تحتل بلدية الدويرة، المتواجدة غرب العاصمة، مساحة شاسعة بحوالي 40 كلم مربع، وكثافة سكانية كبرى، ورغم المشاريع التنموية المدرجة التي تسعى مصالح البلدية لتجسيدها، لكن لازالت تتخللها بعض النقائص التي أنهكت السكان وأثقلت كاهلهم. غياب للمرافق الضرورية بالأحياء الجديدة يشكو سكان حي عدل وحي 350 مسكن من انعدام كلي لمختلف المرافق الضرورية، من الغاز والكهرباء ومختلف الخدمات الأخرى، مما جعلهم يعيشون ظروفا صعبة، حيث أكد المواطنون أن أحياءهم حديثة النشأة، ولم يمر على استلامهم لها أكثر سنتين، غير أن صدمتهم كانت شديدة وفرحتهم لم تدم، نظرا للمعاناة التي أصبحوا يتكبدونها منذ إقامتهم بالحي، والذي يفتقر لأدنى متطلبات العيش الكريم فيما يتعلق بالغاز الطبيعي، الذي تم تركيب الأنابيب التي من شأنها ربط المنازل بهذه المادة التي تعد أكثر من ضرورية، وبالرغم من الانتهاء من هذه العملية في جميع أرجاء الحي ودفع السكان كل المستحقات اللازمة والوثائق التي تخول للمؤسسة المعنية تزويدهم بالغاز، إلا أن مشكلة إطلاق الغاز عبر الأنابيب التي تم تركيبها تبقى عالقة إلى أجل غير مسمى، على حد تعبير السكان. من جهة أخرى، أشار المواطنون إلى مشكلة الإنارة العمومية التي تعتبر غائبة تماما عن الحي، الامر الذي حرمهم من الخروج ليلا إلا عند الحالات الاستعجالية وهو ما ولّد حالة من الخوف من الاعتداءات، خاصة لدى سكان 350 مسكن لأن الحي يتواجد بالقرب من الغابة. ناهيك عن غياب المرافق الخدماتية والتي يأتي في مقدمتها ملحقة للبلدية والبريد أو سوق جواري ومركز صحي، مما يضطرهم الى قطع مسافات طويلة للوصول إلى وسط الدويرة من أجل اقتناء حاجاتهم أو الالتحاق بمستشفى البلدية من اجل العلاج، كما تحدثت العائلات عن غياب المرافق الخاصة بلعب الأطفال والملاعب الجوارية لشباب الحي الذين يلجأون الى البلديات الأخرى من اجل ممارسة نشاطاتهم الرياضية. ومن جهة أخرى، تحدث سكان حي منديل عن غياب شبكة الهاتف الثابت بالمنطقة، ما ولّد بالضرورة عدم وجود شبكة الانترنت والفاكس، مؤكدين ان أبناءهم يتنقلون الى جهات أخرى من اجل القيام ببحوثهم التي تعتمد على هذه التقنية الحديثة.
