بدت نفيسة لحرش، رئيسة جمعية المرأة في اتصال، متحفظة تجاه النتائج التي أفضت إليها الدراسة الصادرة عن مركز الإعلام والتوثيق حول حقوق الطفل والمرأة، معتبرة أنها النتائج تخضع للعينة والمكان الذي شملته الدراسة. ولا يمكن بحال من الأحوال تعميمها على كامل المجتمع الجزائري لأننا في الجزائر، تقول نفيسة لحرش، مازلنا نفتقر إلى مؤسسات ومراكز بحث محترفة يمكن الوثوق في نتائجها. نفسية لحرش لا تعتبر النتائج التي توصلت إليها الدراسة تراجعا في مستوى تفكير الجزائريين، بقدر ما هي تعبير عن مرحلة يعيشها المجتمع الجزائري ليس لوحده فقط، لكن يتقاسمها مع الكثير من المجتمعات العربية والإسلامية، حيث يسود التطرف مع تصاعد الحركات المتطرفة وانتشار الأفكار التي تشجع التراجع إلى الخلف. نفيسة لحرش لم تغفل في تحليلها وقراءتها لنتائج الدراسة جملة من المتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية أهمها الثقافة القادمة عبر الفضائيات والفتاوى المستوردة من الخارج، وهذا ما شجع - حسبها - الانغلاق والرجوع إلى الخلف خاصة وأن التربية الدينية المنتهجة في الشارع الجزائري اليوم لا تقوم على ثقافة التنوير، لكنها تدعو إلى التراجع عن قيم التعددية والانفتاح، فحتى النساء اليوم تقول نفيسة لحرش بتن مقتنعات أن الإسلام يشجع النساء على عدم الإعلان على طموحاتهن وهذا يعود طبعا إلى ترويج الفتاوى التي تنسب إلى الإسلام أو بالأحرى هي حصيلة الفهم القاصر للإسلام ، إضافة إلى ذلك تؤكد رئيسة جمعية المرأة في اتصال أن هناك منظومة اجتماعية لا تساعد النساء على المضي قدم في ثقافة التحرر والصعود المهني، فالعنف اللفظي والمادي الذي يصادف النساء يوميا في الشوارع، تقول لحرش، إنه عائق في وجه النساء عن أي تقدم وإقدام وغياب قانون يجرم التحرش الجنسي ضد النساء مع انتشار الظاهرة على نطاق واسع، يشجع النساء على العودة إلى البيت، مع العلم أن ليس كل النساء لديهن شجاعة المواجهة وفضح الممارسات التي تعترض درب السيدات في مسارهن المهني.