أكدت وزيرة الثقافة خليدة تومي أهمية موضوع ''تمثلات الجسد في التراث الثقافي العربي''، باعتباره موضوعا يصب في اتجاه تصحيح صورة المرأة في مختلف مجالات الإبداع العربية، سيما تلك الكتابات التي تتناول المرأة بوجه سطحي والبعيدة كل البعد عن الواقع التاريخي الذي يحمل بين طياته الكثير من النماذج الحية عن تمثلات نساء فاعلات في مجتمعاتهن. شددت تومي خلال إشرافها صباح أمس على افتتاح الدورة الثانية من فعاليات ملتقى''المرأة والكتابات النسائية'' الذي تنظمه جمعية المرأة في اتصال برئاسة المناضلة والشاعرة والإعلامية نفيسة لحرش على ضرورة مساندة مسار المرأة النضالي في اتجاه مطالبتها بالمساواة في كل مجالات الحياة بما فيها المشاركة السياسية والنشاط الاجتماعي. وذكرت الوزيرة بالمناسبة بأحداث 8 ماي 1945 والتي ساوت فيها فرنسا الدموية التي ترفع شعار حقوق الإنسان بين الرجل والمرأة في جرائمها ومجازرها وساوت بينهما في الموت. وتساءلت المسؤولة الأولى عن القطاع في ذات السياق عن عدم المساواة بين الرجل والمرأة اليوم في الحياة بداية من نفض الغبار عن الكثير من نماذج نساء صنعن أمجاد الماضي، على غرار شخصية ''سكينة البارزة'' والتي كانت واحدة من رائدات الفكر العربي ومؤسسة أول نادي ثقافي عربي. من جهتها أوضحت راعية الملتقى نفيسة لحرش بأن اختيارها لموضوع الملتقى لم يأت عبثا ولا من أجل التباهي بمناقشة موضوع جديد لم يسبق التطرق إليه، وإنما الغرض من ذلك تقول لحرش مناقشة الممنوع لما قد يحمله موضوع ''تمثلات الجسد في الموروث الثقافي العربي'' من حساسية، ''وهو اختبار نابع من أهمية الموضوع، وضرورة تغيير صورة الجسد التي حصرتها الإبداعات العربية في زاوية ضيقة لا تصف المرأة بأي شكل من الأشكال''. وفي موضوع الملتقى وحسب التقليد السنوي المعمول به في هذه التظاهرة تم أمس تكريم عدد من النساء اللواتي تركن بصماتهن في الثقافة الجزائرية وتاريخها، يتعلق الأمر بالمجاهدة والمناضلة زهرة ظريف بيطاط، والأستاذة فتيحة أحمد بوروينة والباحثة نعيمة بنت محمد العقرب والباحثة فاطمة الزهراء ساعي.