشق الزلزالي نتيجة تصدعات زلزال ماي 2003،والذي أفرز كميات من مادة الكبريت بسبب الهزات الأرضية التي تشهدها البلاد. وأرجع مصدر البقعة الصفراء إلى مادة الكبريت المنبعثة من أعماق البحر،بسبب نشاط زلزالي في أعماق البحر،وهو ما جعل هذه المادة ذات اللون الأصفر تنبعث على طول الشريط الساحلي لولاية بومرداس ابتداء من الحدود الغربية للولاية التي تربطها بالعاصمة كالرغاية الشاطئ وعين طاية. وأشار الدكتور في علوم الأرض والفلك،لوط بوناطيرو،إلى أن الظاهرة التي شهدها البحر مرتبطة بدرجة الحرارة المرتفعة والتي عرفتها الجزائر في 2003،مبينا أنها ظاهرة تحدث عندما تكون للشمس نفحات،وهو ما حدث هذه المرة باعتبارها دورة نشاط شمسية جديدة حدثت بعد 12 سنة،وتصحب معها عدة مواد كيمياوية تتحكم فيها درجة الحرارة المرتفعة،وتؤدي إلى نشأة مكونات بحرية قد تكون نباتات،حيوانات،أو فيروسات من الواجب على المختصين في علوم البحر القيام بتحليلها للتأكد من عدم خطورتها على المواطن،والأمر نفسه بالنسبة لمادة الكبريت التي لا تعتبر شيئا جديدا وإنما تتواجد يوميا بالبحر،غير أن دورها قد يتغير وفقا لدرجة الحرارة،وبذلك فإن أي تغيير كيمائي يحدث بالبحر مرتبط أشد الارتباط بدرجات الحرارة المرتفعة.