تعد معالم ميلة القديمة الأثرية موضع اهتمام وتدقيق من قبل ما لا يقل عن 10 دراسات وبحوث جامعية حسبما أكده الأستاذ عبد العزيز سقني رئيس جمعية "أصدقاء ميلة القديمة". واعتبر رئيس الجمعية أن هذا الاهتمام بمعالم ميلة يدل على أهمية الجهود الجارية على صعيد تثمين الرصيد الحضاري المحلي عبر مزيد من الإلمام العلمي . وقد عقدت الجمعية الخميس الماضي اجتماعها العام السنوي قصد تقييم نشاطها الأدبي والمالي والمصادقة على برنامج عمل السنة الجارية . وقال عمار نوارة باحث ومسؤول أثري محلي أن من بين المحاور الجاري البحث فيها من قبل جامعيين السور البيزانطي و الكتابات اللاتينية وكذا التنظيم العمراني بميلة القديمة . وكانت جمعية "أصدقاء ميلة القديمة" خلال السنة الفارطة وراء فكرة عقد تعاون بين ولاية ميلة و معهد التاريخ بجامعة "منتوري" بقسنطينة تفتح بموجبه المعالم والمآثر التاريخية الواقعة بولاية ميلة أمام البحوث والدراسات الجامعية التي من شأنها إلقاء الضوء على حقبات ومعالم تاريخية هامة تكتنزها الجهة . وأبرز الاستاذ سقني من جهة أخرى أهمية اجتماع عقدته في هذا الإطار اللجنة الدائمة للتنسيق التي ينشطها الأمين العام للولاية بعضوية مختلف الأطراف المحلية المعنية إلى جانب جهات من جامعة قسنطينة. وتهتم الجهود المبذولة حاليا بميلة على صعيد المحافظة على مآثر ميلة القديمة بتسريع إنجاز الشطر الأول من المخطط الدائم للحفظ برعاية وزارة الثقافة ما سيسمح لاحقا بإبراز الأولويات المطروحة على صعيد ترميم وإعادة تأهيل البنايات التي يوجد بعضها في حالة متردية . وكانت ميلة القديمة قد أعلنت في ديسمبر 2007 قطاعا محفوظا إثر اجتماع عقدته اللجنة المختصة بوزارة الثقافة . وتم مؤخرا كما أفاد رئيس جمعية "أصدقاء ميلة القديمة" تحديد المسار السياحي للمدينة العتيقة المفتوح أمام الزوار والذي يضم كما قال معالم "باب البلد العين الرومانية الممر الراجل ذو المربعات القديمة الحوانيت المركز ومسجد سيدي غانم الأثري. ويوشك المعلم الأخير على انطلاق عملية ترميم تحفظ له بعضا من قيمته التاريخية بوصفها أقدم مسجد في الجزائر (سنة 59 للهجرة) حسب مؤرخين. وتعتزم جمعية "أصدقاء ميلة القديمة" التي تأسست سنة 2006 تنظيم ملتقاها السنوي في ماي المقبل بمناسبة شهر التراث حيث ستقدم محاور من الدراسات الجديدة الجارية إضافة إلى إحياء "يوم أحباب ميلة القديمة" في الصائفة المقبلة كما تتهيأ لإطلاق موقع "واب"على شبكة الإنترنيت قصد التعريف بالثراء التاريخي والحضاري لولاية ميلة . يذكر أن مختصين من الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية يقومون حاليا بإجراء جرد للمآثر والمعالم التاريخية بهذه الولاية .