”مسقط قلبي”.. تحت هذا العنوان اختارت الشاعرة سمية محنش أن تدخل عالم الإصدارات الأدبية من خلال أول ديوان شعري لها، صدر حديثا عن منشورات الاختلاف بالعاصمة، ومنشورات ضفاف ببيروت. هذا الديوان الذي ضمَّ بين دفّتيه عشرين عنوانا شعريا، حمل بين ثناياه أرواحا تعبقُ برائحة التُراب وأغنياتِ السَّهر، ونسمات البحرِ وعبقِ المطر.. في كُلِّ روحٍ حكاية لا تشبهها حكاية أخرى سواها هي.. هُنا لن تكتفوا بقراءة الشّعر على الورق بل ستسمعون أنفاسهُ تتحدث إليكم وتعزفُ لكم على سلّم الروّح وبحر القلب.. ولن تكتفوا بسماعه، بل سترونه كيف يلوّن الكون بأبجدية فُرشاته.. وعبر صفحات الديوان، حاولت الشاعرة الفائزة بالعديد من الجوائز الأدبية في الجزائر وفي الوطن العربي، أن تسافر بالقراء إلى عوامل الحب بمختلف توجساته. ويؤكد ناشر العمل على أن هذه الشاعرة المتجهة بإصرار إلى عالم الكلمات الكبيرة، تكتب الشعر وكأنها احترفته لسنين، لتتألق فيه كما يتألق الكبار، تكتب القصيدة بأشكالها المختلفة بكثير من التمكن والإحكام كما يفعل الكبار، مع أنها قادمة إلى الشعر من مجال القانون. من حظ سمية محنش أن تظهر مع التحول الكبير الذي عرفته القصيدة النسائية في الجزائر، كان الشعر النسوي، إلى ما قبل سنوات، يكتفي بقصيدة النثر التي تشبه الخاطرة غالباً، والتي صعب على الدارسين الاعتراف بشعريتها، حتى ظهرت، في العقد الأخير، مجموعة من الشاعرات، وسمية منهن، شكلن ثورة حقيقية، ودفعن بالشعر إلى كثير من النضج والتألق.”مسقط قلبي” إيذان بتجربة شعرية جديدة في الأدب الجزائري، تجربة تكشف عن شاعرة متميزة حريصة على تجاوز نقائصها، واستكمال أدواتها، ولا شك أن هذا الديوان سيسهم مع أمثاله من شعر النساء والرجال الجزائري المعاصر في الدفع بالقصيدة الجزائرية نحو فضاء إبداعي يتصدر الشعر العربي بكل جدارة واقتدار.الشعر يقدم نفسه بنفسه، وهذه الخواطر ليست موجهزة بالضرورة للقارئ، إنما هي انطباعات أولى لقارئ تمرن طويلاً على قراءة الشعر وتذوقه”. كما قال في مقدمة العمل الدكتور عبد الله العشي، وقد أهدت سمية هذا الديوان الأول لها إلى الجزائر.