حتى أمس، كنت أشك في صحة ما يسمى بنكاح الجهاد، واعتقدت أنه مجرد بروباغاندا سخيفة، لا أكثر، ولم أصدق أبدا أن هناك أناسا عقلاء، يرسلون ببناتهم إلى الحروب، لإشباع غرائز المجرمين، بل ويستعملن كطعم لجلب المزيد من المجرمين. أما أن يقولها وزير داخلية تونس النهضاوي الذي شجعت حركته على نقل بنات وأبناء تونس إلى سوريا للمشاركة في الجريمة على هذا البلد، فلم يعد في الأمر من شك. فهل من الإسلام أن تهان البنات بهذه الصورة، ويتداول عليهن المئات، ويتعرضن لكل أخطار الأمراض الجنسية، والحمل غير الشرعي مجهول النسب؟! هل من الإسلام أن تجاهد البنات بشرفهن؟ بل أي دين هذا الذي يقاتلون من أجله لفرضه على الكون؟ أي دين هذا الذي يجعل من المرأة مجرد وسيلة شهوة، يتداول عليها العشرات دون خجل ولا احترام لمكانتها التي منحها إياها الإسلام؟ ألم يقولوا إن الإسلام حرر المرأة؟ فأي حرية هذه التي تسوقهن إلى اقتراف الزنا باسم الجهاد؟ كل يوم يتأكد أن الجماعات الإرهابية مهما كانت التسمية التي تحملها لا تمت إلى الدين، أي دين، بصلة. فليس من الدين أن يقتل الأطفال ليحموا من الحكام الطواغيت، وليس من الدين في شيء أن تقتل النساء وتبقر البطون، وتذبح أسر بكاملها من دون جريمة ظاهرة؟ ويقولون “الشرف العربي”، يكفنون البنات في الجلابيب، لكن يبررون لأنفسهم أبشع جرائم الشرف باسم الجهاد. وهل المجاهد، إن كان هناك حقا ما يستحق الجهاد، في حاجة إلى تلبية رغباته الجنسية، أم أن الأمر لا يعدو أن يكون طعما لإغراء الشباب بالانخراط في صفوف الإرهابيين؟ ماذا سيكون مصير المئات من التونسيات والمصريات وفتيات من جنسيات أخرى أرسلن لممارسة الفعل الفاحش باسم الجهاد؟ ألم يمارس نكاح الجهاد أمام منصة رابعة العدوية الشهر الفارط واعترفت نساء منقبات ومحجبات بممارسته؟ وماذا سيكون مصير الأطفال الذين سيولدون من هذه الممارسات؟ لن يجيبنا العرب المهووسون بالشرف، وصفاء النسب، والعفة وغيرها من عبارات النفاق. فقد أحل آل سعود ما حرّمه اللّه، ولم يهينوا البنات اللواتي ضحين بهن في هذه الحرب القذرة، بل أهانوا الإسلام الذي يدّعون أنهم يحرسون بقاعه المقدسة ويعملون على إعلاء كلمته. أمن أجل هذا الإسلام، الذي يهين المرأة بهذه الصورة، تحارب الصوفية، ويكفر المسلمون من المذاهب الأخرى؟ ويلومون الغرب عندما يحتقر الإسلام والمسلمين، وهم بهذه التصرفات جنوا على الدين وعلى المسلمين!؟