يعتبر حي شيدي الواقع ببلدية مروانة بباتنة، من أكبر التجمعات السكانية بهذه المدينة، بالنظر إلى اتساع الرقعة الجغرافية وتزايد التعداد السكاني الذي وصل إلى عشرة آلاف نسمة، حسب أحد القاطنين بالحي، غير أن هذا الحيز الهام من المدينة لايزال يعيش خارج اهتمامات المسؤولين المحليين. ولايزال المواطنون القاطنون به ينتظرون نصيبهم من المشاريع التنموية منذ سنوات، تخللتها شكاوى وطلبات رفعت إلى المجالس المنتخبة المتعاقبة على بلدية مروانة غير أنها لا تقابل بالتحركات الجادة التي تضع حدا لمعاناة المواطنين. يلاحظ المتجول في حي شيدي أنه يفتقر لأبسط ضروريات الحياة الكريمة ومختلف الشبكات الحيوية، على غرار شبكة الماء الصالح للشرب، وهي المعضلة التي تأتي على رأس انشغالات المواطنين، خصوصا خلال فصل الصيف و شهر رمضان المعظم، حيث يعانون الأمرين في جلب قطرة الماء عن طريق الصهاريج أو من المنابع البعيدة عن المنطقة. وتضاف لذلك المطالب المتكررة للسكان، ممثلين بجمعية الحي، من أجل تزويد التجمع بشبكة الهاتف الثابت ما يمكن الطلبة والتلاميذ من الاستفادة من شبكة الأنترنت في إنجاز البحوث والدراسة. غير أن المصالح المعنية تماطلت في تلبية هذا المطلب الهام للمواطنين، حسب تعبيرهم، و ذلك دون أسباب واضحة، رغم أن الحي يحتوي التعداد السكاني الكافي لتنفيذ هذا المشروع. ويضاف لما تقدم مشروع التهيئة الذي لم تنطلق الأشغال فيه بعد، رغم أن الحي قد استفاد منه على الورق تحت غلاف مالي بلغ ال 11 مليار سنتيم، ولايزال التنفيذ مؤجلا إلى إشعار لاحق رغم انطلاق أشغال التهيئة في بعض أحياء دائرة مروانة. معاناة حقيقية في الخدمات الصحية يعاني القاطنون بحي شيدي مشاكل جمة في جانب التكفل الصحي وتلقي الحد الأدنى من خدمات العلاج، حيث أن المستوصف الصغير المتواجد بالمنطقة لا يفي بالغرض، بعد أن تجاوزه الزمن من حيث الوسائل والمعدات، كما تجاوزه كثيرا عدد سكان الحي الذي بات في حاجة ماسة إلى قاعة متعددة الخدمات الصحية تضمن هذه الخدمة الضرورية للمواطنين، لاسيما من حيث التكفل بالحالات الطارئة والمستعجلة وبالنساء الحوامل، عوض أن يكون مجبرات على قطع مسافات طويلة لا تتماشى مع حالتهن الصحية من أجل تلقي العلاج. وقال المواطنون إن هذا الهيكل الصحي الصغير الذي أنجز بالحي حين كان عدد سكانه يعد بالعشرات، أصبح الآن يعرف ضغطا متزايدا من طرف المواطنين وانعداما شبه كامل للوسائل الضرورية ونقصا فادحا في الوسائل البشرية من أطباء متخصصين وممرضين. مسجد ودار شباب يهددهما الانهيار من جانب آخر طرح بعض السكان المشكل الذي يهدد المسجد الوحيد بالحي ودار الشباب، بعد أن أصبح هذان الهيكلان مهددين بالانهيار لأسباب تقنية تتعلق بانجراف التربة وعدم صلاحية الوعاء العقاري الذي شيدا عليه، وهو ما يتطلب تدخلا عاجلا للجهات المعنية قبل تفاقم الوضع، خصوصا أن المسجد المذكور يستقطب أعدادا معتبرة من المصلين. كما تعد دار الشباب المرفق الترفيهي الوحيد بالمنطقة وإن كان لا يقدم الخدمات المرجوة منه، و هو انشغال آخر يطرحه الشباب بقوة مطالبين بمرافق ترفيهية، لاسيما أن الملعب الوحيد بالمنطقة أصبح بؤرة للانحراف عوض أن يكون مقصدا للشباب من أجل ممارسة الرياضة وتهذيب السلوك، علما أن الحي ككل يفتقد للمساحات الخضراء الضرورية للأطفال من أجل اللعب بعيدا عن أخطار السيارات. مطالب السكان عالقة منذ عقود وقد أبدى المواطنون بحي شيدي بمروانة استياءهم الشديد من المحيط البيئي العام وانتشار القمامة في كل مكان بما تخلفه من روائح كريهة وأخطار على الصحة وعلى الأطفال بالدرجة الأولى، مؤكدين على أن أكياس القمامة أصبحت ترمى قريبا من المؤسسات التربوية لانعدام الحاويات الخاصة بها ولتذبذب عمل شاحنة البلدية الخاصة بالنظافة، وهو انشغال يطرحه السكان بقوة، إلى جانب المطالبة بالتهيئة العاجلة للطرقات و الشوارع و تخليصهم من الأتربة والغبار صيفا، ومن البرك المائية شتاء. كما يطالبون بالإفراج عن المشاريع المسجلة في العهد السابقة، والتي لا تزال حبيسة الأدراج رغم تقاسم بعض أبناء الحي لعهدات إنتخابية وصلت إلى 15 سنة من البلدية إلى البرلمان، دون أن ينعكس ذلك بتحسين المستوى الحضري للمنطقة و دفع عجلة التنمية بها، حيث لا تزال الضروريات تشكل حلما بالنسبة للسكان، وهو ما عبر عنه الطفلان رائد بوراس و مخلوفي أشرف ببراءتهما، حين أخبرانا أنهما يحلمان بالحصول على الماء من الحنفية كي يسقيا شجرتين غرساهما بجوار منزليهما. ويرى منتخبون ببلدية مروانة التقتهم ”الفجر” بمقر البلدية، أن مشاكل شيدي هي تقريبا مشاكل أغلب أحياء ومشاتي البلدية، وهو ما يستدعي تخصيص برامج تنموية تطال دون الأحياء معترفين بصعوبة الوضع ، مؤكدين أن مساع باشرتها البلدية للتقليل من حدة معاناة مواطني البلدية قاطبة.