تشن الرباط حملة دبلوماسية شرسة على الجزائر، للضغط عليها لفتح الحدود البرية المغلقة، وتغيير مواقفها تجاه قضية الصحراء الغربية، رغم أن مواقف الجزائر منبثقة من الشرعية الدولية، ومن ضرورة احترام وتطبيق القرارات الأممية فيما يتعلق بتصفية آخر استعمار في القارة الإفريقية. فبعد ”خرجة” الملك المغربي محمد السادس، في خطابه أمام نواب شعبه منذ أيام قليلة حيث اتهم جيرانه في إشارة صريحة للجزائر، بالتآمر على وحدة ترابه، جاء الدور اليوم على وزيره للسياحة الذي اعتبر الجزائر السبب الرئيس في خسارة بلدان المغربي العربي ما قيمته 2 بالمائة من الناتج الداخلي الخام، بسبب حالة التشرذم التي تعيشها دول المنطقة. قال وزير السياحة المغربي، لحسن حداد، أمس الأول، في العاصمة البلجيكية بروكسل، أمام الجمعية الاستثنائية لمنتدى كرانس مونتانا، التي خصصت جلسة حول ”التعاون جنوب - جنوب”، إن إغلاق الحدود بين المغرب والجزائر يشكل كابحا أمام الاندماج المغاربي والتعاون جنوب - جنوب، وأنه لا يمكن الحديث عن اندماج كآلية هامة للتعاون جنوب - جنوب، دون فتح الحدود ودون حرية تنقل الأشخاص والسلع. وأشار إلى أن تأخر الوحدة المغاربية يكلف بلدان المنطقة حوالي 2 في المائة من الناتج الداخلي الخام، وقال إنه لا يمكن أن يكون هناك تعاون جنوب - جنوب إن لم يكن الفاعلون والشركاء الجهويون مستعدين لتبني سياسة أكثر إرادوية في مجال التبادل والاستثمار”. وتأتي تصرحات وزير السياحة المغربي بعد التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، الذي استبعد فتح الحدود البرية حاليا، لعدم توفر الأجواء المناسبة، داعيا المغرب إلى التعقل ورباطة الجأش، وهذا ما يصر عليه المسؤولون الجزائريون كل مرة بالتأكيد على ضرورة إبداء حسن النية، خاصة مع التصريحات النارية للمسؤولين المغاربة ضد الجزائر والتأمر عليها في المنابر الدولية.