طرقات مهترئة.. وأحياء بدون غاز طبيعي ولا قنوات للصرف الصحي تعاني بعض الأحياء على غرار الرمضانية وحي أولاد منديل من نقص التهيئة الحضرية، خاصة المتعلقة باهتراء الطرق، ورغم المجهودات التي بذلتها مصالح البلدية خاصة بحي الرمضانية إلا أن بعض الطرقات لا تزال عبارة عن مسالك ترابية مهترئة، بسبب الحفر والأحجار المنتشرة على طولها وما يزيد الوضع تعقيدا الأمطار المتساقطة التي تحوّلها إلى مستنقعات يصعب اجتيازها، خاصة بالنسبة للراجلين الذين يجدون صعوبة بالغة في المرور، ابتداء من المدخل الرئيسي حتى المتوسطة الجديدة، أما بالنسبة لحي أولاد منديل، فقد عبّد منذ حوالي 5 سنوات إلا انه عاد ليشهد تدهورا وتآكلا بالغا، بسبب إعادة أشغال شبكة الغاز والماء الى غيرها.. ما عمل على تصدعها البالغ. وما زاد الأمر تعقيدا، ان حي مولين لم يعرف أي عملية تهيئة، منذ أن وطئت أقدام القاطنين به، حيث تعرت الأرضيات من طبقة الزفت، وتحولت الطرقات إلى مطبات وحفر يصعب اجتيازها إضافة الى الأرصفة المتصدعة، وفي هذا السياق، أبدى السكان تخوفهم من تعرض الحي لانجراف التربة والانزلاقات التي من شأنها أن تؤدي إلى حوادث يكون ضحيتها الأطفال، خصوصا أنهم لا يجدون غير تلك الأماكن المعرضة للانزلاق للعب ولعل وقوعه بمنطقة مرتفعة جعل الأمر يزداد صعوبة في ظل غياب غاز المدينة الذي أضحى جحيما للسكان، ببحثهم المتواصل عن قارورات غاز البوتان، حيث يعاني القاطنون بالمنطقة من جر قارورات غاز البوتان، التي أثقلت كاهلهم بقطعهم مسافة بعيدة لجلبها وأنهكت جيوبهم. أما قنوات صرف المياه القذرة بحي مولين فحدّث ولا حرج، فالروائح الكريهة منبعثة من القنوات التي طفت على سطح الأرض، مما أثار خوف السكان من انتشار عدة أمراض وبائية تهدّد صحتهم، ورغم إكمال أشغال التهيئة بالجهة العليا لحي الرمضانية، إلا انه لايزال يشهد نقصا بالجهات الأخرى. ضعف التيار الكهربائي بحي الرمضانية تشهد منطقة الرمضانية تحسنا في شدة التيار الكهربائي مقارنة بالماضي، بسبب إضافة 3 مولدات، حيث كانت كل الأجهزة الكهربائية بمجرد حلول الفترة المسائية تتوقف ومع ذلك لا يزال هناك نقص، إذ يتزود حيان من مولد واحد، علما ان هذه المنطقة تحتوى على 8 آلاف نسمة أي تحتاج الى أكثر من محوّل كهربائي من اجل إنقاص الضغط عليه، وإيصال الكهرباء الى الجميع وهو ما طالب به سكان المنطقة. تسربات للماء الشروب بمعظم الأحياء تشهد بلدية الدويرة عدة تسربات، حيث أكد السكان انه رغم التدخلات اليومية المستمرة لشركة «سيال» عند التبليغ، إلا أن الوضع لا يزال على حاله، إذ يتطلب الامر إعادة تهيئتها من جديد بسبب قدم الشبكات، وهو الامر الذي يتسبب في ضياع كميات معتبرة من المياه الصالحة للشرب. نقص في المؤسسات التربوية.. واكتظاظ في أخرى تعرف المؤسسات التربوية ببلدية الدويرة نقصا واكتظاظا شديدا نظرا للكثافة السكانية الكبرى التي تحتويها، حيث يقطع التلاميذ مسافة طويلة لأكثر من 2 كلم من اجل الالتحاق بالمتوسطات بعد ان ينال التعب من أجسادهم، كما تعرف المدرسة الابتدائية الوحيدة بحي أولاد منديل التي تحتوى على 12 قسما اكتظاظا كبيرا، وهو نفس الامر بالنسبة للمتوسطة التي أنشأت عام 2002 في المنطقة، حيث أكد الأولياء ان هذا الوضع يؤثر على تحصيلهم الدراسي ودرجة الاستيعاب والتركيز في القسم، مطالبين بضرورة إنشاء ابتدائية ومتوسطة أخرى، ما جعل المسؤولين عنها يتدبرون حلا مؤقتا، حيث عملوا على تخصيص قسمين بالابتدائية لأصحاب المتوسطة، ومواصلة الدراسة الى حين إدراج مشروع جديد من شأنه إنقاص الضغط عليها، كما طالب الأولياء بضرورة تدعيم المنطقة بالنقل المدرسي من اجل التلاميذ الذين يتنقلون من حي أولاد منديل حتى الدويرة من اجل الدراسة.