انتشرت في السنوات الأخيرة مراكز التجميل التي استقطبت النساء وحتى الرجال، الأمر يتعلق الاعتناء بالمظهر الخارجي والظهور ب”لوك” جديد. إلا أن الأخصائيون في هذا المجال يؤكدون أن طب التجميل في الجزائر لايزال يعاني من غموض، خاصة أن البعض لايزال متخوفا من الأعراض الثانوية الناتجة عن عمليات التجميل على اختلاف أنواعها. يبرز بعض أخصائيون في هذا المجال أنّ عدد الطلبات على الجراحة التقويمية أوالإصلاحية في اطراد مستمر، ومصدره رجال ونساء، مع حضور قوي للجنس اللطيف بنسبة 90 بالمائة رغم ما يُثار من محاذير من هذه العمليات. لم يستطع الجزائريون استيعاب فكرة تغيير مظهرهم عن طريق عمليات التجميل.. فإلى زمن غير بعيد كان الطب والجراحة التجميلية ضربا من ”الطابوهات” لديهم، إلا أنه سرعان ما تغيرت النظرية وأصبح المواطن الجزائري - خاصة الجنس اللطيف - يفكر بجدية في طريقة لإزالة ما خلفه الزمن من آثار على الوجه والجسم كافة. وانتشر الحديث في الآونة الأخيرة عن الجراحة التجميلية التي انتعشت في الجزائر بصورة ملفتة للنظر من خلال ظهور عيادات خاصة مختصة في هذا النوع من الجراحة. وقد يرجع انتشار هذه الظاهرة إلى الفضائيات وانتشار القنوات التلفزيونية الخاصة منها التي تهتم بمظهر النساء من تنحيف وتغيير شكل الأنف ونفخ الشفاه، وغيرها من العمليات التي أصبحت تجعل نساء يلهثن بحثا عن كل جديد فيها، ومنها أيضا عملية ”البوتكس” التي تعمل على التخفيف من التجاعيد والظهور بشكل مشرق للوجه. وتتراوح أسعار هذه العملية بين 500 دج إلى أكثر من 20 ألف دج حسب كل مركز. وإلى وقت قريب ظلت صفة الهوس بالجمال والبحث عنه ملتصقة بالمرأة، إلا أن الجنس الخشن هو الآخر أصبح لا يفوت هذه الفرصة، شأنه شأن الجنس اللطيف.. والدليل على ذلك زيادة عدد الرجال الذين يترددون على عيادات التجميل. وإن اختلفت الطرق والوسائل بين الرجل والمرأة إلا أنها تجتمع في سبب واحد هو البحث عن الجمال ومحاولة إخفاء آثار الزمن.. وإن كانت المبالغ باهظة والنتيجة غير مضمونة. الآن أصبحت الجراحة التزيينية في الجزائر تحظى بمكانة خاصة، حيث يُقبل عليها عموم المصابين بتشوهات خَلقية أو إصابات جراء حوادث سير أوحروق، أما النساء فتجدهن يبحثن عن القوام الرشيق والخفة فيلجأن إلى عمليات تقويمية لأجسادهنّ. ويرى بعض الأخصائيين في الطب التجميلي أنّ التقدم الذي تشهده الجراحة الإصلاحية يحفز الزبائن، خصوصا مع توفر الجزائر على أحدث الوسائل الطبية والتقنيات، ما أقنع الكثيرين بالتوقف عن الترحال إلى فرنسا وتونس لأجل التجميل.. عمليات التجميل تختلف والهدف واحد.. المشكل ”الأعظم” الذي تقع فيه كثير من الجزائريات هو زيادة الوزن وبروز البطن ما يوحي لهن شكل غير متناسق.. إلى أن أصبحن يصفن جسمهن بشكل ”التضاريس”. وما يحفز الكثيرات هو ما يشاهدنه من ممثلات في المسلسلات التركية.. ما يوحي للكثيرات أنهن ”خارج نطاق الجمال”، ولهذا تختلف عمليات التجميل عند الكثيرات فمنها من تبحث عن شفط الدهون و إزالة التجاعيد، خاصة من الرقبة والوجه وشد البطن وتجميل الأنف وإبراز الشفاه. تجولنا في أحياء العاصمة وحاولنا الدخول الى بعض مراكز التجميل بسيدي يحيى، وهو مقصد الطبقة الميسورة الحال. الكلام عن أسعار عمليات التجميل يجعلك تدخل في عالم الجنون.. فالحديث بالملايين ولا مكان للآلاف.. إنه المنطق الذي أراده أصحاب المحلات، وهذا ما أكده صاحب محل للتجميل بسيدي يحيى، حيث قال إن الأسعار تبدأ من مليوني سنتيم وتتعدى 10 ملايين، وكل حسب رغبته.. فللجمال ثمن يجب أن يُدفع - يقول جمال - صاحب مركز التجميل ”الياسمين”. من جهة أخرى، قابلنا سيدة في الأربعينيات، جاءت إلى المركز للتخفيف من التجاعيد التي بدأت تكسر جمالها وتظهر معالم الزمن وآثاره، حيث قالت إنها مستعدة لدفع أي ثمن.. المهم هو استرجاع الشباب الذي زال مع الظروف الاجتماعية التي عاشتها؟!