يشتكي سكان قرية عين دالية ببلدية زيغود يوسف بقسنطينة من عدة مشاكل عكرت صفو حياتهم بعد ان حولت يومياتهم إلى جحيم لا يطاق بسبب افتقار منطقتهم النائية ذات الطابع الفلاحي لأبسط ضرورات العيش الكريم، على الرغم من شكواهم الدائمة من أجل رفع الغبن عنهم. السكان وفي معرض حديثهم مع ”الفجر” أكدوا بأنهم يعيشون وسط مأساة يومية، جراء غياب الغاز الطبيعي عن منازلهم منذ سنوات ما يدفعهم للبحث عن قارورات غاز البوتان خارج المشتة التي تبعد بحوالي 7 كيلومترات عن مقر البلدية فبدءا من رحلة البحث المضنية وصولا إلى صعوبة المسالك المؤدية إلى داخل وخارج المشتة، سيما خلال تردي أوضاع الطقس شتاءا أين تزيد حدة معاناة الأهالي الذين عبروا عن غضبهم جراء استمرار معاناتهم من دون أن تلوح في الأفق أي بوادر التغيير التي تضع حدا لتردي أوضاعهم الاجتماعية انطلاقا من ندرة قارورات غاز البوتان في فصل الشتاء إلى انعدام وسائل النقل الحضري ما جعلهم يقبعون وسط عزلة خانقة، سيما وأن حالة الطريق المؤدية للقرية تعرف تدهورا كبيرا بسبب حركة الجرارات الكثيفة بها، السبب الرئيسي الذي جعل الخواص يعزفون عن النشاط عبر هذا الخط، فسكان هذه المنطقة يلجئون دوما إلى سيارات الفرود أو الجرارات الزراعية وغالبا الانتقال إلى مركز البلدية مشيا على الإقدام ما جعلهم يتجرعون مرارة هذه العزلة المفروضة عليهم منذ الثمانينات. وما زاد الطين بلة حسب إفادات السكان، ما تشهده القرية من انقطاعات متكررة للتيار الكهربائي ما جعلهم يغرقون وسط الظلام الدامس بين الفينة والأخرى وهي الوضعية التي تزداد تفاقما خلال فصل الشتاء بسبب كثرة استغلال المدفئات الكهربائية لمقاومة برودة الجو الشديدة، فالمتمعن في الأجواء العامة التي تحيط بسكان قرية عين دالية يلمح منذ الوهلة الأولى حجم التخلف والتهميش الذي يحياه الأهالي دون أن يكون لهم نصيب في التنمية الريفية التي لطالما سعت الدولة لتعزيزها داخل هذا الحيز لدعم وتحفيز السكان على التشبث والاستقرار بالمناطق الريفية غير أن الواقع المرير الذي يتخبط فيه سكان هذه المد اشر الصغيرة يكشف مدى تهاون الجهات المسؤولة في تعجيل التطبيق الفعلي لهذه السياسة التي من شانها تخليص قاطنيها من ويلات هذه الحياة بدائية التي لا تختلف ملامحها عن عهد ما قبل الاستقلال. سكان عين دالية يطالبون الجهات الوصية ضرورة أخذ مطالبهم التي تم رفعها مرارا وتكرارا بكل عناية واهتمام من أجل تخليصهم من طوق المعاناة التي تحيط بحياتهم من كل جذب وصوب، مطالبين بضرورة مراعاة حقهم المشروع في الاستفادة من كافة الخدمات الاجتماعية التي تكفل لهم الحياة الكريمة التي تتناسب ومحيطهم الريفي.