لا تتوانى واشنطن عن البحث عن المزيد من التأييد لخطتها العسكرية التي باتت أقرب إلى التجسيد بعد موافقة أحد عشر دولة بعد قمة العشرين على مخططها الخاص بتوجيه ضربة تأديبية لنظام بشار الأسد على خلفية الهجوم المفترض لقواته بالسلاح الكيماوي على غوطة دمشق، وتجنّد وزير الخارجية الأمريكية جون كيري رفقة نظيره الفرنسي لوران فابيوس للترويج لمساعي واشنطن الرامية حسبه إلى ردع الأسد عن استخدام الأسلحة المحظورة مستقبلا. تحجج جون كيري وزير الخارجية الأميركي من فرنسا في الحملة التي يقودها لحشد المزيد من الدعم والرد على الهجوم الكيماوي بأن عدول بلاده عن تأديب النظام السوري في الوقت الراهن سيدفع إلى تمادي هذا الأخير وتأزيم الوضع أكثر فأكثر، ولم يخرج نظيره الفرنسي عن حدود الخطاب الذي تبنته الإدارة الأمريكية منذ الإعلان عن خطة التدخل العسكري في سوريا، حيث شدّد فابيوس على ضرورة الرد الحازم على نظام الأسد جزاء ما ارتكبه من مجزرة بتاريخ الواحد والعشرين أوت الماضي. ورفع الوزيران سقف لهجتهما المهددة والمنددة باستخدام السلاح الكيماوي ضد المدنيين مذكرين بأن بشار الأسد تجاوز الخط الأحمر في تعامله مع الأزمة التي تعيشها البلاد منذ أزيد من عامين، كما جدد الوزير الفرنسي مساندة بلاده المطلقة لواشنطن خاصة بعد كسب التأييد السياسي من الإتحاد الأوروبي والدول العربية على حد قوله، وفي انتظار تصويت الكونغرس الأمريكي يبدو المحللون هنا متشائمين حيال فرص التصويت بنعم، توقع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند تصويت البرلمان الفرنسي على دعم المشروع العسكري الأمريكي في سوريا، بالتزامن مع تسليم تقرير مفتشي الأممالمتحدة حول استخدام السلاح الكيميائي مع نهاية الأسبوع. على صعيد أخر أفادت صحيفة ”لوس انجليس تايمز” أمس أن وزارة الدفاع الأمريكية ”البنتاغون” تحضر ضربات أقوى ولفترة زمنية أطول مما كان مقررا أساسا ضد سوريا ويرتقب أن تستمر لثلاثة أيام. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم أن المخطِطين للحرب يسعون حاليا لإطلاق ضربات صاروخية كثيفة تتبعها هجمات إضافية على أهداف قد تكون أخطأتها أو لا تزال قائمة بعد الضربة الأولى، وقال مسؤولان عسكريان للصحيفة أن البيت الأبيض طلب لائحة موسعة للأهداف المرتقبة كي تشمل العديد من المواقع الإضافية مقارنة مع اللائحة الأساسية التي كانت تضم حوالي 50 هدفا، مشيرة إلى أن الخطوة الأمريكية هدفها القيام بقصف إضافي لتكبيد قوات الرئيس السوري بشار الأسد المزيد من الأضرار، وأضافت أن مخططو البنتاغون يدرسون حاليا استخدام قاذفات سلاح الجو وخمس مدمرات صواريخ أمريكية تقوم بدوريات في شرق المتوسط لإطلاق صواريخ كروز وصواريخ جو أرض من خارج مرمى الدفاعات الجوية السورية بحسب تقرير الصحيفة.