تسعى جمعية أصدقاء ميلة لإعادة الاعتبار للمدينة الرومانية القديمة التي فقدت طابعها الأثري والتراثي بفعل الإهمال الذي طالها طيلة عقود من الزمن وحولها إلى وكر للآفات الاجتماعية، ومرتع للرذيلة وأفقدها مكانتها الحقيقية كمعلم من المعالم التاريخية التي تبقى شاهدة على حضارات عريقة تعاقبت على المنطقة. قد تمكنت الجمعية التي يرأسها الدكتور سقني، بالتنسيق مع مديرية الثقافة بميلة، من افتكاك تصنيف الموقع ضمن المواقع الأثرية الوطنية، تبعه وضع مخطط وبرامج تمتد على مدار السنة لإنقاذ الموقع من الضياع وإيقاف النزيف و حماية ما تبقى من قطع أثرية ناذرة بالمكان، أهمها العين الرومانية ”عين البلد” التي لاتزال تضخ مياها عذبة صافية إلى اليوم ودون أن تتأثر بالظروف المناخية ويد الإنسان. ومسجد سيدي غانم المعروف بمسجد أبو المهاجر دينار ثاني أقدم مسجد في إفريقيا بعد مسجد القيروان بتونس. كما دعا المشرفون على الجمعية إلى ضرورة حماية التراث والموقع الأثري بميلة حفاظا على الذاكرة الإنسانية وتحسيس المواطنين بالقيمة الحضارية للمنطقة واستغلال التراث و الأعمال التقليدية في الجانب السياحي. ويأمل رئيس الجمعية تدخل وزارة الثقافة من أجل التعجيل بمشروع لترميم الموقع وتهيئته ، قصد إعادة الاعتبار له، حيث لازال يعاني إلى غاية اليوم من تجاوزات لا تنتهي وغزو الاسمنت و ظواهر السرقة والنهب لقطع ناذرة و ثمينة، وحتى يحظى موقع ميلة الأثري بمزيد من العناية من قبل وزارة الثقافة يبقى الإهمال يهدم معالم حضارية ذات قيمة عالية. كما دعا إلى ضرورة حماية الموقع من غزو الاسمنت والسرقة والنهب والتخريب التي يتعرض لها.