طالبت النقابة الجزائرية لشبه الطبي، إعادة النظر في المناصب المالية، وفي التعداد البشري الخاص بالممرضين بسبب النقص في عددهم، لاسيما وأن 40 بالمائة منهم بلغوا سن التقاعد و5 آلاف منهم سيحالون عليه كذلك، الأمر الذي سيتسبب في عجز كبير في المناصب النشيطة مقارنة بالذين سيخضعون للتكوين عبر 24 مدرسة عليا لشبه الطبي، موزعة على المستوى الوطني. وانتقدت النقابة وبشدة النقص المسجل في عدد الممرضين مع النقص الكبير في عدد الطلبة الذين سيخضعون للتكوين عبر 24 مدرسة عليا لشبه الطبي والتي لم تنطلق العملية بها بعد، حيث بقي قرار بداية التربص في هذه الهياكل وعلى مدار 3 سنوات كاملة مجرد تصريحات فقط، ومعلقا إلى إشعار آخر. وقال رئيس النقابة الجزائرية لشبه الطبي، الوناس غاشي، أمس في تصريح ل”الفجر”، إن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وعلى مدار السنوات السابقة لم تقم بدراسة إحصائية أو دراسة توقعات بشأن المناصب المالية للممرضين من أجل حصر وضبط التعداد البشري، خصوصا الذين لم يبق لهم إلا سنوات قليلة ويحالون على التقاعد، وذلك من أجل استخلاف غيرهم في مناصبهم التي سيتركونها فارغة أمام انعدام التكوين في مدارس شبه الطبي العليا، بعدما كانت معاهد فقط، وذلك بفعل المراسيم الأخيرة التي أصدرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات حيث صارت هناك 24 مدرسة عليا لشبه الطبي، لكن حتى الآن وبالرغم من وعود وتطمينات مسؤولي الوصاية والقائمين على التكوين لكن دون جدوى. وكشف المتحدث أن 40 بالمائة من موظفي شبه الطبي قد بلغوا سن التقاعد ما يعني أنهم يحضرون لترك مناصبهم، معلنا أن ”هذه النسبة تعادل قرابة 5 آلاف ممرض سيتركون ميدان التمريض دون إيجاد خليفة لهم لشغل مناصبهم إذا علمنا أن المدارس العليا لشبه الطبي لم تشرع بعد في عملية التكوين”، مبرزا بمثال أنه في العاصمة تقرر تكوين 100 طالب متربص فقط، وفي المدارس الأخرى الموزعة عبر التراب الوطني حصر عدد المتربصين بين 30 و40 طالبا جديدا، لكن حتى الآن لم تنطلق التربصات، وتساءل مسؤول النقابة هنا ”هل يعقل بهذا العدد تعويض المحالين على التقاعد”. وطالب المتحدث ذاته وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بضرورة القيام بدراسة إحصائية ودراسة توقعات من أجل حصر عدد المناصب المالية للذين سيلتحقون لأول مرة بالمهنة، وذلك من أجل استخلاف القدامى من ذوي الخبرة الذين سيحالون على التقاعد دون ترك تلك المناصب دون يد عاملة.