أعلنت مصالح الصحة الطوارئ في جميع مراكزها الإستشفائية، عقب تسجيل إصابة عشرات الأطفال بأمراض موسمية تخص الإسهال الحاد وأمراض العيون، بسبب أسراب من ذباب الخريف الذي يجتاح هذه الأيام ولاية الوادي بشكل كثيف للغاية لم يحدث في سنوات ماضية، حيث يتكاثر يوميا بشكل ملفت للانتباه. حسب مصالح الصحة في الوادي فإن وحداتها في مختلف بلديات الولاية تسجل يوميا مئات الإصابات بالإسهال وأمراض العيون خاصة عند الأطفال، جراء الانتشار الرهيب لجيوش الذباب، التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على حياة السكان. وأكدت مصالح الصحة أنه مع حلول فصل الخريف الذي يشهد تكاثرا وانتشارا رهيبا لحشرة الذباب تحصي المصالح المعنية يوميا إصابة الأطفال بالإسهال والحساسية وحتى أمراض العيون، جراء الأوساخ والجراثيم التي تنقلها هذه الحشرة للأطعمة ومنها إلى أجسام الأطفال وعيونهم. وحذرت الجهات ذاتها بالوادي من ظاهرة غزو جيوش الذباب لجميع الأماكن بما فيها المنازل، خاصة المطبخ المرتبط بصحة الإنسان، حيث شددت على ضرورة الحفظ الجيد للأطعمة خشية أن يحط الذباب عليها وبالتالي نقل الجراثيم والأوساخ، خاصة أن هذه الجيوش من الذباب تنقلت للمنطقة مع شاحنات نقل المواد العضوية المستعملة في القطاع الفلاحي. وتشهد مختلف مناطق الولاية هذه الأيام تفشيا رهيبا للذباب أدى إلى تذمر المواطنين، لاسيما أصحاب المقاهي والمحلات التجارية الذين أعربوا عن قلقهم الشديد حيال تفاقم هذه الظاهرة طوال فترة النهار والليل، وذكروا أن هذه الحشرة انتشرت بشكل كثيف وبصورة مضايقة للغاية، ما يتطلب تدخل الجهات المعنية. وأفاد عدد من المواطنين أن الأحياء والشوارع والساحات العامة وكذا المنازل والمحلات والمؤسسات صارت جميعها تعج بالملايين من الذباب، مرجعين ذلك لعدة أسباب منها حلول فصل الخريف وانطلاق موسم جني التمور، أين تتخذ هذه الحشرة من رحيق التمر أكلا وطعاما لها، إلى جانب تراكم وتكدس أكوام الأسمدة الفلاحية المتكونة من فضلات الدواجن قرب النسيج العمراني، وهي التي يقتنيها الفلاحون للزرع، خاصة أن الخريف يعد موسما للحرث والبذر، إضافة إلى مرور مئات الشاحنات المحملة بهذه الأسمدة داخل الشوارع والأحياء الأهلة بالسكان. ويتخوف السكان من تفاقم الوضعية وتأثيرها سلبا على صحة أبنائهم، خاصة الرضع الذين تكون مناعة أجسامهم غير قادرة على التصدي لمختلف الأمراض المتنقلة عبر الذباب، خاصة أنهم استخدموا جميع أنواع المبيدات ولكن دون فائدة حسبهم، مطالبين الجهات المعنية التدخل وإيجاد حل لمحاربة ظاهرة غزو الذباب. وطالب السكان الجهات المسؤولة ضرورة إنجاز دراسة معمقة حول هذه الظاهرة، بقصد إيجاد حلول تقنية وتكنولوجية لظاهرة الذباب المنتشر بكثرة في المنطقة عن طريق انتهاج آلية مكافحة فاعلة وناجعة.