وجهت تنسيقية نقابات التربية طلبا مستعجلا إلى وزير التربية، عبد اللطيف بابا أحمد، لإرسال لجنة تحقيق بشكل عاجل إلى ولاية الجلفة، بسبب الفوضى التي يعرفها القطاع بالمنطقة الناتج عن ”سوء التسيير”، وفق تحقيق مصغر صادر عن التنسيقية التي نقلت معاناة المتمدرسين بالولاية الذين أضحوا يجلسون على الحديد في الأقسام، وأساتذة يقطعون 300 كلم للوصول إلى مدارسهم، ناهيك عن عدم تسوية الوضعية المالية ل909 أستاذ لم يتلقوا أجورهم منذ 2010. وفي اجتماع ضم مختلف نقابات التربية لولاية الجلفة، استهجن المجتمعون عدم جدية الوزارة في التعامل مع ملف ”التجاوزات” التي تعرفها مديرية التربية بالجلفة، وتماطلها في إرسال لجنة تحقيق رغم مرور عام بأكمله على التقارير التي أرسلت إليها. يأتي هذا في ظل تراكم المشاكل بالجلفة وفق ما سجله تحقيق لتنسيقية النقابات التي نقلت وجود 209 أستاذ يعملون في جميع الأطوار بدون تسوية مالية وإدارية، نتيجة ”جهل المدير الحالي بالقوانين وإقدامه على تعيينهم في مناصب غير قاعدية أعلى من رتبهم أصلا مخصصة للترقية، أستاذ رئيسي ومكون، وهذا بالرغم من مشاركتهم في مسابقات على رتب قاعدية تطبيقا للمرسوم 12/ 240، وللعلم فلحد الساعة لم تمنح له الوصاية بسبب الخطأ التقني الجسيم ولا حتى مديرية الميزانية ترخيصا بالتسوية. أما وعوده للمتضررين فلم تخرج عن دائرة التسويف والمماطلة”. ولا تزال قضية أكثر من 700 مستخلف تم تشغيلهم من 2010 إلى 2013 ”غامضة ودون تسوية مالية، ورغم وضوح التعليمات الخاصة بالاستخلاف، ومع ذلك المدير الحالي يطلب من المفتشين اللجوء للاستخلاف دون سند قانوني ولا يهمه مصير المستخلفين ماليا، ناهيك عن أن أكثر من 800 منصب لا تزال شاغرة بعد ثلاثة أسابيع من الدخول المدرسي بمختلف الأطوار”، الأمر الذي سيترتب عليه تأخر في الدروس، وهو ما وقفت عليه لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، يضيف التحقيق الذي أشار إلى ”الفوضى” في تعيينات الموظفين وخاصة الجدد منهم، فخلال منتصف السنة الماضية تم تعيين أساتذة في مناطق جبلية ونائية معزولة جدا تبعد عن مقر إقامتهن بأزيد من 300 كم، رغم وجود إمكانية تقريبهم من مكان سكناهم ما انجر عنه عدم الاستقرار واستمرار الغيابات المتكررة التي أثرت على السير الحسن للعملية التربوية. وأكد التحقيق الذي تسلمت ”الفجر” نسخة منه، أنه رغم شساعة الولاية وكبرها وتفشي الفقر والعوز بشكل كبير، لا تزال بعض مطاعم الجلفة استثناء مغلقة إلى إشعار لاحق، أما المبرمجة منها فهي حبيسة أدراج الإدارة، فأكثر من 400 تلميذ بمتوسطة قرية المعلبة النائية لا تتوفر على مطعم مدرسي رغم أن أطفالها يقطعون عشرات الكيلومترات، علاوة على استمرار نقص التجهيز رغم ما ترصده الدولة من أغلفة مالية لذلك، فحسب شهادة بعض أعضاء لجنة التربية بالمجلس الشعبي الولائي، فإن ”عددا كبيرا من تلاميذ عين وسارة يجلسون على الحديد”، في ظل ارتفاع نسب التسرب المدرسي مقارنة بالولايات الأخرى.