، مؤكدة أيضا أن السن مناسب لإعادة النظر في نظارة الوجه والمحافظة عليه، و هو ما يطلق عليه اسم ”الجراحة التكميلية” حسب الاخصائيين في عمليات التجميل، رغم - تقول هذه السيدة - أن معظم المختصين لا يملكون دراية كاملة بفن التجميل إلا أن الاحتكاك بالأجانب من خلال شبكات التواصل الاجتماعي بالأنترنت سهل المهمة على هؤلاء المختصين للبحث في آخر تكنولوجيات التجميل في العالم، فالعلاجات التجميلية والتكميلية في تزايد مستمر بسبب وعي جزائريين اليوم بأهمية المظهر.. شفط الدهون وإزالة التجاعيد من أكثر العمليات.. تختلف عمليات التجميل التي يقبل عليها بعض الجزائريين، إذ تتباين بين شفط الدهون وإزالة تجاعيد الوجه والرقبة وشد اليدين والبطن، وصولا إلى شد الذراع والأفخاذ أوحتى تجميل الأنف والأذن، إلا أن الهدف يبقى واحدا، والمهم هو أن تبدع ”الأنامل الذهبية” للجراح في إرضاء عيون المقبلين والمقبلات على مثل هذه العمليات. ومع الانتشار الواسع لعمليات التجميل مما كانت عليه في السنوات الفارطة، والطفرة النوعية التي أحدثها الإشهار ووسائل الإعلام على مسارها اتضح للمواطن الجزائري جليا الفرق بين الجراحة التجميلية والجراحة التكميلية، حيث تعني الأولى الجراحات التي تجرى لأغراض وظيفية أوجمالية تهدف إلى استعادة التناسق والتوازن لجزء من أجزاء الجسم عن طريق استعادة مقاييس الجمال المناسبة لهذا الجزء. أما الثانية هي محاولة إصلاح أوإخفاء بعض التشوهات الخَلقية التي يعاني منها الإنسان أو تلك التي أصيب بها بعد عملية جراحية أوحادث أو تعرضه لحروق، كما أن هذه العمليات معوضة من قبل صندوق الضمان الاجتماعي. هدى حوحو
رئيس الجمعية الجزائرية للطب التجميلي، محمد أوغانم: العمليات التجميلية في الجزائر لا تزال تبحث عن التطور في هذا الإطار يقول رئيس الجمعية الجزائرية للطب التجميلي، محمد أوغانم، إن الجراحة التجميلية في الجزائر لاتزال تبحث عن تطور، وعليه وجب على المختصين مواصلة البحث في الميدان لتطوير الأساليب الصحيحة لفن التجميل، رغم الغموض والتحفظ الذي يبديه أغلبية الأشخاص المترددين على دور التجميل، وأن معدل العمر للمقبلين على العمليات التجميلية يتراوح بين 25 و 40 سنة، كما أن 80 بالمائة من زبائنه هن نساء. ولم يخف ذات المتحدث الآثار الجانبية المترتبة عن عديد العمليات الجراحية، والتي في غالب الأحيان تؤدي إلى فشل العملية دون أن يدرك الزبون حقيقة ذلك، وهو ما يجعله ينفق الكثير دون مردود. أما الحاجة حورية فهي لا تعترف بعمليات التجميل، حيث تقول ”لم نكن في الجزائر نسمع عن جراحة التجميل سوى في الأفلام والتلفزيونات، وعمليات التجميل كانت مخصصة في زمنهم للأشخاص الذين أصيبوا بتشوه إثر حادث أو حروقات، ولكن رغم ذلك كنا -تقول الحاجة حورية - نستعين بوصفات جداتنا لإصلاح ما أفسده الزمن أو ما أفسده حادث سيارة لا قدر الله. وبين معارض ومؤيد تبقى الآراء متباينة في ظل تهافت النساء على مراكز التجميل بحثا عن شبه لهيفاء وهبي، نانسي عجرم أو جونيفير لوبيرز.. فهل سيتحقق لهن هذا..”وهل يصلح العطار ما أفسده الدهر؟”.