بينما لم يضع الجدل حول فتوى جهاد النكاح في سوريا أوزاره، تناقلت أمس وكالات أنباء ووسائط إعلامية، فتوى جديدة منسوبة لعالم الدين السعودي الشهير، محمد العريفي، حول نكاح الجهاد، موجهة هذه المرة إلى العراقيات لمؤازرة من أسماهم "المجاهدين المرابطين" في ساحات الاعتصام في العراق عن طريق زواج المناكحة. ونقلت "القدس العربي"، أمس الأربعاء، عن وكالة الأنباء الألمانية، أن الداعية السلفي، محمد العريفي، قال عبر حسابه الشخصي على (تويتر)، "على الأخوات المجاهدات في عراقنا المغتصب من قبل المجوس الصفويين (الشيعة) التوجه إلى ساحات الاعتصام للجهاد ومؤازرة المجاهدين المرابطين عن طريق زواج المناكحة، حيث أن هذا النوع من الجهاد جائز شرعا". وتأتي هذه الفتوى، المنسوبة إلى العريفي، الذي لم يرد عليها إلى حد الآن، تزامنا مع "توتر فقهي" بين علماء المسلمين حول مطلب التقارب من الشيعة، وضرورة منعه في مصر، مثلما أفتى بذلك الشيخ يوسف القرضاوي، على سبيل المثال، وتزامنا مع اعتصامات وتظاهرات في محافظات رئيسية منذ عدة أشهر، منها الأنبار ونينوى وصلاح الدين، احتجاجا على بعض الإجراءات والقوانين الحكومية، ما دفع بالكثير من المهتمين إلى التحذير من تقسيم حقيقي للعراق. ونسبت إلى العريفي، فتوى "جهاد النكاح" في سوريا، تنص على إجازة أن يقوم المقاتلون ضد النظام السوري من غير المتزوجين أو من المتزوجين الذين لا يمكنهم ملاقاة زوجاتهم بإبرام عقود نكاح شرعية مع بنات أو مطلقات لمدد قصيرة لا تتجاوز الساعة أحيانا، يتم بعدها الطلاق وذلك لإعطاء الفرصة الى مقاتل آخر بالمناكحة. وأباحت تغريدة منسوبة للشيخ العريفي، تداولها البعض، زواج المناكحة التي تقوم به المسلمة المحتشمة البالغة 14 عاما فما فوق مع المجاهدين في سوريا. ويذكر أن الأمر يتلخص في أن تقدم الفتيات أنفسهن للمسلحين ليمارسوا معهن الجنس على سبيل الترفيه عن المجاهدين. وفور الإعلان عن هذه الفتوى، المغلوطة، نقلت وسائل إعلام تونسية أن 13 فتاة تونسية ذهبن إلى سوريا للترفيه عن المقاتلين ضد النظام عبر جهاد المناكحة، حيث أبلغت عائلات تونسية عن اختفاء بناتها المراهقات وسط ترجيحات بسفرهن إلى سوريا من أجل "جهاد النكاح"، أي التطوع لإشباع الحاجات الجنسية لرجال يقاتلون القوات النظامية في سوريا. والأخطر في الأمر، هو ما تناقلته وسائل الأعلام عن تنقل رجل مع أخته إلى سوريا، وآخر طلق زوجته لتقديمهما إلى المقاتلين، كما أن جهاد المناكحة يتيح للمقاتلين أن يجلبوا زوجاتهم ليمارسن جهاد المناكحة مع آخرين لفترة، ثم يرجعن إلى أزواجهن. من جهتها، أعلنت وزارة المرأة والأسرة في 27 فيفري 2012 عن "تسجيل عديد حالات اختفاء الأطفال المراهقين" إثر "ظهور شبكات متخصصة تستهدف الشباب والأطفال من الجنسين لتجنيدهم عبر ممارسة التجييش الفكري والعقائدي"، ودعت التونسيين إلى "تكثيف الإحاطة بأبنائهم وتوعيتهم بخطورة الانجرار وراء هذه الدعوات التي تستغل عوامل انعدام الفكر النقدي ونقص الثقافة الدينية لديهم من أجل زرع أفكار التعصب والكراهية وإرسالهم إلى بلدان تعيش صراعات داخلية بدعوى الجهاد". وقد نفى الداعية السعودي، محمد العريفي، عضو رابطة علماء المسلمين، في خطبه المسجدية وتغريداته على تويتر، أن يكون مصدر فتوى جهاد النكاح، وقال "زعموا أني أفتيت لفتيات سوريا أن تتزوج المجاهدين 4 ساعات لكل واحد!! يعني فاحشة وزنا!!"، وأضاف "إن الفتوى التي نشرت حول جهاد الناكحة، يعني أن تمر الفتاة على عدد من المجاهدين ويواقعونها كما يواقع الرجل امرأته، وهذا نوع من الفاحشة". وأكد أنه "كلام باطل لا يقوله عاقل". وقال العريفي، في اتصال مباشر مع إحدى الفضائيات واجهته بعرض نص الفتوى، "الزواج له شروط وأحكام شرعية، وعدة"، وأضاف "أن البعض نسب إلي فتوى تجيز إتيان الرجال.. كذبت الفتوى 10 مرات، ولي 4.5 مليون مشترك في توتير.. إن المقاتلين المجاهدين منشغلون بأمور أهم من المرأة، فقد تركوا الدنيا كلها"، وتابع "إن الفتوى وردت في 280 حرف، وقانون التغريدات يمنع تجاوز 140 حرفا".